لعل السؤال عن لماذا خلقت حواء من ضلع آدم ؟، ولماذا الضلع أعوج تعد أحد أسرار الخلق ، التي تخفى عن الكثيرين ، والتي ما إن عُرف سرها استقامت حياتنا واستقرت بدون مشاكل ، فالله عز وجل خلق كل شيء بقدر، ومن هنا ينبغي معرفة لماذا خلقت حواء من ضلع آدم ؟.
لماذا خلقت حواء من ضلع آدم
قال الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية: إن دعوات الأفراح غالبًا ما تحتوي على الآية القرآنية: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الآية 21 من سورة الروم.
وأوضح “هارون” ، أن علماء النفس مطالبون بفهم الدلالات النفسية لهذه الآيات، لما لها من تأثير عميق ومباشر على النفس البشرية في الحياة الدنيا والدين، منوهًا بأن لكي يكون التأثير في النفس البشرية أوقع ومباشر عند الناس في الدنيا والدين.
وتابع: ومن آياته دايمًا البقاء، صحيح أن الله تعالى خلق لكم من أنفسكم، فالله سبحانه وتعالى خلق آدم وجعل الملائكة تسجد له، مشيرًا إلى أن الملائكة خلقت من نور، أي مخلوق نوراني، وجعلهم يسجدوا لآدم رغم أنه خلق من طين.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى خلق الحيوانات شهوة بلا عقل، صحيح وخلق الملائكة عقل بلا شهوة، وخلق بني آدم وآدم أبو البشر يتأرجح ما بين الشهوة والعقل، فجهاد لنفسه إنه يحاول يتحكم في الشهوة بالعقل، جعله مكرم على الملائكة، سبحانك يا رب.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة عقل منزّه، وخلق الحيوان شهوة ما فيهاش تنزيه، وخلق بني آدم يتأرجح في الإشباع ما بين الاثنين، لذلك كرمه، فقال الله عز وجل: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" الآية 70 من سورة الإسراء.
وأفاد بأن الله سبحانه وتعالى يقول (خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)، والإنسان وقت الضغط يبحث دائمًا عن من يساعده، يسانده، يقف بجانبه، يربت عليه، وقت الوحدة يحتاج شخص معه، لذا فإن الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا آدم، وعندما شعر بالوحدة في الجنة لم بأت له بمجموعة من الأصحاب لينسيه.
واستطرد: ولا مجموعة من الأهل ينصروه، ولا جمع من الأحباب، بل خلق له امرأة واحدة ولكنها منه تكفيه، امرأة واحدة فقط، كانت بالنسبة له العائلة والصاحب والظهر والسند والابن والولد، كل شيء.
لماذا خلقت حواء من ضلع أعوج
ونبه إلى أنه لذلك الآية ( خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) تشير إلى أن هذه الزوجة هي من الضلع، كما جاء في الحديث الصحيح أنها خُلقت من ضلع أعوج، وهذه رحمة ببني آدم، وهو الرجل.
ونوه بأن السبب أن القلب الموجود في الضلع، هذا الضلع إن استقام، يثقب القلب، سبحانك يا رب، هو أعوج ليحافظ على القلب، سبحان الملك، شعور الأمان عند الرجل، آدم خلق من أيه؟ من طين، من تراب، فشعور الأمان عند الرجل في التراب.
وأكمل : يريد أن يشتري أرض، يبني بيت، يركب سيارة، يمتلك عقار، أما شعور الأمان عند المرأة مرتبط بهذا الإحساس ، صحيح، فعندما يكون هناك شعور الأمان وتلبيته، كل واحد يرجع لأصله، فأصل الرجل التراب، فإنه يشعربه غندما يكون متأمن لديه أرض، مركب، وحجته تراب، لديه بيت طين، تراب، أموال.
وبين أن الأنثى، وهي المرأة، فهي لا تهمها هذه الأمور ، وأهم شيء لديها هو القلب، فإذا ما أهداها زوجها أشياء كثيرة فكل ما يعنيها أنه يقدرها أم لا ، أن يقول لها أحبك ، فهذا هو الأمان بالنية لها ، فإذا جالسها زوجها وقال لها حلو الكلام دون أن يجلب لها شيء ، فهي هكذا تكون سعيدة و آمنة مطمئنة.