يتداول الكثيرون عبر المنصات المختلفة مقاطع فيديو لمن يزعم أنه باب الجنة ومن يروج أنه من أحبه يرفع عنه عذاب القبر، ووسط هؤلاء يكثر الهجوم على التصوف؛ خاصة بعد إلقاء القبض على صلاح الدين التيجاني في واقعة تحرش إلكتروني، ووصف صالح أبو خليل لنفسه بأنه باب من أبواب الجنة.
رد حاسم من علي جمعة ضد مدعي التصوف
وقال علي جمعة في بيانه حقيقة أن هناك من يرفع عذاب القبر وغيرها من الخزعبلات: «شاع في فيس بوك من يقول أنا الطيب، أنا الطاهر، أنا من بيده الجنة، وغيرها، أحبوني عذاب القبر يتنفي وضمة القبر تروح».
وأضاف: «زينب الكبرى الصديقة بنت النبي لما جاء فدفنها نزل قبلها وقال حتى أخفف عنها ضمة القبر، وسيدنا بجسده الشريف الذي هو مركز الأكوان يجلس مكانها عشان يخفف مش عشان ينهي؛ وصاحبنا ده فاكر روحه من الجهل إن اللي يحبه مش هو هيدخل الجنة».
وتابع: «أخيك اتجنن.. استنكر الفعل وقول ده غلط وادعو له بالهداية وادعو الله أن تكون من القلوب الضارعة» لمشاهدة الفيديو اضغط هنا.
أوقفوا هذا التهريج والعبث باسم الدين
فيما دعا الدكتور عبد المنعم فؤاد، من علماء الأزهر الشريف، إلى وقف ما أسماه “العبث والتهريج باسم الدين” تحت مسمى الطريقة الكركرية، لافتا إلى أن ما يجري على الساحة من تقمص لشخصيات تدعي أنها تقربك إلى الله تعالى بحبها، وزيارتها وشد الرحال إليها وما يصحب ذلك من رقص وطبل و(تنطيط) وكأنهم في سيرك : هو نوع من التهريج والعبث المقصود لديننا وعقيدتنا.
وقال «فؤاد»، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: “النبي الكريم والصحابة الأجلاء ومن تبعهم من الصالحين والعلماء لم يعرفوا هذا، ولا فعلوه ولا دعوا آليه ولا اقروه، والدين من هذه الأعمال الشاذة والأفعال الشيطانية براء، والتصوف الحقيقي العملي الواقعي هو: الزهد والورع وحسن الخلق والتواضع والحياء، والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما أعلنه كبار المدارس الصوفية منذ أن وضعت لبناتها الأولى لتقاوم الذين انصرفوا لترف الدنيا، ونسوا الدين والآخرة”.
وبين أن من هؤلاء : الإمام الجنيد والمحاسبي والحسن البصري وابراهيم بن ادهم ومالك بن دينار وذو النون المصري وسهل التستري، وأبو حامد الغزالي والعز بن عبد السلام ود عبد الحليم محمود والشيخ الشعراوي وغيرهم كثير إذ قالوا مصادرنا (كتاب الله وسنة نبيه فمن أتى بغيرهما فليس منا)، وعليه فما يجري على الساحة ويشاهد الآن من طرق شيطانية كركرية وعرفتية وتجنية (ومهلبية) هو لهو وعبث وضلال وإضلال وعدم احترام للدين وتعاليم الكتاب الكريم الذي يدعو دائما إلى التقرب من المولى والدعاء له وحده ( إن ربي قريب مجيب) والاعتقاد بأن التصرف في الكون وأقدار العباد هو لخالق العباد دون سواه.
وشدد على ضرورة حماية المجتمع من هذا التلوث الفكري والخلقي، والدين أمانة في يد الدولة محروس بالقانون الذي يمنع ازدراء الأديان، وهذا العبث ينسبه أصحابه للدين كذبا وبهتانا، ويدعون أنهم هم القربى إلى الله، وإلا فما معنى قول رجل “لو لم تجد ركنة للسيارة في مكان ما اذكرني تجدني وتجد مكانا فورا لسيارتك”، وما معنى أن يدعي آخر “أنه من دخل طريقته فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن ومن ذكر اسمه فهو آمن وأنه هو القطب والغوث والمدد”، وهناك من أتباعه من يصفق ويهلل لهذا الجنون والعته اللا مسؤول وعلى الملأ وبدون استحياء “وعلى عينك يا تاجر”!! ما معنى هذا العبث وهل هذا كلام من الدين أو يقره الدين أو يرضي رب العالمين والرسول الأمين ؟!!!
واختتم العالم الأزهري قائلًا: “أوقفوا هذا التهريج - يا سادة - حتى لا يحل علينا غضب الله فنحن الآن في أشد الحاجة للرجوع إلى الله، فهو وحده الغياث والقريب والمجيب، وكل ما في الكون إليه محتاج . داعيا: ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.