قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

كانت النساء تلد في الشارع حتى لا تموت .. قصة أجناتس سيملفيس منقذ الأمهات

×

في منتصف القرن التاسع عشر، كانت حمّى النِفاس تسيطر على مستشفيات العالم، تاركة وراءها نسب وفيات مرتفعة تصل إلى 35%. في هذا السياق الصعب، تألق أجناتس سيملفيس، الطبيب النمساوي، بفهمه العميق لتأثير التعقيم على سلامة الأمهات.

أجناتس سيملفيس منقذ الأمهات

كانت العديد من النساء يقمن بتمثيل الولادة المفاجئة في الشوارع لتجنب زيارة عيادات التوليد، بهدف تجنب حمى النفاس. هذا السلوك دفع أجناتس سيملفيس إلى البدء في البحث حول هذه الظاهرة، ولكن تفاجأ بوفاة أحد أصدقائه الأطباء بسبب جرح نفسه بمشرط أثناء عملية ولادة.

استنتج سيملفيس أن المشكلة تكمن في نظافة أيدي الأطباء، حيث كانت تعتبر مصدرًا للميكروبات والجراثيم ووسيلة انتقال للأمراض.

أجناتس سيملفيس

عام 1847، وأثناء عمله في عيادة التوليد بمستشفى فيينا العام، قدم سيملفيس فكرة تعقيم اليدين باستخدام محاليل الجير المكلور، تبين أن نسبة الوفيات في أجنحة الأطباء كانت ثلاثة أضعاف تلك في أجنحة القابلات، مما جعله يتألق بلقب "منقذ الأمهات".

رغم نشره لنتائجه وإثبات فعالية تعقيم اليدين في تقليل نسب الوفيات بنسبة أقل من 1%، واجه سيملفيس مقاومة من المجتمع الطبي، الذي رفض أفكاره وتعارضت معه الآراء العلمية السائدة.

بعد وفاته في عام 1865، انتشرت مبادئه وممارساته. أثبتت نظرية الجراثيم لويس باستير صحة فكرة تعقيم اليدين، وبدأ الأطباء في اعتماد النظافة وتعقيم الأدوات، مما أدى إلى تقليل كبير في نسب الوفيات.

في خضم هذا الانتصار المتأخر، وبعد حياة مليئة بالنضال والتحدي، توفي سيملفيس في مستشفى الأمراض العقلية في عام 1865 بسبب تسمم الدم في سن 47، في مفارقة تاريخية تعكس رحلة حياة شخصية غير عادية.