لاشك أن السؤال عن ماذا يقال عند حدوث حريق ؟ يعد من أهم ما ينبغي معرفته ، خاصة وأن الحرائق من أصعب الحوادث التي قد يتعرض لها الإنسان ، وإذا ما أودت بحياته فإنه تترك له ألمًا مدى الحياة، لذا ينبغي معرفة ماذا يقال عند حدوث حريق للنجاة من هذا المصير ، خاصة وقد أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ماذا يقال عند حدوث حريق لتنطفئ النار وننجو.
ماذا يقال عند حدوث حريق
ورد في مسألة ماذا يقال عند حدوث حريق ؟، أنه ذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه ) لما كان الحريق سببه النار ، وهي مادة الشيطان التي خلق منها ، وكان فيه من الفساد العام ، ما يناسب الشيطان بمادته ، وفعله كان للشيطان إعانة عليه ، وتنفيذ له ، وكانت النار تطلب بطبعها العلو ، والفساد ، وهذان الأمران : وهما العلو في الأرض ، والفساد ، هما هدي الشيطان وإليهما يدعو وبهما يهلك بني آدم ، فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في [ ص: 195 ] الأرض والفساد ، وكبرياء الرب - عز وجل - تقمع الشيطان وفعله .
وجاء أن لهذا كان تكبير الله - عز وجل - له أثر في إطفاء الحريق ، فإن كبرياء الله - عز وجل - لا يقوم لها شيء ، فإذا كبر المسلم ربه ، أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان التي هي مادته ، فيطفئ الحريق ، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا ، فوجدناه كذلك.
دعاء يحفظك من الحريق
ورد أن الحريق من الآفات العظمى التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها، ويسأل الله تعالى أن يقيه منه ومن غيره من المصائب، فعن أبي اليسر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالهَدمِ وَالغَرَقِ وَالحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطَانُ عِندَ المَوتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدبِرًا ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغًا) رواه النسائي والحاكم في المستدرك.
وجاء أنهإذا قدر الله وقوع الحريق فإن بعض أهل العلم يستحب التكبير عنده أثناء إطفائه، ويقولون إن التكبير عند الحريق ينفع في إطفائه ومنع ضرره وأذاه، ويُروَى حديث في ذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا رأيْتُمُ الحَرِيقَ فَكَبِّرُوا فَإِنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفئُهُ)، ولهذا كان شعار الصلوات والأذان والأعياد هو: " التكبير" ، وكان مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة وإذا علا الإنسان شرفا أو ركب دابة ونحو ذلك، وبه يطفأ الحريق وإن عظم، وعند الأذان يهرب الشيطان.
دعاء النجاة من الحريق
لم يرد في السنة النبوية الشريفة دعاء خاصا يقوله المسلم فيحفظه الله تعالى من الحريق، إنما عليه أن يدعو أن يحفظه الله تعالى من الأذى والمكروه، ويسأل الله تعالى العافية والستر، ويتعوذ مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منه (الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالهَدمِ وَالغَرَقِ وَالحَرِيقِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطَانُ عِندَ المَوتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدبِرًا ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغًا) والله سبحانه وتعالى خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين.
ورد عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك . قال: ما احترق، قد علمت أن الله عز وجل لم يكن ليفعل ذلك لكلمات سمعتهن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، من قالهن أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالهن آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم.
أدعية النجاة من الحوادث
- «أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ».
- «اللهم اكفنا شر الحوادث وكأبة المنظر وفواجع الأقدار»
- «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي»
- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذا سَافَرَ يَتَعوَّذ مِن وَعْثاءِ السَّفرِ، وكآبةِ المُنْقَلَبِ، والحَوْرِ بَعْد الكَوْنِ، ودَعْوةِ المَظْلُومِ، وسُوءِ المَنْظَر في الأَهْلِ والمَال». رواه مسلم.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
- أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ».