EN
شن الجيش الإسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية ببيروت وقد أكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أوقعت ثمانية قتلى على الأقل و60 جريحا، وقد أكد مصدر مقرب من حزب الله - وفق سكاى نيوز نقلا عن الإعلام العبرى - أن الغارة الإسرائيلية استهدفت قائد قوة الرضوان، إبراهيم عقيل، وأدت إلى مقتله.
ارتكاب جريمة في الضاحية الجنوبية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن قيام إسرائيل بارتكاب جريمة في الضاحية الجنوبية ببيروت من خلال قصف مبنى سكني يتكون من 7 طوابق من خلال طائرة إف 35 ،هذه الجريمة أدت إلى مقتل اكثر من 20 لبناني واصابة العشرات .
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن قيام الاحتلال الإسرائيلي بهذه الجريمة في وضح النهار بعد جريمة تفجير أجهزة اللاسلكي على مدار يومين هو تأكيد على نية إسرائيل ورغبتها في تمدد الحرب خارج حدود غزة.
وأشار أبو لحية، إلى أنه يتم أيضا إدخال لبنان في هذه الحرب تماشياً مع رغبة نتنياهو الذي لا يرد أن تتوقف الحرب لما في توقفه من خطر حقيقي على مصلحته الشخصية ومستقبله السياسي.
وتابع: "فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تقوم بدورها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يتوغل في عدد من الاماكن في قطاع غزة، وهذا الدور الذي تقوم به الفصائل بغزة لم يتوقف لحظة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وبالتالي تعتبر الفصائل في حالة مواجهة يومية مع الاحتلال، أما فيما يخص الرد على مقتل القيادي في حزب الله فهو حق للحزب للرد على الجرائم المتتالية المرتكبة ضده من قبل الاحتلال".
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن عملية الاغتيال في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت، واغتيال الشهيد إبراهيم عقيل الذي استلم مهام الشهيد فؤاد شكر تعد من العمليات الخطيرة جدا، حيث ان الاحتلال أصبح لا يخشى رد من حزب الله ولا ايران.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات الاحتلال اقدم علي اغتيال العديد من الشخصيات الثقيلة، منها: إسماعيل هنية والشهيد فؤاد شكر والردود كانت محدودة، إضافة إلى أن من الواضح ان الاحتلال اخترق شبكة الاتصالات والمراقبة لحزب الله بشكل كبير جدا، وبالتالي تحدث حالة من الإرباك.
وأشار الرقب ، إلى أن رد الفعل الإيراني كان محدود وحزب الله ايضا كان رده في محدودية بشكل كبير، معقبا: "اننا لا نلوم حزب الله، حيث انه لاقي ضربات قاسية عديدة".
وتابع القيادي بحركة فتح الفلسطينية: "المجتمع الدولي عجز عن التعليق على دفع جنود الاحتلال جثامين فلسطينيين من سطح مبنى، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا توجد له أنياب للضغط على الاحتلال الذي يمارس كل هذه الجرائم وبلطجة الاحتلال صاحبة الكلمة العليا".
اجتماع سري لقيادات حزب الله
ويعتبر عقيل من القادة العسكريين الرئيسيين وعضو المجلس الجهادي، الذي يُمثل أعلى هيئة عسكرية في حزب الله، ونفذت طائرة حربية إسرائيلية متطورة من طراز «F-35» غارة على شقة في منطقة الجاموس المكتظة بالسكان، مستخدمة أربع صواريخ عالية الدقة، ولم يكن هذا الهجوم المباغت مجرد ضربة عشوائية، بل تزامن مع اجتماع سري لقيادات حزب الله.
ويعتبر "إبراهيم عقيل" من أبرز القادة في حزب الله، وبنى مسيرته الطويلة داخل صفوف المقاومة، فبدأ رحلته كعنصر شاب متحمس في صفوف الحزب، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى المرتبة الثالثة في هرم القيادة.
ومع تنصيبه مؤخرًا خلفًا للقيادي البارز فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في نهاية يوليو الماضي، أصبح "إبراهيم عقيل" المرشح الأوفر حظًا لتولي المنصب الثاني في قيادة حزب الله، مما جعله في موقع حساس، في قلب أحداث حاسمة في مستقبل حزب الله.
ولكنّ هذا الموقع الرفيع جعل "عقيل" هدفا ثمينا لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فتولي قيادة "منظومة العمليات الخاصة" في حزب الله، والتي تُعتبر وحدة النخبة المسؤولة عن أدق وأخطر العمليات، ما جعلههدفًا استراتيجيًا لتل أبيب.
وفي خضمّ الحرب الأهلية اللبنانية المُدمّرة التي عصفت بالبلاد في ثمانينيات القرن الماضي، بدأ "إبراهيم عقيل" مشواره في عالم العمليات السرية، وكانت تلك الفترة فترة اضطرابات عنيفة وتدخلات خارجية معقدة.
