عقدت أول مناظرة بين الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب أمام نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والتي تناولت موضوعات عدة طغت بعدها نظرة أولية بتفوق نسبي لنائبة الرئيس، وفق ما ذكر استطلاع رأي لشبكة سي إن إن الأمريكية.
أفاد استطلاع سي إن إن بتفوق بنسبة 63% لهاريس وفق تصويت من الناخبين الذين تابعوا المناظرة بينما أعطوا نسبة أقل لترامب 37%.
أهم ما قاله ترامب في المناظرة
تحدث ترامب خلال المناظرة عن عدة موضوعات جاء على رأسها، إنهاء الحرب في أوكرانيا وإنقاذ الأرواح، كما انتقد ترامب الرئيس الأمريكي جو بايدن لعدم وجود اتصالات مع روسيا لحل النزاع في أوكرانيا.
ووعد ترامب في حال فوزه بالانتخابات بفرض رسوم جمركية كبيرة على البضائع الأجنبية.
وهاجم ترامب الإدارة الديمقراطية وهدد بأنها ستقود الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة.
أهم ما قالته كامالا هاريس
بينما كان أهم ما قالته هاريس بأن القيادة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد رئاسة ترامب كانت في أسوأ حالاتها منذ الحرب الأهلية.
وذكرت كامالا أن جود ترامب في الحكم يعني المساهمة في بدء الحروب التجارية.
وحذرت النساء والناخبين من أن عودة ترامب ستعني فرض حظر كامل على الإجهاض في أمريكا
في حال الفوز بالانتخابات، مشيرة إلى أنها إذا تولت الحكم فستعمل على تقليل اعتماد أمريكا على واردات النفط.
أوضح صورة للمرشحين
وكما تقول الصحافة الأمريكية، فقد شاهد ملايين الأمريكيين أوضح صورة حتى الآن للمرشحين وخططها للرئاسة.
وقدم المرشحين خلال مناظرة قوية هي الأولى، وربما تكون الأخيرة، نظرتين متعارضتين تماماً في شأن قضايا أساسية، مثل الاقتصاد والإجهاض والهجرة والديمقراطية في الولايات المتحدة، فضلاً عن مكانة القيادة الأمريكية عبر العالم.
التقى المرشحان في مدرج صغير مضاء بالأزرق، جرى تحويله إلى استوديو لمناظرة من دون جمهور. وعند الدخول إليه، تقدمت هاريس بضع خطوات لمصافحة ترامب.
وبعد بداية ظهرت فيها علامات التشنج، انطلقت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة في مدينة فيلادلفيا، عبر شبكة إيه بي سي الأمريكية.
استدراج ترامب
وتمكنت هاريس خلال المناظرة من استدراج ترمب واستفزازه لوضعه في موقف دفاعي، بما في ذلك عبر تذكيره بخسارة انتخابات عام 2020 التي لا يزال ينكر نتائجها، وتقديم تعليقات ساخرة على ادعاءاته الأخرى وهذا ما دفع ترامب إلى شن هجمات شخصية حاول مستشاروه وأنصاره إبعاده عنها.
أهم موضوع في المناظرة.. الاقتصاد
ناقش المرشحين السؤال الأول وأهم مسألة تشغل بال الأمريكيين حول كيفية تحسين أوضاعهم المعيشية في ضوء اقتصاد يعاني.
وحول الاقتصاد قالت هاريس، إنها تخطط لبناء "اقتصاد الفرص" وتعهدت بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة وخفض الضرائب عن كاهل 100 مليون أمريكي في دعاية كبيرة للمرشحة.
وقالت هاريس: "ترك لنا دونالد ترامب أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم، لكن ما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب"، واستشهدت أيضاً بمشروع 2025 - وهو ما تسميه "خطة مفصلة وخطيرة" تقول إن ترامب سينفذها إذا تولى منصبه، محذرة الأمريكيين منها، مؤكدة على أن هدفها هو دعم الطبقة المتوسطة.
بينما تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلًا إن الحكومة أخذت "مليارات" من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.
الإجهاض
حاول ترامب المراوغة في هذا المحور الذي يعد واحد من أهم القضايا بالنسبة للناخبين الأمريكيين، حيث أجاب على سؤال ما سيفعله بالنسبة لحقوق الإجهاض، برمي الديمقراطيين باتهامات غريبة، بقوله بأن الديمقراطيين يريدون السماح بالإجهاض في "الشهر التاسع" من الحمل وأنهم متطرفون في هذا الشأن، وإن تيم والز (المرشح ليكون نائبًا لهاريس إذا ما أصبحت رئيسة أمريكا) دعا إلى الإجهاض في الشهر التاسع.
وقال ترامب إن موقفه يتمثل في إعادة القضية إلى الولايات لاتخاذ القرار وإنه يؤمن بالاستثناءات في حالات الاغتصاب وزنا المحارم.
من جهتها، ردت هاريس على تعليقات ترامب بشأن الإجهاض بالقول: "لا توجد ولاية في هذا البلد حيث يكون من القانوني قتل طفل بعد ولادته".
