تلتزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتقديم خدمات شاملة وتعاليم عن المسيحية لشعبها، تغطي المجالات التعليمية والاجتماعية والروحية، انطلاقًا من إيمانها بضرورة خدمة المجتمع ورفعته، وتلعب دورًا محوريًا في نشر المحبة وتثقيف المجتمع، وتعتبر الخدمة أهم عمل يمكن أن يؤديه متطوع داخل الكنيسة، بداية من الأب الكاهن إلى الشباب.
الخادم وتوصيل كلمه الله
عمل الخدمة في الأساس يقومعلى العمل التطوعي من أجل الله، فمن خلاله تقوم الكنيسة بتوصيل كلمة الله والتعاليم المسيحية إلى شخص داخل الكنيسة وتشمل كافة القطاعات والخدمات المختلفة في كل مناحي الحياة للأطفال والشباب والشيوخ من تعليم ومساعدة لتحقيق الهدف الأساسي للخدمات وهو الوصول إلى الله ورعاية الكنيسة لشعبها.
قال القس يوحنا يوسف، كاهن كنيسة العذراء والشهيدة دميانة بأرض بابا دبلو، إن الخدمة عبارة عن محبه تملأ قلب الخادم نحو الله ونحو الناس، ويريد أن يوصل الناس إلى الله هذه هي شهوة قلب الخادم نحو الآخرين خاصه الذين أؤتمن عليهم، وأن خلت الخدمة المسيحية من الحب تصبح عملا جافا روتینیا.
وأوضح القس يوسف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الخادم إذا أصبح محبًا ومحبوبًا تصير الخدمة مثالية، لذا فالخادم المحب يسعى أن يمتلئ بالروحيات والتعليم ويمتلئ بالفضائل لكي يفيض على مخدوميه، وبالتالي تكون الخدمة مثمرة ويصبح قدوة لمخدوميه. وتابع: الخادم يشبه بالمغناطيس الذي يجذب العديد نحوهإلى أبونا السماوي وأمنا الكنيسة.
أهداف الخدمة في الكنيسة
واستطرد: الخادم أيضا من حبه يتعلم العطاء سواء بكلمة منفعة أو برکة تدفع الناس نحو الله، ويقدم غذاءً روحيًا لأرواح المخدومين لكي يشبعوا من كلام الله.
وأشار إلى أن أهداف الخدمة كالآتي:
- ان يقبل الجميع على التوبة أي الى البعد عن الخطية.
- يعطى فرصة لعمل الروح القدس داخله وتظهر عليه ثمار الروح.
- يمارس ويثبت في الأسرار التي تعطي له المغفرة، والكتاب المقدس مليء بنماذج لخدام أمناء مثل موسى النبي أول من دعا للخدمة واتته الدعوة في جبل الله حوريب خر ١:٢ على ما ظهر له في العليقة لكي ينقذ شعب الله، ولبى الدعوة وكان أمينا وعبر بالشعب، ومن الأمثلة في العهد الجديد بولس الرسول الذي كرز وبشر وأسس كنائس في أماكن عديدة وكتب رسائل مفيدة.
واختتم حديثة قائلا: ربنا يجعلنا أمناء في كل خدمة ودي وزنه ربنا يقيمنا ليها.
وفي هذا الإطار، قال البابا تواضروس في وقت سابق، إن الخدمة هي الخادم كما أن المسيحية هي المسيح، اقترب إلينا السيد المسيح بالحب وعمل أعمالًا كثيرة لكن أول عمل له كان اختيار التلاميذ وفي حياة الكنيسة هم خدامها.
كما قال المتنيح ( الراحل) البابا شنودة، إن الخدمة المسيحية هي حياة تنتقل من شخص إلى آخر، أو إلى آخرين. هي حالة إنسان ذاق حلاوة الرب، ويذيقه لآخرين قائلًا: «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!» (مز 34: 8). إنها حياة تسري من روح كبيرة إلى أرواح أخرى. أو هي حياة إنسان امتلأ بالروح القدس، ففاض من امتلائه على غيره.