لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل يجوز الاختيار بين خطيبين في نفس الوقت ؟، هو أن هناك كثير من الفتيات تقع في فعل محرم ، ولا تعرف كيفية التصرف الشرعي الصحيح مع هذا الموقف ، من هنا ينبغي الوقوف على مسألة هل يجوز الاختيار بين خطيبين في نفس الوقت؟.
هل يجوز الاختيار بين خطيبين في نفس الوقت
قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن الأحكام الشرعية المتعلقة بالخطبة تعد من الأمور المهمة التي تحتاج إلى فهم دقيق، خصوصاً في حالات تقدم أكثر من شخص لطلب اليد في وقت واحد.
وأوضحت “ إبراهيم” في إجابتها عن سؤال: هل يجوز الاختيار بين خطيبين في نفس الوقت ؟ ، أنه في حالة وجود أكثر من متقدم في نفس الفترة، يجب أن يتم التعامل مع هذا الموقف وفقاً للضوابط الشرعية.
ونبهت إلى أنه إذا تقدم شخصان أو أكثر لطلب اليد في فترة الخطوبة، فلا يوجد أي مانع شرعي من تقدمهم في نفس الوقت، طالما أن الفتاة لم تُبدِ موافقتها بشكل واضح ومحدد على أحدهم، في هذه الحالة، يكون من حق كل من تقدم أن يستمر في تقديم طلبه.
وأفادت بأنه إذا كانت الفتاة قد أظهرت موافقتها التصريحية أو تعريضية على أحد المتقدمين، فإن هذا يعني أنها قد اختارت هذا الشخص، ويصبح من غير الجائز شرعاً أن يتقدم شخص آخر للخطبة.
وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن 'خِطبةِ المسلمِ على خِطبةِ أخيهِ'، هذا النهي يشير إلى التحريج من أن يتقدم شخص آخر إذا كانت هناك موافقة واضحة، فالتصريح بالموافقة يعني أن الفتاة أو ولي أمرها قد أعطوا موافقتهم بشكل واضح ومباشر للمتقدم.
وتابع: أما التعريض، فيشير إلى إشارات غير مباشرة قد تُفهم على أنها رضا أو قبول، ولكن دون تأكيد واضح ، وإذا لم تُبدِ الفتاة موافقتها بعد، يمكن للمتقدمين الآخرين الاستمرار في تقديم طلباتهم.
وأضافت: ولكن إذا كان المتقدمون على علم بأن الفتاة قد وافقت على شخص آخر، فلا يجوز لهم التقدم، لأن ذلك يتعارض مع النهي الشرعي، منوهة بأنه من الناحية الاجتماعية والأخلاقية، من الأفضل أن يتجنب المتقدمون التنافس بشكل يؤدي إلى مشكلات أو خلافات.
ولفت إلى أن الإسلام يدعو إلى حفظ المودة والرحمة بين الناس، ويهدف إلى تجنب أي تصرف قد يؤدي إلى تباغض أو تناحر بين المتقدمين، مؤكدة الشرع واضح في تحريج التقدم.
حدود التعامل بين الخاطب والمخطوبة
وكانت دار الإفتاء المصرية ، قد بينت أن الخِطْبَةُ مجرد وعدٍ بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، حتى إنَّ الخاطبَ له أن يستردّ الشبكة من مخطوبته إذا أراد ذلك -ولو كان الفسخ من جهته-؛ لأنَّها جزء من المهر الذي يستحق نصفه بالعقد ويستحق كله بالدخول؛ أي: أنَّ الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عفتها وشرفها، وأبعد عن الخضوع والتكسر في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها، وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تعجَّل الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه.
حكم الحضن والقبلة بين المخطوبين
وأشارت إلى أنه ينبغي على الشاب والفتاة منع مقدمات الفواحش بمنع الخلوة وما يتلوها ممَّا حرم الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ الآية 21 من سورة النور.
ونبهت إلى أن تقبيلها فهو أمرٌ محرمٌ، ولا يجوز لها أن تمكنه من ذلك، بل ولا من لمسها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".