تسبب منشور صادر عن الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، في إثارة الجدل خلال الساعات الماضية، حيث نشر خبر عزاء للفنان خالد الصاوي، يواسيه في وفاة كلبته، الأمر الذي أثار غضب الشيخ محمد أبو بكر وخرج للهجوم على الشيخ مظهر شاهين.
الشيخ مظهر شاهين
القصة بدأت حينما نشر الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، عبر صفحته على فيس بوك (صادق المواساة للأخ الفنان خالد الصاوي في موت كلبه، سائلا المولي سبحانه وتعالي أن يربط علي قلبه ويلهمه الصبر علي فراقة، فالحزن عند الموت رحمة في قلوب العباد، والإسلام دين الرحمة بكل مخلوق أليف).
ونشر الفنان خالد الصاوي، منشور عبر إنستجرام يخص كلبته التي فارقته قائلا ""كيم ينبوع الحنان العائلة، باي باي حبيبة قلب بابي، يا رب أرجوك اجمعني بيها وبـ ميكي يوما ما، إن شاء الله في حلم طويل".
وقال الفنان خالد الصاوي في رثاء كلبته: كأني حفار قبور مخمور ومسطول مـ*ـوت.. بكتب فـ نعي الأحبا خليل ورا الثاني
واشرب فـ نخب الحبايب مالحياة والمـ *ـوت.. وأعزّي كل البشر.. ولا حد عزّاني.
مرارة الفقد والفراق
وقال الشيخ مظهر شاهين في رسالة للفنان خالد الصاوي: «أخي العزيز الفنان الكبير خالد الصاوي.. أشكرك على رسالتك الودودة، وقلبي معك ومع أسرتك الكريمة، فمرارة الفقد والفراق لا يتجرعها إلا من ملأ الحنان قلبه، ولا يعرف قسوتها إلا من عاينها، وعلي قدر محبة من نفارقهم تكون الحرقة في القلوب، ومن الحيوانات من هم أكثر حنانا ووفاء من بعض بني البشر ممن ملأت القسوة قلوبهم، ولكن عزاؤنا أن رحمة الله أوسع من عقولهم الضيقة، ولقد علمنا القرآن الكريم كيف نستقبل البلاء ونصبر عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، طيب الله خاطركم، وأثابكم خيرا علي صبركم.
وهاجم الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، الشيخ مظهر شاهين، بسبب هذا المنشور، وقال أبو بكر «تخيل وصلنا إلى يوم يقوم أحد الدعاة المشهورين بتقديم واجب العزاء لفنان فى وفاة كلبه ولا عزاء للمستضعفين من بنى الإنسان ولا علاقة هذا بموقف النبى من مواساة طفل فى عصفور فهذا طفل صغير لا يحمل هماً ولا يهتم بشيء سوى عصفوره الذى هو كل محور حياته، وليس معنى كلامى قسوة على الحيوان أو استهزاءاً به لكن العجيب ما سمعت للداعية المشهور كلمة إنكار وعزاء فى حق إخواننا المستضعفين فى كل مكان».
هجوم محمد أبو بكر
وتابع: «نعم الحيوان روح والروح تحترم أياً كان نوعها لكن تبقى روح الإنسان أعظم الأرواح على الإطلاق لأنه أعظم المخلوقات بلا منازع . يا ليتنا ننظر للأمور بعين الشرع لا بعين العاطفة وهوى النفس ومحبة النقد لمجرد المخالفة ولا تنسوا ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً».
وأكمل: «لك أن تتخيل أن إحدى أساتذة جامعة الأزهر من السيدات تبيح خلع الحجاب ليلة الزفاف متعدية على الله بالحكم بأن هذا ليس ذنباً ولا إثماً ما دام من أجل الفرحة والشرع يخبرنا أن الفرح الذى يخالف الشرع فرح مذموم ومخالفة الشرع إثم كبير وخلع الحجاب ذنب شديد لأنه فرض على الدوام من لحظة بلوغ البنت ولا يجوز خلعه بأى حال من الأحوال ويا ليت الأستاذة الدكتورة تكف عن الكلام لأنها تسئ لنفسها وللأزهر المنتسبة إلى جامعته فضلاً عن جرأتها على الله واعتداءها على أحكام الشرع والأمر شرع وليس عاطفة وهوى نفس فما لكم كيف تحكمون؟».
