تختتم اليوم الطرق الصوفية الاحتفال بمولد الشيخ عبدالكريم باطة بمدينة الخانكة محافظة القليوبية؛ وعائلة باطة الأشراف ينتهى نسبها إلى الإمام الحسين رضى الله عنه.
الصوفية تختتم احتفالاتها بمولد الشيخ عبدالكريم باطة في القليوبية
يوجد بمدينة الخانكة والقرى التابعة لها نحو 100 ضريح ومزار ديني منها سيدي عبدالكريم باطه والبري والشيخ الطوخي والشيخة بدوية ومحمد الكويس. وتروى عن كل منهم كرامات. ويحلو لأهل الخانكة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث يقام لمدة خمس ليال وفي نهار اليوم السادس يتم الاحتفال الكبير الذي يعم كافة شوارع وميادين المدينة، ويحرص أهل الخانكة على مشاهدته، وتوزيع الأطعمة على الفقراء.
وترجع الطقوس الدينية والتقرب من الأولياء في الخانكة إلى مئات السنين وتحديداً إلى النشأة الأولى للمدينة التي تم بناؤها قبل نحو 700 عام في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون وسكنها كثير من الصوفيين ورجال الدين وكانت لهم كرامات كثيرة ومن يومها والناس يحرصون على زيارة الخانكة والتردد على الأولياء لنيل البركة.
يقول الباحث المتخصص في الشأن الصوفي مصطفى زايد إن تاريخا عريقا فى التصوف تضرب جذوره قرونا عدة وهناك أضرحة كثيرة من مشايخ تلك العائلة منها الشيخ عبد الكريم باطه والشيخ عبد السلام باطه والشيخ عبد الرازق باطه والشيخ عبد الفتاح باطه والشيخ هاشم باطه.
وتابع: إن آل باطه الأشراف اشتهروا بموكب (الركب) وهو موكب الجمال الذى يخرج من مدينة الخانكة إلى مدينة طنطا للاحتفال بمولد السيد البدوي كل عام؛ ولمدينة الخانكة التى بها ضريح الشيخ عبد الكريم باطه خصائص تاريخية وثقافية وأثرية وصوفية .. مدينة الخانكة، الواقعة في محافظة القليوبية، تحمل تاريخًا غنيًا بالتراث الأثري والثقافي والصوفي.
تأسست المدينة في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تعرف باسم "الخانقاه السرياقوسية" والتي تعني مكان العبادة باللغة الفارسية. وتشتهر الخانكة بوجود العديد من المباني الأثرية التي تعود إلى العصور الإسلامية، مثل الخانقاوات التي كانت تستخدم لإقامة المتصوفين وأداء الشعائر الدينية وتدريس العلوم والمذاهب الدينية.
كما تعتبر الخانكة من المناطق التي شهدت تطورًا ثقافيًا كبيرًا، حيث كانت مركزًا للعلم والتصوف. وقد أسس فيها العديد من المدارس والمراكز التعليمية التي ساهمت في نشر الثقافة الإسلامية والصوفية.
وتعد الخانكة أيضا من أهم المراكز الصوفية في مصر، حيث كانت تحتوي على العديد من الخانقاوات التي أنشأها المتصوفة للعبادة والتأمل. وقد كانت هذه الخانقاوات بعيدة عن ضوضاء المدن، ما جعلها مكانًا مثاليًا للعبادة والتأمل.