بدأ الأقباط، صباح اليوم، التهنئة على مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة "عيد الصليب"، التي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا الجمعة، الموافق السابع عشر من شهر توت القبطي ويستمر الاحتفال به لمدة 3 أيام.
عيد الصليب
وتحتفل الكنيسة بعيد الصليب مرتين، في 17 من توت عقب عيد النيروز الذي يمثل عيد رأس السنة القبطية، على يد الملكة القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، والأخرى في 10 برمهات من كل عام.
ويعتبر الصليب رمزا مركزيا في المسيحية، يمثل الفداء والتضحية، كما يُعتبر الصليب علامة على محبة الله للبشر، وتم صلب يسوع المسيح عليه كجزء من خطة الخلاص.
كما يعتبر علامة الغلبة والافتخار، وذلك بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب من أجل خلاص البشرية، فأتخذه الإمبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة في كل حروبه، وبنى الكثير من الكنائس وابطل عبادة الأوثان.
ويُذكر عيد الصليب الأقباط بـ :
- الفداء: يُشير إلى تضحية المسيح من أجل خلاص البشرية.
- وجود الأمل: يُمثل الرجاء في الحياة الأبدية والقيامة.
- إعلان التوبة: يُشجع على الاعتراف بالخطايا والعودة إلى الله.
قصة اكتشاف الصليب
وجاءت قصة اكتشاف الصليب من قبل الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، إلى لحظة ظهور الصليب للإمبراطور فى السماء وقت استعداده للحرب.
وبعد انتصاره بالحرب طلبت أمه هيلانة تجهيز جيش لها لبدء البحث عن الصليب الذى صُلب عليه السيد المسيح.
وبالفعل أخذت هيلانة جيشها وذهبت إلى أورشليم وسألت اليهود عن موضع الصليب فلم يفيدوها، وأخيرا أرشدها بعضهم عن رجل يهودى مسن يسمى يهوذا يعرف مكانه، فاستدعته فأنكر أولا، ولما شددت عليه أعلمها مكانه الذى كان تحت كوم الجُلجثة، الذى أمرت بإزالته.
أما سبب وجود هذا الكوم فهو أنه لما رأى رؤساء اليهود كثرة العجائب التى تظهر من قبر المخلص من إقامة الموتى وإبراء المقعدين، غضبوا ونادوا فى جميع اليهودية وأورشليم "كل من كنس داره أو كان عنده تراب، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصرى"، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائتى سنة حتى صار كوما عظيما.
وعندما أزالت الكوم وجدت ثلاثة صلبان ولم تكن تعرف أى منهم هو صليب السيد المسيح، حتى وجدت جنازة تعبر بجانبها ووضعت كلصليب على الميت حتى قام، ومن هنا تأكدت وعرفت صليب السيد المسيح.
وأخرجت الملكة هيلانة الصليب المقدس وبنت كنيسة وكرست عيدًا له فى السابع عشر من شهر توت.
رمز الفداء والفخر
وبهذه المناسبة، قال قداسة البابا تواضروس الثاني، نحتفل بالصليب ثلاث مرات بالعام في شهر برمهات وشهر توت وفي جمعة الصلبوت نحن نعيد غدا بعيد الصليب المقدس الذي نحتفل به على مدار ثلاثة أيام وعيد الصليب من الأعياد الثابتة في تاريخ الكنيسة .
وتابع قداسته: المسيحية تأخذ الصليب رمزا لها وعلامة الصليب برغم انها علامة كانت في الماضي تدل علي العار، علامة تدل على الاعدام والقتل لكن السيد المسيح حول ذلك إلى أن أصبح الصليب رمز الفداء والفخر هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد حتى لا يهلك بل تكون له حياة أبدية و من منظور المسيحية انها مختصره في الصليب لأنه هو خلاصة المسيحية فبعض البلاد تأخذ شعارها شجرة والبعض الأخر حيوانات أو أي شيء من الطبيعة رمز لها .
قدم لنا ثلاث معاني قوية لحياة الإنسان وكنا دائما في التقليد الشرقي نقول امسك الخشب وهنا نقصد امسك علامة الصليب الصليب فالخلاصة بين السماء والأرض الصليب صار الوسيلة للمصالحة .
الأول بين الله والإنسان والعرض بين الأنسان والأنسان وجاءت خشبة الصليب لكي تزول العداوة تفتح طريق بين الله والإنسان علامة مصالحة بين الله والإنسان فالصليب حق منح لكل البشر و لكن كانت هناك عداوة بين الإنسان والله فالإنسان و بين قايين وهابيل ظهرت عداوة بين الأنسان والأنسان كسر الوصية عن طريق خطية آدم و حواء و قدم لنا الاقتراب من الله جعل الإنسان يستطيع أن يقترب من الله وظهرت عداوة بين الله والإنسان .
الثاني من قيود الخطية فهناك أمراض الجسد وهناك أمراض النفس وهناك أمراض روحية تصيب روح الأنسان و الصليب أعطني إمكانية التحرر من الخطايا .
الثالث صار الصليب مكسب للإنسان هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد مات على الصليب من أجلنا في دم المسيح يمسح كل خطاياه البشر لكي لا يهلك كل من يؤمن به و الذي منحه لنا الصليب التمتع بنعمة الخلاص والبراءة ودائما ما يميل الإنسان إلى عمل الشر ولكن السيد المسيح بدمه على خشبة الصليب أعطانا الخلاص.
ويجدد مثل النسر شبابك الأنسان أمام الصليب تتجدد حياته من خلال الأسرار المقدسة المسيح على الصليب كان عطشان ولكن ليس إلى الماء إلى كل نفس تائهة في الخطية تحتاج إلى التوبة لكي تعيش حياة نقية نتذكرها في عيد الصليب رمز الفداء، فالصليب غفران وشفاء الصليب حفظ لحياة الإنسان الذي يشبع بالخير عمرك يجعل أيامك سعيدة.
وفي ختام العظة هنأ البابا أبناء الكنيسة بعيد الصليب، وهنأ كذلك جميع المصريين ببدء العام الدراسي الجديد.