قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

زلزال قوي يضرب إثيوبيا| هل نشهد تحركات مفاجأة بشأن أزمة سد النهضة؟

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي
×

ضرب زلزال بقوة 5.0 درجة على مقياس ريختر منطقة على بعد نحو 570 كيلومترا شرق سد النهضة الإثيوبي ونحو 140 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا في الساعة 7:36 صباحا بتوقيت القاهرة، الجمعة.

وقع الزلزال على عمق 10 كيلومترات، وذكرت وسائل إعلام محلية أن مركز الزلزال كان في وادي الصدع الإثيوبي (امتداد لوادي الصدع العظيم).

سد النهضة الإثيوبي

من جانبه، قال الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود، إن هناك سلسلة من الانهيارات الخطيرة التي حدثت في منطقتي الواجهة والخلفية لسد السرج، المكمل لسد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن خطورة تكرار هذه الانهيارات، محذرًا من اتساع الفواصل الإنشائية في جسم السد نتيجة انهيار الكهوف الجيرية الموجودة تحته.

وأوضح حافظ في تصريحات لـ صدى البلد، أن هذه الانهيارات بدأت في مارس 2018، عندما انهار جزء من السد في المنطقة الخلفية، تلاه انهيار آخر في مايو 2018 في مقدمة السد، واستمرت هذه الانهيارات حتى نوفمبر 2019، عندما حدث انهيار آخر، ثم تكرر في نوفمبر 2020، وعلى الرغم من عمليات الإصلاح التي أجريت، إلا أن الفواصل الإنشائية استمرت في الاتساع نتيجة الهبوط غير المنتظم.

وأكد أنه مع وصول منسوب المياه خلف السد إلى 639 مترًا خلال عملية الملء الخامس في سبتمبر 2024، توقع حافظ حدوث تسريبات كبيرة عبر منطقة الكهوف الجيرية، مما قد يتسبب في كارثة كبيرة، محذرا من أن هذه التسريبات والانهيارات المتكررة تشكل تهديدًا لسلامة السد وقد تؤثر بشكل مباشر على إثيوبيا والسودان.

كما دعا إلى ضرورة تشكيل لجنة دولية لتقييم سلامة سد السرج، وحث دولتي إثيوبيا والسودان على اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كارثة محتملة.

وسبق أن شهدت إثيوبيا زلزالًا بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر في 8 مايو 2023، على بعد أقل من 100 كيلومتر من سد النهضة، ما يجعله أقرب زلزال إلى السد منذ أكثر من قرن.

وبحسب أحدث البيانات، يحتوي سد النهضة حاليا على 60 مليار متر مكعب من المياه- ما يعادل 60 مليار طن- ما يضع ثقلًا كبيرًا على القشرة الجيولوجية الهشة لإثيوبيا بسبب وجود وادي الصدع العظيم وصدوعه وشقوقه.

ورغم أن الزلزال الأخير بعيد نسبيا عن سد النهضة وقوته معتدلة، فإن تكرار مثل هذه الزلازل قد يؤثر على السد، خاصة بعد ملئه بالكامل.

وجدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، تحذيراته بشأن مخاطر انهيار السد الإثيوبي.

وأشار في تصريحات له إلى أن يشكل وزنًا كبيراً على القشرة الأرضية الهشة جيولوجياً في إثيوبيا نتيجة وجود الأخدود الإفريقي والفوالق والتشققات.

وأضاف أنه بالرغم من بعد الزلزال الذي شهدته إثيوبيا اليوم الجمعة عن سد النهضة جغرافياً وقوته المتوسطة، فإن تكرار مثل هذه الزلازل سيؤثر على سد النهضة، خاصة بعد عمليات الملء المتكررة.

وشدد شراقي مجدداً أن السد أصبح قنبلة مائية قابلة للانفجار، وليس بالضرورة أن تنفجر الآن، وقد تمتد لسنوات لكن الخطر دائما طوال الوقت.

