لاشك أننا نشهد الآن آخر أيام في شهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- في هذا الوقت الراهن، حيث يوافق اليوم السبت الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول الهجري أو ما يعرف بشهر ربيع الأنوار، أي أننا في آخر أيام شهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ، والذي ينبغي اغتنام فضائله، بصالح الأعمال والطاعات للفوز بالبركات والنفحات والرحمات في آخر أيام شهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، خاصة وأنه مازال الكثيرون يدركون أهمية هذه الأيام المباركة ، فالاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف مازالت قائمة في أماكن عدة بمصر رغم أننا في آخر أيام في شهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، وبالتأكيد هناك أعمال أخرى وطاعات ينبغي الالتزام بها فيآخر أيام شهر مولد النبيمحمد –صلى الله عليه وسلم- فالاحتفالات وحدها لا تكفي.
آخر أيام شهر مولد النبي
يوافق اليوم السبت بداية الأسبوع الأخير من شهر ربيع الأول لعام 1446 هـ، أي أننا الآن في آخر أيامشهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ، والذي لم يتبق منه سوى أق القليل حيث يوافق اليوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول 1446 هـ، والثامن والعشرين من شهر سبتمبر 2024 م.
أعمال آخر أيام شهر مولد النبي
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، عن آخر أيامشهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ، إننا قد أتينا إلى نهاية شهر ربيعٍ الأنور، كما تمضي الأيام سريعًا.
وأضاف «جمعة» أفضل أعمال آخر أيامشهر مولد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ، أن بالأمس كانت الجمعة الأخيرة، لذا ينبغي أن نلتمس من كان حول النبي -صلى الله عليه وسلم- ونأخذ منهم العبرة التي تساعدنا في ورطتنا التي نحن فيها.
وأوضحأننا حول النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وإن غاب عنا بجسده لا يغيب عنا بسنته وشريعته، وإن تناءت الديار وبعُدت المسافات عن مثوى الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فهو في قلوبنا وعقولنا ونفوسنا، في كل زمانٍ ومكان.
وتابع: لا باب إلى الله سواه، ولا نبي بعده، ولا هادي إلى طريق الحق إلا إياه -صلى الله عليه وسلم- ، سُدَّت الطرق إلا طريقه، وانتهت الشرائع إلا شرعه، وما رضي الله - سبحانه وتعالى - بغير الإسلام دينا.. تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها.. لا يزيغ عنها إلا هالك.
واستطرد : لذا نريد أن نلتمس صفات من حوله -صلى الله عليه وسلم- ، خصوصًا في حال قصورهم؛ فإننا مقصرون، وشأننا شأن المقصرين ممن كانوا حوله، وربنا - سبحانه وتعالى - عندما نبّه على تقصيرهم- إنما كان يعني أمثالنا ممن قصّر في حق النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأفاد بأن أولها يجب علينا أن نلتمس سُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشريعته، وثانيًا أن نفهم مراد ربنا من كلامه ومن وحيه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- حتى نطبقه، إلا أن كثيرًا من المسلمين -ونرجو أن يعودوا إلى حظيرة الله، وإلى حظيرة الدين، وإلى حظيرة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وكأنه يسعى لمخالفة سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفسه وأهل بيته، في جوارحه وأفكاره ونفسه.
وأوصى نفسه وإيانا «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ» بالأمر الثالث وهو أن نعود إلي الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ورابعًا أن نظهر إسلامنا في أعمالنا، وقوته في احتكاكنا بالكون عبادةً وعمارة، وخامسًا أن نجعل الإسلام يثير نفوسنا لهذا التلقي، ولهذه الحضارة ولهذا العمران.
وأشار إلى أنه قد رزق الله النبي -صلى الله عليه وسلم- بمجموعة من أصحابه، قد آمنوا بقلوبهم ووقّروه وعظموه وعزّروه ونصروه، وأظهروا إسلامهم في أعمالهم، وكانت هناك طائفة من المؤمنين ضعيفة تفعل ما يخالف الأدب مع رسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجّه لهم الكلام وقال لهم: «لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
متى ولد النبي محمد
ورد فيه أن المولد النبوى الشريف هو أعظم إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية جميعها؛ وهو ما عبر عنه القرآن الكريم فى قوله سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره قال تعالى: «هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم».
ورد أنه وقد ولد النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
روى الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه»، وقال الإمام محمد بن إسحاق -كما حكاه عبد الملك بن هشام "السيرة النبوية" (1/ 158، ط. الحلبي)-: [ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل]، وقال الحافظ ابن كثير فى "البداية والنهاية" (3/ 374، ط. دار هجر): [وهذا ما لا خلاف فيه أنه ولد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين.
وجاء أن الجمهور على أن ذلك كان فى شهر ربيع الأول؛ فقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لثنتى عشرة خلت منه؛ نص عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة فى "مصنفه" عن عفان، عن سعيد بن مينا، عن جابر وابن عباس رضى الله عنهما أنهما قالا: "ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل، يوم الاثنين، الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات". وهذا هو المشهور عند الجمهور].
و اتفق الفقهاء على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُلِد في يوم الاثنين، واتفقوا أيضًا أنه وُلد في عام الفيل، ورجَّح جمهور العلماء أنه ولد في شهر ربيع الأول. واختلف الفقهاء في رَقْم ذلك اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول، ونقل الحافظ ابن كثير، العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين. وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل في رقم يوم ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ذكرى المولد النبوي الشريف - على الرأي الراجح - يوم 12 ربيع الأول.
متى ولد الرسول ميلادي
ذكر الشيخ صفي الدين المباركفوري في كتاب الرحيق المختوم: ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م، ويُقدِّرُ أهل السِّيَرِ ميلادَ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِشهرِ نيسان أو أبريل لعام خمسمئةٍ وواحد وسبعينَ ميلاديَّة.
متى ولد الرسول ومتى توفي
ورد فيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ولد يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام الفيل الموافق 20 أبريل سنة 571 م، وتوفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ الموافق 8 يونيه عام 632 م .