أثار تقديم الشيخ مظهر شاهين، الداعية الإسلامي، العزاء في كلبة الفنان خالد الصاوي، جدلاً كبيرًا بين الناس منهم المعارض والمؤيد، وتساءل البعض كيف كانت رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحيوانات والطيور وكل المخلوقات والجمادات.
ماذا فعل النبي مع طفل يبكي على عصفوره؟
ومن مظاهر رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الطيور أنه كان لسيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أخ صغير يدعى أبو عمير، وكان ذلك الطفل معتادًا على اللعب مع عصفور له، فمات عصفوره، فحزن لذلك حزنًا شديدًا، فلما رآه سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذه الحال، تفقد أمره وواساه في حزنه، قائلًا له: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ». (أخرجه البخاري).
لا يجوز تعذيب الحيوانات ولا تجويعها
وينطلق الهدي النبوي للرحمة بالحيوان فلا يسمح سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها، ومن الرحمة بالحيوان والطير في هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترق إليه البشرية في أي وقت من الأوقات
وشدد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المؤاخذة على من تقسو قلوبهم على الحيوان ويستهينون بآلامه، وبين أن الإنسان على عِظم قدره وتكريمه على كثير من الخلق، فإنه يدخل النار في إساءة يرتكبها مع الحيوان، فقد دخلت النار امرأة في هِرَّة، حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها.. وفي المقابل دخلت «الجنة امرأة بغي في كلب سقته، فشكر الله تعالى لها فغفر لها».
تحريم اتخاذ الطيور غرضا للسهام
تعددت مظاهر وصور رحمة ـصلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان، ومنها:- نهيه ـ صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذ شيء فيه الروح غرضا يُتعلم فيه الرمي، فعن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ قال: «مَرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهماـ بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟، لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا».
ومن رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة «طائر صغير» معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ «ترفرف بجناحيها»، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم ـ فقال: «من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها».
ودخل النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ بستاناً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جَمَل، فلما رأى الجملُ النبيَّ ـصلى الله عليه وسلم ـ ذرفت عيناه، فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ فمسح عليه حتى سكن، فقال: «لمن هذا الجمل؟، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه» وتُدْئبُهُ (تتعبه).