تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، الموافق الخامس عشر من شهر توت القبطي، بذكرى نقل جسد القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء.
رئيس الشمامسة وأول الشهداء
وقال كتاب السنكسار الذي يدون سير الآباء القديسين والشهداء، إن في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بنقل جسد القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء. وذلك أنَّه بعد استشهاده في أورشليم أخذ رجال أتقياء جسده الطاهر ودفنوه في ضيعة يقال لها غملائيل بالقرب من أورشليم.
وظل جسده مجهولاً حوالي ثلاثمائة سنة ثم ظهر لكاهن يدعى لوكيانوس وعرّفه بنفسه ومكان جسده، فمضى الكاهن إلى القديس يوحنا أسقف أورشليم وأخبره بذلك، فقام وبصحبته اثنان من الأساقفة وبعض الشعب وحفروا في المكان المعيَّن، فحدث زلزال عظيم. ثم ظهر تابوت فيه الأعضاء المقدسة، فحملوه بإكرام عظيم حتى أدخلوه أورشليم، ثم شيَّد له أحد أهالي القسطنطينية يُدعى ألكسندروس كنيسة عظيمة بأورشليم ووضع الجسد فيها.
وبعد خمس سنوات تنيَّح ألكسندروس فدفنته زوجته بجانب تابوت القديس إسطفانوس. وبعد ثماني سنوات أرادت هذه المرأة أن تذهب إلى القسطنطينية لتعيش هناك، وأرادت أن تأخذ جسد زوجها معها. فأتت إلى الكنيسة وأخذت التابوت الذي به جسد القديس إسطفانوس ظنّاً منها أنه جسد زوجها، وكان ذلك بتدبير من الله. ولما ركبت المركب وسارت في وسط البحر سمعت أصوات تسبيح وترتيل من داخل التابوت، فتعجبت وتفرست في التابوت فعرفت أنه التابوت الذي به جسد القديس إسطفانوس.
رجل ممتلئ من الإيمان
فشكرت الله على ذلك وواصلت المسير حتى وصلت إلى القسطنطينية وأعلمت الملك قسطنطين بالخبر، فخرج هو والبطريرك والأساقفة والكهنة وشعب المدينة وحملوا التابوت على أكتافهم، وفي الطريق توقف الموكب فجأة بعد أن سمعوا صوتاً يُدوِّى قائلاً: ( هنا يجب أن يُوضع جسد القديس ). فأمر الملك أن تُبنى له كنيسة في ذلك المكان ووُضعت فيه الأعضاء المقدسة.
الجدير بالذكر، أن القديس إِسطفانوس يعتبر أول شهداء المسيحية واسمه هو اسم يوناني معناه تاج أو إكليل من الزهور.
وتم اختياره من ضمن سبع رجال تم انتخابهم عندما اشتكى اليونانيون المسيحيون في أورشليم من إهمال أراملهم ليقوموا بأمر الخدمة اليومية وتوزيع التقدمات على الفقراء من المسيحيين وهؤلاء الرجال السبعة يعرفون بأول شمامسة في الكنيسة المسيحية.
ويصف الكتاب المقدس اسطفانوس بأنه رجل ممتلئ من الإيمان وكان ينادي بالرسالة بحكمة ولما لم يتمكن بعض من هؤلاء اليهود الهيلينيين أن يجاوبوا اسطفانوس أو يقاوموا قوة الحكمة والروح التي كانت فيه اخترعوا ضده شكايات زور، فدسوا رجالًا مأجورين يقولون أننا سمعناه يجدف على الله وعلى موسى وأنه تكلم ضد الشريعة وضد الهيكل.
وقدمت هذه الشكاوى إلى المجمع ثم وبخ اسطفانوس اليهود على مقاومتهم لله المتكررة وقد رفض المجلس أن يستمع لاسطفانوس بعد هذا، عندئذ أخرجوه خارج المدينة ورجموه، وكان وهم يرجمونه يقول "أيها الرب اقبل روحي" ثم طلب من الرب غفران خطيتهم بسبب رجمه.
ونظمت كنائس وسط القاهرة تسبحة نصف الليل بمناسبة عيد الشهيد اسطفانوس، وذلك بكنيسته الموجودة بالكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، بمباركة وتشريف صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل.