لاشك أن مسألة كيف تعيش حياة زوجية سعيدة ؟، تهم كل الأزواج فمن لا يرغب في عيشة هنية مع شريك حياته، إلا أن كثير منهم يضلون الطريق ويخطئون الوسيلة للعيش بسعادة، ولعل هذا ما يطرح أهمية سؤال: كيف تعيش حياة زوجية سعيدة ؟، باعتباره مفتاح جنة الدنيا ، فخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ، لذا فلا سبيل لإنهاء تعاسة كثير من الأزواج إلا بمعرفة كيف تعيش حياة زوجية سعيدة ؟.
كيف تعيش حياة زوجية سعيدة
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحياة الزوجية السعيدة قائمة على المعنويات وليس الماديات ، مشيرًا إلى أنه لكى يعيش الحياة سعيدة، هناك نوعين من التأسيس: التأسيس المادي والتأسيس المعنوي، أو التأهيل المعنوي.
وأوضح “ عثمان ” في إجابته عن سؤال : كيف تعيش حياة زوجية سعيدة ؟، أن التأسيس المعنوي والتأهيل المعنوي قد يكونان أهم من التأسيس المادي، فيما نولي اهتماماً كبيراً للتأسيس المادي، ونحرص على توفير كل ما يلزم من متطلبات مادية.
وتابع: لكننا في الغالب نغفل الجانب المعنوي، كيف أؤسس معنوياتي وأؤهل نفسي للعيش مع شريك الحياة دون أن أظلمه أو أبخس حقه؟ كيف أعمل على سعادته وصيانته؟ يجب أن نعيش تحت قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
وأضاف أن التأسيس المادي سهل، ويمكن تحقيقه من خلال المال، لكن التأسيس المعنوي والتأهيل العاطفي مهمان جداً، منوهًا بأن الناس يعكفون على تجهيز الماديات، لكن عندما تنقضي فترة من الزمن، نجد أن الحياة بدأت تتفكك لأنهم لم يهتموا بالتأسيس المعنوي.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالدورات التدريبية للمقبلين على الزواج، موضحاً أنه في دار الإفتاء تُنظم دورات للمقبلين على الزواج، إما عبر الإنترنت أو بالحضور إلى دار الإفتاء، وهذه الدورات يمكن أن تُعقد أيضاً في المساجد أو الأندية أو أي أماكن أخرى.
وأشار إلى أنها تهدف إلى تعليم الشباب والفتيات كيفية العيش معاً بسلام دون مشاحنات أو خصام، لافتًا إلى أن الحياة الآن مليئة بالماديات، ويبدو أن التركيز على الماديات أدى إلى تراجع الروحانيات والعواطف.
واستطرد: عندما نرى قديماً، رغم بساطة الحياة، كان الناس يعيشون بسعادة كبيرة، عندما نقلل من التركيز على الماديات، نجد أن الروح تتسع لاستقبال الآخرين، معربًا عن انزعاجه من بعض الحالات التي تتسم بالتركيز على المصالح المادية فقط.
وأفاد بأنه عندما يقال إن الحياة مع الزوجة قائمة على المصلحة فقط، فهذا يعكس مشكلة وجريمة كبيرة.. الحياة ليست قائمة على المصلحة فقط، بل على التفاهم والتعاون، مشيرًا إلى ما جاء في القرآن الكريم: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}.
وبين أن الإمام الفخر الرازي تحدث طويلاً عن هذا المعنى، وقال إن الرجل إذا عانق امرأته كأنه ثوب يغطيها، وإذا حدثت خلافات بينهما، فإن الرجل يكون بمثابة الفراش الذي يغطي ولا يكشف، كل واحد منهما لباس للآخر، ساتر وواقٍ.