قضية الإيجار القديم في مصر تُعد واحدة من أكثر القضايا تعقيدا والتي طال أمدها دون حلول جذرية، حيث يواجه البرلمان والحكومة صعوبة كبيرة في تحقيق التوازن بين حقوق المالك والمستأجر.
وصرح عضو مجلس النواب، إيهاب منصور، أن صعوبة التعامل مع ملف الإيجار القديم أدى إلى استمرار الأزمة لسنوات طويلة، إلى أنه بمجرد محاولة معالجة هذه القضية، تظهر المشاكل وتتفاقم بسبب تعارض مصالح الطرفين المعنيين مع الحلول المطروحة.
قانون الإيجار القديم لغير الغرض السكني
وأشار منصور لـ صدى البلد إلى أن أن حل مشكلة الإيجار القديم يحتاج إلى تجزئة لتسهيل معالجتها، مضيفا أن البداية كانت بإصدار قانون الإيجار القديم رقم 10 لسنة 2022، والذي ينظم الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتباريين لأغراض غير سكنية، والذي تم تطبيقه منذ عامين.
وأشار إلى أن هذا القانون ساهم في حل حوالي 10% من المشكلة الرئيسية، حيث سمح بزيادة الإيجارات القديمة للأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتباريين غير السكنيين بنسبة 15% سنوياً لمدة 5 سنوات، ومن ثم تعود الوحدة إلى المالك بشكل قانوني، مما يؤدي إلى إغلاق هذا الملف.
3 ملايين وحدة سكنية
وبناءً على الإحصائيات الرسمية، أفاد منصور بأن هناك حوالي 3 ملايين وحدة سكنية ضمن نطاق الإيجار القديم، وقد انخفض هذا العدد مع مرور الوقت إلى 2.5 مليون وحدة، حيث إن حوالي 50% منها غير مشغولة "مغلقة".
حل 80% من أزمة الإيجار القديم
وأضاف عضو مجلس النواب، أن معالجة قضية الشقق المغلقة يمكن أن يسهم في حل حوالي 80% من أزمة الإيجار القديم، مشددا على أن هذا الأمر يتطلب إرادة سياسية وتشريعية، بالإضافة إلى تنفيذ جيد.
وأوضح أن إيجاد حلول لتحرير الوحدات المغلقة يعتبر مقبولًا إلى حد كبير، خاصة أن المستأجر المتغيب الذي لا يهتم بوحدته لا يتأثر بشكل كبير، لأنه يدفع إيجارات ضئيلة جدا.
تخفيف العبء عن الملاك
وأكد أن معالجة مشكلة الشقق المغلقة وغير المستغلة سيسهم في تخفيف العبء عن الملاك، مشيرًا إلى أن هناك من هاجر منذ سنوات وترك وحدته دون أن يعرف مكانها الآن، وبالتالي فإن البدء بحل هذه المشكلة يعد خطوة مقبولة وستساعد في حل جزء كبير من الأزمة.
وأشار إلى أن البرلمان لديه رغبة حقيقية في حل هذه القضية، موضحاً أن لجنة الإسكان أوصت الحكومة الجديدة بتنفيذ التكليفات الرئاسية المتعلقة بتعديل القوانين التي تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر في إطار قوانين الإيجارات القديمة، بهدف استعادة التوازن الذي افتقدته هذه العلاقة التعاقدية لعقود طويلة فيما يتعلق بالحقوق والالتزامات.