وأشار شراقي إلى أن مستوى التخزين في سد النهضة استقر عند 60 مليار متر مكعب، في حين بلغ مستوى سطح البحيرة نحو 638 مترًا فوق سطح البحر. وأضاف أن السودان استجاب لهذا التدفق بفتح العديد من بوابات سد الروصيرص، مما ساهم في رفع مستوى مياه النيل في العاصمة الخرطوم. كما أدى إلى تأخر فيضان النيل الأبيض السنوي الذي عادة ما يبدأ في أغسطس، لكنه بدأ هذا العام في 13 سبتمبر بسبب حجز المياه في سد النهضة وانخفاض منسوب النيل الأزرق.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا أن فيضان النيل الأبيض سيستمر خلال الأسابيع القادمة مع استمرار فتح بوابات المفيض العلوية في سد النهضة. وتوقع أن يستمر هذا التدفق حتى نهاية أكتوبر المقبل، وقد يمتد إلى نوفمبر في حالة استمرار توقف التوربينات الإثيوبية.

ولفت إلى أن منطقة الأخدود الإفريقي الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين، تعد أكثر المناطق الإفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين، ما يزيد من خطر انهيار سد النهضة على المدى القريب أو البعيد.

مستوى التخزين في سد النهضة

هذه التطورات تأتي في سياق الجدل المستمر حول تأثير سد النهضة على موارد المياه في السودان ومصر، حيث يتابع الخبراء والمواطنون على حد سواء هذه التحولات التي تلقي بظلالها على الوضع المائي في المنطقة.

من جانبه، أكدت الدولة المصرية أنه لا مجال للتنازل أو التفريط عن قطرة مياه واحدة من حصة مصر من مياه النيل، مشيرة إلى أهمية التوصل مع إثيوبيا إلى اتفاق قانوني مُلزِم لتشغيل وإدارة سد النهضة على نهر النيل وعدم التنازل عن قطرة مياه واحدة من حصة مصر المائية.

وقال السفير الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إن مصر دولة قادرة على الدفاع عن مصالحها وأمنها المائي في قضية سد النهضة الإثيوبي.

ووصف المياه بأنها قضية وجودية وقضية حياة أو موت بالنسبة لمصرمنوها أن مصر الدولة الوحيدة التي تعتمد بشكل كامل على مصدر وحيد للمياه وهو نهر النيل الخالد.

ولفت إلى أن جميع مسارات التفاوض مع إثيوبيا توقفت منذ 2023 نتيجة المراوغة والتفاوض بسوء نية، مشيرا إلى إلى أن هذه المفاوضات التي استغرقت 13 عامًا دون الوصول إلى شيء وكان هناك استغلال للمفاوضات لفرض الأمر الواقع عن طريق بناء السد.

ودعا إلى اتفاق قانوني ملزم حول تشغيل سد النهضة الإثيوبي مشددا على أن الاتفاق يجب أن يتضمن مبادئ قانونية لا يمكن التنازل عنها وأهمها مبدأ عدم إلحاق أي ضرر بمصالح دول المصب فضلًا عن أهمية الإخطار المسبق لأي مشروعات تتم على نهر النيل.

ووجه وزير الخارجية بدر عبد العاطي خطابًا إلى مجلس الأمن الدولي، مطلع سبتمبر الجاري أوضح خلاله أن انتهاء مسار المفاوضات بشأن سد النهضة والتي ظلت نحو 13 عامًا دون التوصل لاتفاق، جاء بسبب ما وصفه بغياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا وقال إن أديس أبابا تسعى لإضفاء الشرعية على سياساتها الأحادية المناقضة للقانون الدولي مضيفًا أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد حول استمرار الملء والتشييد بالسد غير مقبولة من الجانب المصري.

ويذكر أن المفاوضات تجمدت بين مصر وإثيوبيا والسودان وقدمت مصر شكوى لمجلس الأمن الدولي، مطلع سبتمبر الجارى حيث أكدت مصر إن أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع وأعلنت مصر مرارا رفضها القاطع لما سمته خارجيتها بالسياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي والتي تشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015.