تواصل الطرق الصوفية احتفالاتها برجبية الإمام علي زين العابدين؛ حيث بدأت الاحتفالات بمولد الإمام علي زين العابدين، مطلع الأسبوع الماضي وتنتهي غدًا السبت؛ وفي السطور التالية نستعرض مظاهر احتفال الطرق الصوفية بمولد الإمام علي زين العابدين.
مولد الإمام علي زين العابدين
ولد الإمام علي زين العابدين في الخامس من شعبان عام 38 هـ، بالمدينة المنورة، وقيل الخامس عشر من جُمادى الآخرة. وفي سر تسميته بالإمام السجاد يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: «سيدنا علي زين العابدين كان يسمى بالسجاد، وذلك لأنه كان يكثر من السجود خارج الصلاة وهذا شيء لم يفعله الصحابة ولكنه وجد قلبه في هذا، وقد فهم سيدنا على زين العابدين معنى حديث سيدنا ﷺ : (فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)».
وعايش الإمام السجاد عصور إمامة جده الإمام علي بن أبي طالب سنتين وإمامة عمه الإمام الحسن عشر سنوات وإمامة والده الإمام الحسين إحدى عشر سنة، وقد عاش بعد شهادة والده أربع و ثلاثين سنة، وجاء في بعض المصادر القديمة يسمى الإمام زين العابدين علي الأكبر، ولكن اسم علي زين العابدين هو الذي انتشر أكثر لمنع الالتباس بينه وبين علي الأكبر ابن الإمام الحسين الذي استشهد في يوم عاشوراء.
أسهمت نشأة زين العابدين في بيت النبوة في بلورة شخصيته التي اتسمت بالعلم والورع والتقوى وإيثار الآخرة على الدنيا، العلم شهد الكثير من العلماء بأنّ زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه كان أعلم أهل الأرض في حينه ومنهم: الإمام الزهري، وسعيد بن المسيب، وسفيان بن عينة، ولعل أشهر ما ينسب إليه صحيفة تسمى الصحيفة السجادية وفيها عبارات بليغة في الدعاء لله والتوسل إليه .
لماذا سمي بـ زين العابدين؟
سمي بـ زين العابدين لكثرة عبادته كما قال عنه الامام مالك، وشهد له الإمام الشافعي بأنه أفقه أهل المدينة واشتهر بالورع والطاعة والتقوى والزهد، وقد حضر علي مع ابيه الحسين "كربلاء" لكنه لم يشارك غي القتال لأصابته بالحمى.
وروى الذهبي عن محمد بن إسحاق ما قاله عن زين العابدين وإحسانه : "كان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل"، فكان زين العابدين يخرج يوميًا في الليل يوزع الصدقات سرا على بيوت الأرامل والمساكين دون أن يكشف عن هويته.
توفي الإمام زين العابدين في محرم عام 95 هجريًا وقيل إن سبب الوفاة هو "السم" وقد دسه له الوليد بن عبد الملك بن مروان وقد دفن بالبقيع بجوار عمه الحسن بن علي، أما الضريح الموجود بالمسجد، مدفون به رأس ابنه الإمام زيد بن علي الذي قتله هشام بن عبد الملك بعد ثورته عليه، وقد أرسل هشام رأس زيد إلى مصر لينصب على جامع عمرو بن العاص بسطا لنفوذه وتخويفا لرعاياه هناك ويروى أن عدد من المصريين أخذوا الرأس ودفنوه بموقعه الحالي.
احتفالات الصوفية بمولد زين العابدين
تحتفي الطرق الصوفية على مدى أسبوع بمولد الإمام علي زين العابدين من خلال الإنشاد الديني؛ وإقامة الخدمات والسرادقات التي يحرصون خلالها على تقديم وجبات الطعام (النفحات)، ويحرص كبار المنشدين على مشاركة الدراويش احتفالاتهم التي تختتم غدًا السبت بمحيط مسجد الإمام علي زين العابدين بحي مصر القديمة.