عودة مظهر شاهين
وعاد الشيخ مظهر شاهين للتعليق مرة أخرى والدفاع عن نفسه وقال (أن ينتقدني شخص عادي لأي سبب هذا أمر وارد، وقد يعذر لجهله بأمور دينه،، أما أن يتهكم عليَّ شخص من المفترض أنه شيخ ومعمم بمناسبة تعزيتي الفنان خالد الصاوي في موت كلبته فهذا أمر يدعو للحسرة وخيبة الأمل، لأن ذلك يعني أحد أمرين:
الأول: إما أنه جاهل بأمور دينه ولا يعرف شيئا عن رحمة الإسلام وسماحته، ولا عن ما ورد عن نبينا العظيم في هذا الشأن وكيف أنه - صلي الله عليه وسلم - وأسي طفلًا صغيرًا في موت عصفوره الذي كان يحبه.
الثاني: أو أن يكون داعشيًا متطرفًا لا يفكر إلا بعقولهم المظلمة وقلوبهم القاسية التي لا تعرف إلا القسوة والدماء والتحريم والتكفير، وتبعد عن روح الإسلام السمحة، حتي وإن ارتدي ثوبا أزهريا معمما - للأسف الشديد - في حين أنه لا يمت إلي منهج الأزهر المعتدل بصلة، والأزهر من أمثاله براء، ولذلك تارة نجده يحرم إطعام القطط! ونسي أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن امرأة دخلت النار في قطة حبستها، وأن رجلا دخل الجنة في كلب سقاه، وأن الجمل قد اشتكي إليه من صاحبه أنه يجيعه مما دفع الرسول الكريم - صلي الله عليه وسلم - لأن ينهر هذا الرجل ويحذره من تكرار ذلك، كما أن أبا هريره ما كُني بذلك إلا لأنه كان يحمل قطته في كم ثوبه، وتارة أخري يتهكم من مواساة إنسان لإنسان فقد كلبته فحزن عليها حزنا شديدا، ونسي أن رسولنا الكريم ما أرسله ربه - جل وعلا - إلا رحمة للعالمين( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، الرحمة التي بها نتراحم فيما بيننا ويواسي بعضنا بعضا حين تحل المصيبة أيا كان نوعها، فطالما وجد الحزن وجبت المواساة، أيا كان سبب الحزن، فتلك أمور تخضع لتقدير المصاب.
وأضاف: إذا لم تتسع رحمة الإسلام لحيوان ضعيف جائع، أو إنسان مكلوم في كلبته التي عاشت بينهم ، ولعبت معهم، وأحبوها وأحبتهم، ورأوا من وفائها وحنانها ما قد لا يجدوه عند بعض البشر (أمثال هذا الشيخ ) فلمن تتسع إذن!!؟ إن رحمة الله - تعالي - بمخلوقاته أرحب وأوسع بكثير من هذه العقول الضيقة المظلمة ( ورحمتي وسعت كل شئ).
واختتم قائلًا: «هؤلاء الداعشيون في ثياب المشايخ لا يعرفون شيئا عن هذه المعاني، لا يعرفون الرحمة ولا المواساة، لا لإنسان ولا لحيوان، حتي صارت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، ويسيئون إلي الإسلام أكثر من أعداء الإسلام، بل وصاروا عبئا ثقيلا عليه وعلي مجتمعاتنا، وعلي ذلك فقد بات دور العلماء المستنيرين المعتدلين في التصدي لأمثال هذا الداعشي واجب ، والله المستعان».