EN
في خطوة غير مألوفة لتوفير بيئة عمل صحية ورفع مستوى الإنتاجية لدى الموظفين، قامت شركة يابانية باتخاذ إجراء مبتكر يجمع بين التقدم التكنولوجي والطبيعة الإنسانية عبر استقدام القطط إلى مكاتبها كوسيلة فعّالة لتخفيف التوتر وزيادة التحفيز في بيئة العمل.
وتندرج هذه المبادرة الفريدة ضمن مفاهيم الرعاية النفسية في بيئة العمل الحديثة، التي لم تعد تقتصر فقط على توفير الأدوات والموارد المادية، بل أصبحت تشمل أساليب مبتكرة لخلق توازن بين العمل والحياة الشخصية للموظفين، وفقا لما نشره موقع people.com .
شركة يابانية تستعين بقطط لتخفيف التوتر وزيادة الإنتاجية
تُعد الشركة اليابانية للتكنولوجيا، التي تتخذ من طوكيو مقرًا لها، واحدة من الشركات التي اعتمدت هذا النهج غير التقليدي، حيث سمحت للقطط بالتجول بحرية في أروقة مكاتبها ومشاركة الموظفين يومهم العملي.
الفكرة، التي بدأت كمبادرة صغيرة، سرعان ما لاقت استحسانًا واسعًا بين الموظفين، فبدلاً من القلق والضغوط اليومية التي تأتي مع العمل في بيئة مكتبية تقليدية، أصبحت القطط مصدرًا للراحة النفسية والترفيه، إذ تتيح لهم لحظات من الاسترخاء وسط زحمة المهام.
وأشارت دراسات نفسية عديدة إلى الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه الحيوانات الأليفة في حياة الإنسان اليومية، خاصة في أماكن العمل، إذ إن القطط، بطبيعتها الهادئة والمستقلة، قادرة على خلق جو من الهدوء والسكينة، مما يساعد الموظفين على التحكم في مستويات التوتر وتحسين المزاج ومن هنا، جاءت الفكرة لدى الشركة، للاستفادة من هذا التأثير الإيجابي في زيادة الإنتاجية وتعزيز العلاقات بين الموظفين أنفسهم، حيث لوحظ أن القطط تساعد أيضًا في تعزيز التفاعل الاجتماعي بين الأفراد في مكان العمل.
الشركات اليابانية
من ناحية أخرى، تُظهر هذه المبادرة كيف أن الشركات اليابانية، المشهورة بتقديسها للانضباط والعمل الجاد، أصبحت تدرك أكثر فأكثر أهمية توفير بيئة عمل ملائمة ومريحة، في بلد يُعرف بأن لديه بعضًا من أطول ساعات العمل في العالم، بدأت الشركات في التوجه نحو أساليب مبتكرة لتخفيف ضغوط العمل، وهذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز رفاهية الموظفين، مما ينعكس إيجابًا على الأداء العام للشركة.
المبادرات التي تدمج الرفاهية النفسية للموظف ضمن معايير العمل اليومي
وعلى الرغم من أن القطط ليست سوى خطوة صغيرة في هذا الاتجاه، فإن تأثيرها يمتد ليشمل نظرة الشركات لبيئة العمل بشكل عام، فالمبادرات التي تدمج الرفاهية النفسية للموظف ضمن معايير العمل اليومي لا تعد فقط تجديدًا في السياسات الإدارية، بل أيضًا خطوة نحو بناء ثقافة مؤسسية شاملة ومتعاطفة مع احتياجات الموظفين.
باختصار، تمثل مبادرة الشركة اليابانية استحضارًا لقيم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتسعى إلى ترسيخ فكرة أن تحقيق النجاح في العمل لا يقتصر فقط على الكفاءة الإنتاجية، بل أيضًا على توفير مناخ يعزز من راحة الموظفين ورضاهم، وهو ما يؤكد مجددًا أن السعادة في مكان العمل لا تتطلب بالضرورة حلولًا معقدة أو تقنيات باهظة، بل قد تكون في كثير من الأحيان في أبسط الأمور، مثل وجود قطة تحنو على قدميك بينما تعمل.
