زار اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، برفقة وزير الخارجية بدر عبد العاطي أريتريا لبحث استعادة الملاحة عبر باب المندب وتطورات الأوضاع في الصومال.
في هذا السياق، قال بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، إن اللقاء مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في أسمرة ، شهد تطابقا في الرؤى حول أمن البحر الأحمر ووحدة الصومال والسودان.
مصر والصومال
وأضاف عبد العاطي في تصريحات للتلفزيون الإريتري خلال زيارته لأسمرة أمس، برفقة رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، إن مصر اللقاء تناول قضايا التعاون الثنائي سياسا واقتصاديا، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا تطابق الرؤى بين مصر وإريتريا بشأن أمن البحر الأحمر، ودعم وحدة الصومال ودعم جيشه وتدريبه، وكذلك وحدة الدولة السودانية ودعم مؤسساتها.
وذكر أن مصر تعول دائما على العلاقة الأخوية مع الأشقاء في إريتريا، وحكمة وقيادة الرئيس أسياس أفورفقي، باعتباره أحد حكماء القارة الإفريقية وركيزة الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، منوها بأن الزيارة تأتي في إطار اتصالات مستمرة ومتبادلة بين قيادتي البلدين وبين كبار المسئولين، وفي ظرف شديد الخصوصية فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المنطقة والقارة الإفريقية.
وأشار إلى التركيز على البعد الثنائي، والاتفاق مع الرئيس أفورقي، على مزيد من تطوير العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن العلاقات السياسية متميزة، وستكون هناك دفعة في المستقبل القريب للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن الدور المصري في الصومال يعكس حرص مصر على دعم استقرار الصومال الشقيق، وحماية أمنه ووحدة أراضيه، بالإضافة إلى مواجهة التحديات التي يواجهها، لا سيما تزايد نشاط الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن مصر تسعى جاهدة للحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية، وترفض أي تدخلات خارجية من جهات إقليمية.
وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تسعى إلى تعزيز قدرة الصومال على بسط الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى دورها في بعثات حفظ السلام، خاصة بعد انتهاء مهمة القوات الإفريقية، موضحا أن الدعم المصري يمثل أهمية كبرى في تحقيق الاستقرار الأمني في الصومال.
وأشار أيضًا إلى العلاقات القوية والاستراتيجية بين مصر والصومال، والتي تعود إلى تاريخ طويل وتعكس الروابط المشتركة بين البلدين، كما أن مصر تهتم بدعم الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، ومساعدة الصومال في مواجهة تحديات مثل القرصنة، الإرهاب، والتدخلات الخارجية، مشيدا بتقدير الشعب الصومالي والرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، للدور المصري.
تطورات الوضع في الصومال
وأوضح سيد أحمد أن زيارة الرئيس الصومالي المتكررة لمصر، وفتح خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، يعكسان تطور العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى تعزيز التعاون في المجالين العلمي والثقافي، من خلال استقبال الطلاب الصوماليين في مصر، إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية لمواجهة التحديات التي تشمل المجاعة، التصحر، ونقص الأمطار، التي ترتبط بالتغيرات المناخية.
وأكد أن مصر تولي أهمية كبرى لمنطقة القرن الإفريقي، وترفض أي تدخلات إقليمية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، مما يجعل دعمها للصومال جزءاً من استراتيجية أوسع للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقى، إن مصر تلعب دورًا داعمًا للصومال عبر التاريخ منذ حرب أوغادين عام 1977، كذلك فإنه في عام 1964 دافعت مصر عن الصومال، كما أن كمال الدين صالح كان دبلوماسيًا مصريًا فيالصومال، واستشهد في الصومال سنه 1957 في إطار تحرير الصومال.
واتهم وزير الخارجية الصومالي الإدارة السابقة برئاسة الرئيس فرماجو بمنع طائرة مصرية تحمل إمدادات طبية ضرورية من الهبوط في مقديشو، و تم اتخاذ هذا القرار تحت ضغط من إثيوبيا بإبعاد الطائرة، وانتقد الوزير هذه الخطوة واصفًا إياها بالقاسية وغير الضرورية.
وكشف الوزير أن الصومال يتلقى الآن مساعدات عسكرية وذخائر من مصر، كما أكد أن الصومال يحتفظ بحق الدخول في أي اتفاقيات مع دول أخرى، مؤكدًا على سيادة البلاد في اتخاذ قراراتها المستقلة.
وثمن وزير خارجية الصومال العلاقات المصرية الصومالية واصفا اياها بأنها علاقات تاريخيّة استراتيجية راسخة وتشهد حاليا تقاربا كبيرا، بدعم من الإرادة السياسية القوية و حرص القيادتين السياسيتين على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين فى شتى المجالات.
وأضاف أن العلاقات المصرية الصومالية تمتد عبر التاريخ منذ عهد الملكة حتشبسوت ، وهي علاقات تاريخية عريقة .