وأشارت هاريس إلى أن ترامب عين ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الوطني في الإجهاض قبل عامين، ذاكرة أن العديد من الولايات أقرت "حظر الإجهاض الذي فرضه ترامب والذي لا يستثني الاغتصاب والزنا".
وهاجمت ترامب "هل تقول أن هذا ما أراده الناس؟".
الهجرة
ألقت هاريس اللوم على دونالد ترامب في قضايا الحدود بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تم تبنيه من قبل الحزبين - وهو أمر شائع بين الديمقراطيين.
وهاجمت هاريس ترامب بسبب تاريخه "الإجرامي" رداً على مزاعمه بشأن "جرائم المهاجرين".
وقالت "أعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه للغاية أن يأتي من شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، وجرائم اقتصادية، والتدخل في الانتخابات".
تروّج هاريس لعملها باعتبارها "الشخص الوحيد على المسرح" لملاحقة المهربين على الحدود.
وردّ ترامب بالقول: "الديمقراطيون سمحوا للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد ما أدى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة".
وأشار ترامب إلى ادعاء بأن المهاجرين "يأكلون الحيوانات الأليفة" في سبرينجفيلد بولاية أوهايو.
التأمين الصحي
سُئل ترامب عن تعهده بإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الميسرة المعروف باسم "أوباما كير".
أجاب ترامب أن قانون أوباما كير "ليس جيدًا جدًا اليوم وإذا توصلنا إلى شيء ما وعملنا على الأشياء، فسوف نستبدله".
أما هاريس فقالت أنها ستدعم المواطنين وستعمل على خفض التكاليف معبرة عن التزامها بتعزيز قانون الرعاية المُيسّرة وتمديد الإعفاءات الضريبية المحسنة في عهد بايدن والتي خفضت بشكل كبير أقساط الرعاية الصحية.
اقتحام الكونجرس
بعد ذلك جاء دور قضية اقتحام الكونجرس الأمريكي وأعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير 2021 والتي وجهت فيها تهم لترامب بتحريضه الجماهير على ذلك.
وقال ترامب: "لقد قلت ذلك سلمياً ووطنياً، خلال خطابي ولم أضمنه أي دعوات للعنف.
واستمر في إلقاء اللوم على رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لعدم إضافة المزيد من الأمن إلى مبنى الكابيتول.
بينما اعتبرت هاريس أن ترامب هو المدان بتحريضه الجماهير وهو من يتحمل المسئولية عن ذلك.
حرب غزة
حول حرب الإبادة في غزة، قالت هاريس إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ولكن من المهم أن تعرف كيف.
وأضافت: "يجب أن تنتهي هذه الحرب. يجب أن تنتهي على الفور"، مشددة على حل الدولتين وإعادة إعمار غزة وحق الفلسطينيين في الحصول على دولة مستقبلية.
بينما ردّ ترامب بما ترحب به إسرائيل بالقول إن هاريس "تكره إسرائيل" وإذا تم انتخابها فإن إسرائيل سيتم إزالتها من الوجود بغضون عامين.
وذكر أن "ما يحصل في الشرق الأوسط ما كان ليحصل خلال رئاستي وسأحل هذا الموضوع وسأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
الحرب في أوكرانيا
قال ترامب عندما سئل عما إذا كان يريد أن "تنتصر" أوكرانيا بالحرب: "أريد أن تتوقف الحرب" ثم واصل الحديث عن تكلفة حرب روسيا في أوكرانيا على الولايات المتحدة، قائلاً إن أوروبا تدفع أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة.
ووصف ترامب هاريس بأنها "أسوأ نائبة رئيس في التاريخ" زاعمًا أنها فشلت في منع الحرب من خلال التفاوض بين أوكرانيا وروسيا قبل التدخل الروسي.
وعلقت هاريس في هذه الجزئية وقالت : "حلفاؤنا في الناتو ممتنون للغاية لأنك لم تعد رئيساً. وإلا لكان بوتين يجلس في كييف وعينيه على بقية أوروبا".
انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان
سأل المحاوران هاريس عن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان فقالت إنها وافقت على التزام بايدن بإخراج القوات الأمريكية من أفغانستان لكنها قالت أنه من المهم أن نتذكر كيف حدث الانسحاب. وقالت محملة ترامب المسئولية وأن ما فعله بايدن كان مبنيًا على ما فعله ترامب: "لقد تفاوض دونالد ترامب كرئيس على واحدة من أضعف الصفقات التي يمكنك تخيلها"، في إشارة إلى مفاوضاته مع طالبان.
بينما رد ترامب : "كنا سننسحب من أفغانستان من دون خسارة أي جندي ودون ترك المعدات خلفنا لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك".
محاولات الحاق الهزيمة بالمنافس
أنهت هاريس مناظرتها بمهاجمة ترامب بالقول إنها تركز على المستقبل بينما يركز ترامب على الماضي.
بينما حذر ترامب من "انحدار أمريكا"، معتبر أن هاريس لا يؤخذ منها لأنها في السلطة بجانب بايدن منذ نحو أربع سنوات ولم تحقق أياً منها.
وأضاف ترامب أن الحرب النووية محتملة إذا فازت هاريس.