التقى بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة مع أحمد مُعلم فقي، وزير خارجية جمهورية الصومال الفيدرالية وعثمان صالح، وزير خارجية اريتريا، في لقاء ثلاثي مشترك على هامش مشاركتهم في أعمال الشق رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة بنيويورك، وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الاجتماع الثلاثي المصري – الصومالي - الإريتري عكس التنسيق المشترك على أعلى مستوى، والإرادة السياسية لدى الدول الثلاثة على تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة والحفاظ على الاستقرار بالمنطقة واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي الصومالية.
الاجتماع الثلاثي المصري – الصومالي - الإريتري
وفي هذا الإطار، يقول جمال رائف الكاتب والباحث السياسي، إن الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وارتيريا، يعكس مدى التنسيق المشترك بين الدول الثلاث، وأيضا يؤكد على دعم ووحدة وسيادة الصومال على أراضيها، خاصة أن هذا الاجتماع يأتي في وقت به زخم في العلاقات المصرية الصومالية، وهناك لقاءات سياسية مكثفة كانت على صعيد العمل الدبلوماسي أو القادة، خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاجتماع يكمل هذا المسار من التعاون والتنظيم والتشاور المستمر، في وقت تحتاج فيه الصومال إلى هذا الدعم أمام الطرف الإثيوبي، الذي يحاول زعزعة استقرارها وأمنها والنيل من سيادتها ووحدة أراضيها.
وأشار رائف، إلى أن مصر داعم كبير للصومال ووحدة الأراضي الصومالية، والقمة المصرية الصومالية التي شهدتها القاهرة كانت لها مردود مهم على تدعيم هذه العلاقات، ونشهد حاليا تطوير وتنمية تلك العلاقات، خاصة على صعيد دعم الصومال في ظل التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن.
ومن جانبه، علق السفير علي عبدي أواري سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، على استمرار الدعم العسكري المصري للصومال ، مثمنا البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية المصرية، أمس، للتأكيد على مواصلة دعمها للصومال والإعلان عن وصول شحنة المساعدات العسكرية المصرية للجيش الصومالي اليوم بالعاصمة مقديشيو بهدف دعم وبناء قدراته.
تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب
ووجه السفير الصومالي في بيان له اليوم، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواقفه الشجاعة والصادقة في دعم الصومال على كافة المستويات لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه، مؤكدا أنه "وعد فأوفى " وأن هذه المواقف الشجاعة ليست غريبة على مصر الشقيقة الكبرى .
وأكد السفير الصومالي، على أهمية هذه الخطوة والتي تأتي في إطار تنفيذ مخرجات القمة المصرية الصومالية التي عقدت بالقاهرة مؤخرا بين الدكتور حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي شهدت توقيع اتفاق دفاعي مشترك بين مصر والصومال، مشددا على انها تعكس ايضا الالتزام المصري بدعم الأشقاء وتأكيدا علي الدور المحوري الذي تقوم به مصر لتعزيز القدرات العسكرية الصومالية لمواجهة التحديات الراهنة وكذلك لتحقيق تطلعات الشعب الصومالي الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية.
وفي إطار دعم مصر لمساعي الصومال الشقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وصون سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، فقد وصلت إلي العاصمة الصومالية "مقديشيو" شحنة من المساعدات العسكرية المصرية للجيش الصومالي بهدف دعم وبناء قدراته.
وتأتي تلك المساعدات في إطار تنفيذ التزامات مصر بموجب بروتوكول التعاون العسكري الموقع مؤخرا مع الصومال، وتأكيدا علي مواصلة الدور المصري المحوري في دعم الجهود الصومالية نحو امتلاك القدرات والإمكانات الوطنية لتحقيق تطلعات الشعب الصومالي الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الاثنين، أن مصر تدعم وحدة الصومال وسيطرته على كل أراضيه وترفض أي تدخل في شئونه الداخلية.
العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة
وجاءت تصريحات عبد العاطي خلال كلمته في اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز، المُنعقد على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المُتحدة في نيويورك.
وأكد وزير الخارجية في كلمته أن مصر كانت وستظل حاضرة بقوة في إطار عمل حركة عدم الانحياز بوصفها أحد مؤسسي "التضامن الأفرو – آسيوي" بمؤتمر "باندونج" عام 1955، مشيراً إلى إيمانها الراسخ بأهداف ومقاصد حركة عدم الانحياز، وأن دور الحركة يتزايد في ظل التحديات المتصاعدة على كافة الأصعدة، بما في ذلك تزايد حالة الاستقطاب الدولي.
وأضاف أن حركة عدم الانحياز تمثل منبراً هاماً للتعاون الجنوب- جنوب، وتعتبر مظلة هامة لدول الجنوب للدفع بأولويات وشواغل أعضاء الحركة في مختلف المحافل الدولية والأطر متعددة الأطراف.
كما استعرض وزير الخارجية ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحديات جسيمة على إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة مما أدى لقتل وتشريد لسكان القطاع المدنيين، مشيراً لسياسات إسرائيل الوحشية وفرضها الحصار والتجويع على القطاع، وعرقلة المساعدات الإنسانية، والتمادي في خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بل واحتمالات توسيع نطاق الحرب والدمار إلى دولة عربية أخرى هي لبنان.
ودعا المجتمع الدولى لإدانة السياسات الإسرائيلية والتأكيد على الرفض الدولي للمساعي الإسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته، وشدد السيد وزير الخارجية على أن السلم والاستقرار لن يتحققا في الشرق الأوسط سوى بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.