لاشك أن أسباب نزول سورة الدخان تفتح إحدى بوابات الأسرار الخاصة بالقرآن الكريم وهو كلام الله عز وجل ، الذي ينبغي الانتباه إلى كل حرف فيه دون استهانة ، فهو السبيل للنجاة وبه ننال الشفاعة، ولعل ما يزيد أهمية معرفة أسباب نزول سورة الدخان هو أنها غالبًا ما تشير إلى فضل السورة ، ومن ثم يزيد الحرص عليها واغتنام فضلها.
أسباب نزول سورة الدخان
– عندما رفضت قريش دخول الإسلام، وزادوا في إزاء النبي وسائر المسلمين، دعا عليهم الرسول أن يصابوا بالفقر والمجاعة، كالقحط الذي حذر منه نبي الله يوسف، فاستجاب الله لرسوله وأصابهم القحت والجوع.
– أصاب البلاء القوم المشركين حتي وصل بهم الأمر أن يأكلوا العظام والحيوانات الميته، وضعفت قريش وأصابها التعب والجهد والشقاء، وكلما نظر أحدهم إلى السماء فلا يرى غير الدخان، كأن السماء تحولت بأكملها إلى دخان، مما جعلهم يشعرون بالخوف والريبة، وأنزل الله آيته حيث قال تعالى (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين).
– ذهب البعض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : (يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت)، وقد اعترف المشركين أن محمد نبي ودعوته مقبولة، وله رب يحميه ويقبل دعوته لكنهم لم يؤمنون، وداعا لهم الرسول ان يرفع الله عنهم القحط، فاستجاب الله لرسوله ونزلت الآية (إنَّا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)، وعندما رفع الله عنهم المجاعة والقحط عادوا مرة أخرى لإزاء المسلمين، أنزل الله قوله : (يوم نبطش البطشة الكبرى إنَّا منتقمون).
– ونزلت آية ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ ) تخص أبو جهل بسبب عجرفته وغروره، حيث قال عكرمة أن أبو جهل ألتقى بالرسول عليه السلام وقال الرسول: (إن الله تعالى أمرني أن أقول لك : (أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى)، وقال له أبو جهل لعنه الله عليه وهو ينزع ثوبه: (ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء.. لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم ، فقال الله الآية من باب التهتك والسخرية منه عندما أذله الله وقتل في غدوة بدر على يد طفلين صغيرين لا يتعدى عمرهما الخامسة عشر عاما، وهو القوي الشجاع العزيز بين قومه، فعايره الله تعالى بكلامه الذي قاله للرسول وقال له ذق طعم الذل والمهانة فلا أنت عزيز ولا كريم.
سورة الدخان
نزلت سورة الدخان على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة فهي -مكية النزول-، تتناول كأغلب السور المكية الدعوة للإسلام، وتثبيت العقيدة في فلوب المسلمين وتحمل الكثير من الرسائل وتتحدث عن البعث ويوم القيامة، وتقع في الجزء الخامس والعشرون ، وهي السورة رقم أربعة والأربعون، ونزلت بعد سورة الزخرف.
ويبلغ عدد آيات سورة الدخان تسع وخمسون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفا، وتعتبر سورة الدخان من السور التي لها فضل عظيم.
سبب تسمية سورة الدخان بهذا الاسم
سميت سورة الدخان بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى جعل من الدخان مصدر لتخويف الكفار والمشركين، فقد سلط عليهم الدخان بسبب تكذيبهم للرسول عليه الصلاة والسلام، وعاشوا في قحط وفقر حتى كادوا أن يهلكوا، لولا دعاء الرسول لهم.
حقائق عن سورة الدخان
• سورة الدخان سورة مكية نزلت على رسولنا الكريم في مكة المكرمة.
• تقع الدخان في الجزء الخامس والعشرون من المصحف الشريف.
• سورة الدخان هي الصورة رقم أربعة وأربعون ضمن سور لقرآن الكريم.
• سورة الدخان نزلت بعد سورة الزخرف.
• سورة الدخان تتناول الكثير عن الدين الإسلامي والعقيدة، وحقائق عن يوم القيامة والحساب والبعث.
• عدد آيات سورة الدخان تسعة وخمسون آية.
• عدد كلمات سورة الدخان ثلاثمائة وست وأربع كلمة.
• سورة الدخان من سور الحواميم السبع المتوالية، وهي السور التي تبدأ بالأحرف ” حم “، وهذه السور هي بالترتيب: غافر، فُصلت، الشورى،الزخرف، الدخان،الجاثية، والأحقاف.
• تسمية سورة الدخان بهذا الاسم يرجع إلى أن الله تعالى اتخذها وسيلة لبث الرهبة في قلوب المشركين والكفار،
وأنه تم تسليط الدخان عليهم بعد تكذيبهم للرسول الكريم ليعشوا في فقر واقتربوا من هلاك لولا أن الرسول لهم.
