تصاعدت التوترات الإقليمية، بسبب القصف الإسرائيلي لحي الضاحية الجنوبية في بيروت كحادثة جديدة تعكس تطورات مقلقة في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي يعكس نوايا الاحتلال بمدّ دائرة الصراع إلى لبنان، متجاوزاً الحدود المعروفة، تماشياً مع أجندات سياسية تهدف إلى تأمين المصالح الخاصة، في ظل هذه الأجواء المتوترة، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية مواجهة الاحتلال، مؤكدةً أن حق الرد على هذه الجرائم هو جزء لا يتجزأ من صراعها المشروع.

الاحتلال أصبح لا يخشى رد

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن عملية الاغتيال في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت، واغتيال الشهيد الذي استلم مهام الشهيد فؤاد شكر تعد من العمليات الخطيرة جدا، حيث ان الاحتلال أصبح لا يخشى رد من حزب الله ولا ايران.

وأضاف الرقب- خلال تصريحات الاحتلال اقدم علي اغتيال العديد من الشخصيات الثقيلة، منها: "إسماعيل هنية والشهيد فؤاد شكر والردود كانت محدودة، إضافة إلى أن من الواضح ان الاحتلال اخترق شبكة الاتصالات والمراقبة لحزب الله بشكل كبير جدا"، وبالتالي تحدث حالة من الإرباك.

وأشار الرقب ، إلى أن رد الفعل الإيراني كان محدود وحزب الله ايضا كان رده في محدودية بشكل كبير، معقبا: "اننا لا نلوم حزب الله، حيث انه لاقي ضربات قاسية عديدة".

وتابع القيادي بحركة فتح الفلسطينية: "المجتمع الدولي عجز عن التعليق على دفع جنود الاحتلال جثامين فلسطينيين من سطح مبنى، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا توجد له أنياب للضغط على الاحتلال الذي يمارس كل هذه الجرائم وبلطجة الاحتلال صاحبة الكلمة العليا".

من هو القيادي إبراهيم عقيل؟

وجدير بالذكر، أن شن الجيش الإسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية ببيروت وقد أكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أوقعت ثمانية قتلى على الأقل و60 جريحا، والغارة الإسرائيلية استهدفت قائد قوة الرضوان، إبراهيم عقيل، وأدت إلى مقتله.

وولد القيادي إبراهيم عقيل في بلدة بدنايل في سهل البقاع شرق لبنان في 24 ديسمبر 1962، ويعد من أبرز الشخصيات في حزب الله، منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث كان له دور محوري في تنظيم التفجير الذي استهدف السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل عام 1983، بالإضافة إلى تفجير آخر استهدف القوات البحرية الأمريكية في أكتوبر من العام نفسه، والذي أسفر عن مقتل 241 جنديا.

وسبق، أن قاد عمليات اختطاف لعدة مواطنين أمريكيين وألمان في لبنان، ووفقا لتقرير نشرته قناة "كان" الإسرائيلية في ديسمبر الماضي، تعتبره إسرائيل المسؤول بشكل كبير عن تحريك عناصر حزب الله نحو الحدود الشمالية لإسرائيل خلال العامين الماضيين، بصفته قائدا لقوة "الرضوان".