على مر السنين، شهد العالم تزايدا ملحوظا في التهديدات الإلكترونية، مما جعل الأمن السيبراني أحد أبرز المجالات التي تحتاج إلى حماية متواصلة، وفي ظل هذا التطور، برزت أسماء عديدة في هذا المجال، أحدثهم امرأة سعودية حصدت جائزة باعتبارها من أفضل النساء في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم.
من هي فاطمة الحربي؟
فاطمة الحربي هي باحثة سعودية متخصصة في الأمن السيبراني، حاصلة على دكتوراة في علوم الحاسوب عام 2020 من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، حيث تميزت بمستواها الأكاديمي العالي ومهاراتها الفائقة في البرمجة والأمن المعلوماتي، وماجستير في علوم الحاسوب عام 2013 من جامعة ولاية كاليفورنيا، وبكالوريوس في علوم الحاسوب عام 2009 من جامعة الملك عبدالعزيز.
تعتبر د. فاطمة نموذجا يحتذى به في مجال الأمن السيبراني، فقد حققت العديد من الإنجازات البارزة، من بينها التصدي للهجوم السيبراني على البنية التحتية لنظام (DNS)، الذي تقوم عليه الاتصالات في عالم الإنترنت.
كما أسهمت في تطوير استراتيجيات فعالة لحماية المعلومات والبيانات الحساسة، وفي عام 2019 كرَمتها شركة آبل الأمريكية، نظير اكتشافها اختراقا جديدا، استهدف أنظمة التشغيل iOS الخاصة بالشركة، كما تم تصنيفها ضمن قائمة “Women Know Cyber” من قبل مجلة Cybercrime، إلى جانب 26 امرأة عربية متخصصة في مجال الأمن السيبراني.
وهي عضو في الجمعية البريطانية للمحللين الفنيين STAE، ومحاضرة في كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي في جامعة طيبة، إضافة إلى عضويتها في عدد من الجمعيات والمؤتمرات العالمية لتحكيم الأوراق العلمية، نشرت العديد من الأبحاث العلمية في مؤتمرات ومجلات عالمية.
جائزة أفضل امرأة في الأمن السيبراني على مستوي العالم
يعكس فوزها بهذه الجائزة التزامها واحترافيتها في مواجهة التحديات المتزايدة في عالم التكنولوجيا الرقمية، فهي أول امرأة سعودية يتم ترشيحها للفوز بجائزة أفضل امرأة في الأمن السيبراني على مستوي العالم.
وتتصدر الدكتورة الحربي قائمة خبراء الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية والعالم، حيث تمكنت من اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة في البروتوكول الذي يقوم عليه الإنترنت يسمى نظام (DNS)، وبمجرد نقرة بسيطة يتم نقل الضحية المستهدفة إلى موقع ويب يكون تحت سيطرة المهاجم، ومما يتيح له اختراق جهاز الكمبيوتر بسهولة وسرقة تفاصيل تسجيل الدخول والمعلومات الحساسىة وتفاصيل الحسابات البنكية.
وأبلغت الحربي شركات التكنولوجيا الكبري بوجود هذه الثغرة الأمنية في أنظمة التشغيل، مثل مايكروسوفت ولينوكس وآبل، وقاموا بإطلاحها على الفور، ما دفع الشركة لوضع اسم فاطمة الحربي ضمن قائمة المساهمين في تطوير النظام.
تعد فاطمة الحربي مثالا للإلهام والريادة في مجال الأمن السيبراني، حيث تمكنت بشغفها وعملها الجاد من صناعة فارق حقيقي، إن إنجازاتها تمثل دليلا على أن المرأة يمكن أن تلعب دورا محوريا في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يفتح المجال لتنوع أكثر في هذا القطاع الحيوي.