موضوعات سورة الدخان
تحتوي سورة الدخان على الكثير من الموضوعات المهمة التي يكتشفها المسلم كلما قرأها وتدبر في معانيها وأدرك أفضالها،
ومن أهم ما قيل في تفسيرها الآتي:
• تتحدث سورة الدخان عن القرآن الكريم وفضله ونزوله في ليلة القدر.
• ورد بسورة الدخان الحديث عن ليلة القدر وأفضالها، حيث قال تعالى: ” إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين.”
• تحدثت الدخان عن دعاء الرسول الكريم على الكفار وكيف استجاب الله لدعوته.
• وصفت السورة الكريم حال الكفار عندما أصابهم الفقر والجوع ورؤيتهم للدخان المرعب في كل مكان.
• وصفت آيات سورة الدخان حالة الرعب والهلع التي تعرض لها الكفار عندما تعرضوا للقحط والعذاب.
• تحدثت السورة الكريمة عن توسل الكفار للرسول الكريم أن يدعي لهم حتى يخلصهم من العذاب والهلاك.
• تفصل السورة الكريمة كيف استجاب الله لنبيه وأنزل المطر وأزال عن الكفار الجوع والقحط.
• تشرح سورة الدخان موقف الكفار بعد استجابة الدعاء وأنهم عادوا لظلم المسلمين والعدوان عليهم، وأن الله توعدهم ببطشة كبرى وعذاب عظيم يوم القيامة.
• تحدثت السورة عن قصة سيدنا موسى مع فرعون الذي طلب من شعبه عبادته من دون الله فتوعده الله بعذاب كبير وهلاك في الدنيا والآخرة.
• تناولت السورة وصف ليوم القيامة ولألوان العذاب التي سينالها الكفار يوم القيامة.
• تحدثت سورة الدخان عن تفاصيل يوم القيامة وما به من عذاب وأهوال.
• أشارت السورة الكريمة إلا أنه يوم القيامة سوف لا ينفع ما لا بنون وأن الأعمال الصالحة فقط هي الباقية.
والخلاصة فإن فضل قراءة سورة الدخان قبل النوم عظيم وكبير فهي تحمل الكثير من الفوائد التي تساعد المسلم على الراحة النفسية والطمأنينة وتمنحه النوم والهدوء، وتمحي سيئاته لتستبدل بحسنات وتبشر بالجنة يوم القيامة.
فقراءة سورة الدخان في الصلاة وكل ليل خاصة ليلة الجمعة له فضل عظيم فهي تدخل السرور والسعادة في النفوس، فهي تحصن المسلم من العين والحسد والشيطان وغيرها من الشروح وتمنحه البركة وتعجل بالرزق.
فضل قراءة القرآن
صفاء الذهن، حيث يسترسل المسلم بشكل يومي مع القرآن الكريم، فيتتبع آياته وأحكامه، وعظمة الله في خلقه.
- قوَّة الذاكرة؛ فخير ما تنتظم به ذاكرة المسلم هو آيات القرآن الكريم، تأملًا، وحفظًا، وتدبرًا.
- طمأنينة القلب، حيث يعيش من يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظ آياته بطمأنينة عجيبة، يقوى من خلالها على مواجهة الصعاب التي تواجهه، فقد قال– تعالى-:«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ( سورة الرعد: الآية 28).
- الشعور بالفرح والسعادة، وهي ثمرة أصيلة لتعلُّق قلب المسلم بخالقه، بترديده لآياته وتعظيمه له.
- الشعور بالشجاعة وقوَّة النفس، والتخلُّص من الخوف والحزن والتوتر والقلق.
- قراءة القران الكريم قوة في اللغة، فالذي يعيش مع آيات القرآن، وما فيها من بلاغة محكمة، وبيان عذب، ولغة قوية، تقوى بذلك لغته، وتثرى مفرداته، ولا سيَّما متى عاش مع القرآن متدبرًا لمعانيه.
- انتظام علاقات قارئ القرآن الاجتماعيَّة مع النَّاس من حوله، حيث ينعكس نور القرآن على سلوكه، قولًا وعملًا فيحبب الناس به ويشجعهم على بناء علاقات تواصليَّة معه، فيألف بهم، ويألفون به.
- التخلُّص من الأمراض المزمنة، حيث ثبت علميًا أنَّ المحافظة على تلاوة القرآن الكريم والاستماع لآياته، يقوي المناعة لدى الإنسان بما يمكِّنه من مواجهة الكثير من الأمراض المزمنة.
- رفع القدرة الإنسان الإدراكيَّة في مجال الفهم والاستيعاب، فالمسلم المنتظم بعلاقته مع كتاب الله دائم البحث والتدبر في معانيه، مقلبًا لكتب التفسير يتعلم كل ما هو جديد من معاني القرآن العظيمة.
- نيل رضى الله وتوفيقه له في شؤون الدنيا، يجده بركة في الرزق، ونجاة من المكروه.
- الفوز بالجنَّة يوم القيامة، حيث يأتي القرآن الكريم يوم القيامة يحاجّ عن صاحبه الذي كان يقرؤه، شفيعًا له.