باستمرار البحث والاستكشاف، تتجلى أمامنا عوالم مجهولة تستحق الاكتشاف، ومن بين تلك العوالم، كانت رحلتي الأدبية نحو كاتب غامض يدعى عزيز ضومط، تلك الشخصية الأدبية التي اختبأت خلف أسرارها المثيرة، والتي أثارت فضولي بشكل لا يقاوم، بين صفحات روايتي وجائزة نوبل، تواجهت بتحديات الكشف عن حقيقة هذا الكاتب المنسي، بتلك الكلمات وصف لنا الكاتب سامح الجباس الشخصية الغامضة عزيز ضومط.
دراسة لجائزة نوبل كشفت عن شخصية عزيز ضومط
قال الكاتب سامح الجباس: "باستمرار، يغمرني شغفٌ بالقراءة والاستكشاف، وفي إحدى المرات، كنت أكتب رواية جديدة تنتمي لفترة زمنية محددة في مصر، تدور حول "جمعية القمصان الزرق"، وبينما كنت مستغرقا في كتابتي، كانت عبارة عن دراسة حول لجنة جائزة نوبل تقع بين يديّ، توجد قوانين تحكم كشف الوثائق السرية بعد فترة زمنية محددة، وكانت هذه المعلومات التي وجدتها تثير اهتمامي".
واستطرد سامح قائلا: “خلال جلسات قراءة حول جائزة نوبل في الأدب، وجدت نفسي مفاجأً بوجود معلومة غريبة؛ في الثلاثينات، كان هناك كاتب عربي مجهول يُدعى عزيز ضومط كان ضمن قائمة المرشحين للجائزة، تلك الاكتشافات دفعتني للتحقيق أكثر، إذ وجدت نفسي في مأزق بحثي عن هذا الكاتب الغامض، حيث كانت معلوماته شحيحة، ولم أجد سوى صورتين له، وبدأت رحلة بحث طويلة لفهم سبب نجاحه وغموض شخصيته”.
وأضاف الجباس: "تمامًا كما كانت روايتي تركز على "جمعية القمصان الزرق"، قررت إدراج عزيز ضومط في هذه القصة، ما أدى إلى تعثر كتابتي لمدة عام ونصف، إذ لم أجد أية معلومات تفصيلية تكشف عنه، تساءلت عن أعماله الأدبية ومسرحياته، وسبب عدم شهرته، وتوجهت للبحث عن أثره الثقافي، الأمر الذي أدى لنجاح كبير للرواية بعد تضمين شخصية عزيز ضومط".
وتابع: “تفاجأت بعد ذلك بأن الأدباء الفلسطينيين كانوا أول من ناقشوا معي قصة عزيز ضومط، ورغم ذلك، لم يُذكر اسمه في موسوعة أدبية صادرة في بريطانيا، كان عزيز ضومط ليس فقط كاتبًا مرشحًا للنوبل، بل كان أيضًا ناقدًا مسرحيًا، ولكن تم تغييبه بسبب علاقاته الغامضة وتعقيداته الشخصية، بما في ذلك علاقته بيهود فلسطين وزواجه من ألمانية، وعمله في الإذاعة الألمانية ما جعله يتبنى مواقف تؤيد النازية وأقيمت بعد وفاته جنازة عسكرية، كما أن ألمانيا كرمته”.