في مثل هذا اليوم، في 28 سبتمبر توفي الأديب والكاتب الساخر والناشر الألماني، أوسكار بانيتسا، تعتبر أعماله جزءًا هامًا من مدرسة الحداثة في ميونخ، حيث درس الطب وتخصص في طب الأعصاب وعمل في هذا المجال لبعض الوقت.
أوسكار بانيتسا
على الرغم من مهنته في الطب، اتجه بانيتسا بسرعة نحو الكتابة الأدبية، نجح في استخدام إبداعه للتعبير عن وجهات نظره الشخصية، حيث كان ينتقد في أعماله الكنيسة الكاثوليكية والتابوهات الجنسية والمعتقدات الأخلاقية البورجوازية، استمد مواضيعه من تجاربه الشخصية، وكان أسلوبه الأدبي يتميز بالتلقائية والوصف الخارجي والابتعاد عن التقاليد الأدبية التقليدية، مما يجعله متشابهًا مع الأسلوب السائد في نهاية فترة الرومانتيكية.
قام بانيتسا بكتابة العديد من المسرحيات، من بينها مسرحية ساخرة نُشرت في عام 1894 تحمل عنوان "المجلس الكنسي للحب"، حيث سخر بشكل غير مسبوق من الكنيسة الكاثوليكية. كما كانت له أعمال أخرى تمتاز بأساليب غير تقليدية، تجمع بين الواقعية والخيال. وتعتبر إبداعاته الشعرية تعبيرًا أساسيًا عن الصراعات الروحية.
تعرض بانيتسا لعدة أزمات خلال حياته، حيث أدين في عام 1895 بجرائم الزندقة والتجديف وأُرسل إلى السجن. تخلى عن الجنسية الألمانية وغادر إلى المنفى في زيورخ، ثم انتقل إلى باريس. تعرض لمزيد من المضايقات من السلطات الألمانية بسبب كتابه الذي انتقد فيه القيصر فيلهلم الثاني، وتم مصادرة أمواله داخل ألمانيا.
قرر بانيتسا العودة إلى ألمانيا في وقت لاحق، لكنه أُجبر على دخول مستشفى للأمراض العقلية، يُعتبر بانيتسا واحدًا من الكتاب الذين تعرضوا بشكل كبير للرقابة والمحاكمة خلال عهد القيصر فيلهلم الثاني، لم يتم إعادة اكتشاف أعماله وتقديرها إلا في الستينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وتوفي في 28 سبتمبر عام 1921.