أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الكون كله مسخر للإنسان، داعيًا الجميع إلى الهدوء وعدم الشره، والإسراف.
وأوضح وسام، أن الإنسان عليه أن يجعل طلباته جميلة ليعيش في إطار إنسانيتهم، مؤكدًا أهمية التعامل مع النعم التي أغدق الله بها علينا.
وأشار إلى ضرورة عدم الطغيان أو الاسراف فى الماء أو اللهو بالنعمة حتى لا ننسى المنعم، محذرًا من احتقار نعم الله، وعلينا السعي في شكر هذه النعم من خلال صرفها حيث يحب الله تعالى، وحيث يكون النفع والفائدة، وحيث يعم الخير للجميع.
كما أضاف أن الشرع يحذر من الإسراف، مؤكداً: "سنحاسب على كل قطرة ماء نسرف فيها".
حكم الإفراط في استعمال الماء
وتلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، عن حكم الإفراط في استعمال المال.
وقالت دار الإفتاء إن الله عز وجل أمر بالحفاظ على الماء وعدم إهداره أو استعماله فيما لا طائل منه أو الإفراط في استعماله بغير مبرر؛ فقال تعالى: ﴿وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة» (رواه ابن ماجه).
وكان من دعائه أن يقول: «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله». (متفق عليه) كما ورد النهي عن الإسراف في استخدام الماء في الطهارة؛ فروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟» فقال: أفي الوضوء إسراف؟ فقال: «نعم، وإن كنت على نهر جار». (رواه ابن ماجه).
وقد حَمَل جمهور العلماء هذا النهي على الكراهة، وعليه؛ فيُكره الإسراف في استعمال الماء؛ وينبغي على المسلم المحافظة على الماء، وعدم الإفراط في استعماله سواء في الطهارة أو في غيرها من الاستعمالات.
حكم إسراف الماء أثناء الوضوء ؟
سؤال أجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
ورد "شلبي"، قائلًا إن الإسراف في الماء أثناء الوضوء مكروه شرعًا.
وأضاف: أنه يُكره الإسراف في ماء الوضوء؛ لأنه خلاف السنة، ولعموم قوله تعالى: «وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» [الأعراف:31]، ويكون الإسراف بزيادة الماء عن الاعتدال المعروف والمألوف، وذلك بزيادة عدد الغسلات عن ثلاث مرات.
واستدل بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إنه سيكون في هذه الأمة قومٌ يَعْتَدون في الطَّهور والدعاء» رواه أبو داود، أي يُفْرِطون فيهما، والإفراط في الطَّهور: أن يزيد عن الحد المشروع، وقد جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن الوضوء، فأراه الوضوءَ ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدَّى وظلم» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.