قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

لغة لا تفهمها إلا القلوب المؤمنة.. الشماس ميلاد أيوب يكشف أسرار الألحان في الكنيسة القبطية

خورس شمامسة كنيسة الشهيدة دميانة عدوية
خورس شمامسة كنيسة الشهيدة دميانة عدوية
×

لا تخلو صلاة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من "الألحان"، فلكل مناسبة لغة موسيقية ولحنية يتم التسبيح بها خلال هذه المناسبة، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الألحان وأهميتها في الطقوس الكنسية.

الألحان القلب النابض لـ الكنيسة

وفي حوار خاص لـ "صدى البلد"، قال الإيبودياكون ميلاد أيوب، الحاصل على بكالوريوس في العلوم اللاهوتية بالكلية الإكليريكية، إن الألحان تعتبر بوتقة مشاعر الكنيسة تجاه الله، فهي اللغة التي تعبر بها عن مشاعرها وإيمانها من خلال كلمات ملحنة وموزونة بدقة تامة تحوي في طياتها الكثير من العقائد والإيمانيات، ولهذا نجد لكل مناسبة ألحان تميزها من حيث الكلمات والموسيقى نفسها.

وتابع أنه على الرغم من أننا لا نعرف من الذي قام بتأليف كل هذا الكم من ألحان الكنيسة، إلا إننا واثقون من أنها نتاج قلوب فاضت بأسمى مشاعر الحب والشكر لله.

تاريخ الألحان …

وأشار إلى أن تاريخ الألحان يرجع إلى العصور الأولى لـ الكنيسة، فنجد الرسل أنفسهم كانوا يسبحون الله ففي سجن فيلبي نحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما (أع 16: 25)، معقبا: معنى أن بولس وسيلا كانا يسبحان معاً فهذا دليل على انهما كانا يتليان تسابيح محفوظة معا.

وأكد أن الكنيسة القبطية احتفظت بألحانها نقية على الرغم من اختلاف الزمان والمكان والأفراد، وأن الله قد سمح ببعض الظروف التاريخية التي تضمن حفظ الألحان نقية دون أي تأثير خارجي.

وأضاف الإيبودياكون ميلاد أيوب أن "المرتل" أو ما يطلق عليه "معلم الكنيسة يعتبرمن العوامل التي كان لها دور في حفظ الألحان وتسليمها من جيل إلى جيل، فكان يتم اختيارهم بدقة وعناية من حيث القدرة على التسليم والأداء الصوتي السليم للنغمات، ونجد أكبر مثال لهؤلاء، هو "المعلم ميخائيل البتانوني" وكان مرتلا بالكاتدرائية المرقسية، وازداد تقدير البابا لهذا المرتل المحب لـ الكنيسة فعيّنه أيضا مدرسا للألحان في الإكليريكية في 2 نوفمبر سنة 1893 م. وتخرج على يديه الكثير من المرتلين الذين ملأوا الكنائس بأصواتهم العذبة والشجية.

الكنيسة تتهلل بالتسبيح

ونجد إشارة للألحان منذ عصور قديمة جداً، فنجد البابا أثناسيوس يذكر "الهوس الثاني أثناء حديثه عن قدوم أتباع أريوس الهرطوقي"، ونجد القديس يوحنا كاسيان (360-435م) يمدنا بصورة حية عن الأنظمة والتقاليد الرهبانية في ذلك الوقت متحدثاً بوضوح عن نظام التسابيح والسهر الليلي في الأديرة، حيث أخذت الكنائس نظام التسبحة وترتيبها عن الرهبان والأديرة بعد ذلك، ونجد الكنيسة تتهلل بالتسبيح خلال شهر كيهك وغيرها من المناسبات الأخرى.

الألحان والكتاب المقدس

وأكد أن كلمات الألحان مأخوذة من نصوص الكتاب المقدس، فنجد المزامير الملحنة مثل مزمور التوزيع "المزمور 150" الذي يقال في كل قداس، ولحن "أنا الصغير بين إخوتى" وهو المزمور 151 الذي يقال في سهرة سبت النور وغيرها من المزامير التي تتغنى بها الكنيسة إلى الآن في القداس، وفي التسبحة نجد مزمور 135 وهو " الهوس الثاني، ومزامير 148 - 149 - 150 التي تقال في "الهوس الرابع".

وتابع: ولأن الألحان عبرت مع الكنيسة كل العصور حتى يومنا هذا، وظلت بقوامها الموسيقى ونصها الامدة خالدة، فالمستمع إليها يدرك أن جميعها من مصدر واحد على مدى الأجيال وهو الروح القدس.

وسيلة لتعليم العقيدة والإيمان

وأكمل: تأتي أهمية الألحان والتسبيح في الكنيسة من دورها الحيوي، فهى الوسيلة التي استخدمها الأباء لتعليم العقيدة والإيمان، وهذا نجده واضحًا في ما يسمى بالـ "الثيؤطوكيات" أي قطع ملحنة تختص بالتعاليم عن عقيدة التجسد وولادة السيد المسيح من العذراء مريم.

وواصل حديثه قائلا: كلمات الألحان في توسلات وابتهالات وتسابيح ترفع إلى الله لنوال بركاته وغفرانه، وأيضاً شكره على رحمته، مثلما تردد في الهوس الثاني: اشكروا الرب لأنه صالح وخير الليلويا لأن إلى الأبد رحمته".

كنز تسلمناه من آبائنا

وأضاف أن تسبيح الألحان أيضاهي الوسيلة التي يشترك من خلالها المجتمعين للصلاة في رفع قلوبهم بصوت واحد وطلبة واحدة بلسان الجماعة المجتمعة، حتى يقبل الله الصلوات ويستجيب.

واختتم حديثه قائلا: اللحن القبطي هو الكنز الذي تسلمناه من آبائنا القديسين ويحتوي في داخله جواهر الإيمان والعقيدة والمشاعر الحقيقية الصادقة نحو الله.