أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها نصه: "ما حكم من يصلي الجمعة وتأخذه سنة من النوم أثناء خطبة الجمعة؟".
فأجابت دار الإفتاء موضحة: إذا كان المرء يقعد قعود المتمكن، أي يجلس متربعًا ولا يستند إلى شيء، فإن أخذته سنة من النوم فهذا لا ينقض الوضوء. وأكدت دار الإفتاء أنه إذا نام في ذلك الوضع ثم صلى، فصلاته صحيحة ووضوؤه صحيح. أما إذا كان يجلس متكئًا على عمود من أعمدة المسجد وأخذته سنة من النوم، فهذه ليست جلسة المتمكن، ويقول فخر إن هذه الجلسة ينتقض الوضوء فيها. وعليه في تلك الحالة أن يجدد وضوءه ثم يعود ليصلي الجمعة.
وأكد الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى فتوى سابقة له، أن خطبة الجمعة شرط من شروط صحة صلاة الجمعة، فمن يتعمد أن يترك الخطبة آثم شرعًا وجمعته لا تصح، "فبعض الناس يكون بجوار المسجد ويسمع الخطبة ولا ينزل إلا إذا سمع الإقامة"، مستنكرًا "لماذا نترك الخطبة وربما تتوقف صحة الصلاة عليها؟.
وحذر المسلمين من التكاسل عن سماع خطبة الجمعة.
وقال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن "جمهور الفقهاء اتفق على أن سماع الخطبتين – الأولى والثانية للجمعة - واجبة، وذلك لأنهما قامتا مقام الركعتين فى الظهر".
وأوضح «عبد السميع»، عبر الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فى إجابته عن سؤال «ما حكم النوم أثناء خطبة الجمعة؟»، أنه بناءً على ذلك تكون الصلاة ناقصة إذا لم يستمع المُصلي لخطبتي الجمعة، أما الأحناف فقالوا الاستماع للخطبة الثانية يكمل الصلاة.
وأضاف أنه لابد من احترام شرع الله سبحانه وتعالى والمحافظة على ما كان يحافظ عليه الصالحون، مشيرًا إلى أنه إذا نام الإنسان أثناء خطبة الجمعة واستغرق فى النوم على غير هيئة المتمكن فإنه يستحب له أن يقوم ويجدد وضوءه وكل ذلك لا ينقض صلاته ولكنه ينقص من ثوابه.
ونوه إلى أن الشرع الحنيف جعل الخطبة من أجل الاستماع والإنصات جيدا لها للاستفادة من الهدي النبوي والحديث والقرآن الكريم، وعليه فالنوم أثناء خطبة الجمعة ينافي مقصود الخطبة، لذلك يستحب أن لا يجلس المُصلي على هيئة تقربه من النوم، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جلسة الاحتباء وهي الجلسة التي تجعل الإنسان ينام.
وأفاد بأنه إذا نام الجالس في الخطبة وهو في وضع المتمكن ويعلم أنه لا يمكن أن يخرج ريح أي نام دون أن يكون هناك مظنة خروج شيء منه، فإن صلاته لا تبطل وصلاته صحيحة، أما إذا نام واستغرق في النوم ولم يتيقن من خروج ريح من عدمه فلابد من تجديد الوضوء قبل إقامة الصلاة ولكن هذا النوم ينقص من ثواب صلاة الجمعة ولا ينقضها.
وأكد أنه فيما ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، أن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، ولا يصح لمسلم أن يترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، فقال تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ » الآية 9 من سورة الجمعة.
واستشهد بما رواه النسائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، وفيما رواه أبو داود قال صلى الله عليه وسلم: « الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ».
وأشار إلى أنه فيما روي عن السلف الصالح –رضوان الله تعالى عنهم- أن أحدهم كان يخرج ليلة الجمعة من بلده ليصلى الجمعة فى بلدة أخرى فى مسجد يسمى بالمسجد الكبير، أما الآن كل عدة أمتار نجد مسجدا، ولا يليق بنا أن نتأخر عن خطبة الجمعة والإستماع إليها من أولها، لأن الغرض من الجمعة الإجتماع وأن يرى بعضنا بعضا.
وشدد على أنه ينبغي على المُسلم أن يحرص على صلاة الجمعة، ولا يفوتها عمدًا وبغير عذر، حيث إن من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات عمدًا، وبغير عذر، يطبع الله على قلبه، مستدلًا بما جاء في سُنن الترمذي، بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-قال: « مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».
ولفت إلى أن الإمام مالك قال من ترك صلاة الجمعة 3 مرات بدون عذر ترد شهادته أي لا تقبل، وهذا دليل على ان هذا الشخص بدأ يرتكب معاصي وسيئات عظيمة، منوهًا إلى أن ترك الجمعة ليس سببًا لخروج الإنسان من الملة، فالعبد لا يخرج من الملة بهذه السهولة، ولكن يجب أن يراجع نفسه ويستغفر الله ويقلع عن المعاصي والذنوب التي جعلته يفعل ذلك.
واستطرد: "أما إذا غلبه النوم وفاتته صلاة الجمعة فلا إثم عليه لأن القلم رفع عن ثلاث بينهم النائم حتى يفيق، ولكن إذا كن هذا نظام حياة أن ينام مع آذان الفجر ويستيقظ بعد الظهر يوميا فهنا لا يرفع عنه القلم لأنه لن يصلى الجمعة نهائيا بحجة انه نائم فهذا خطأ ولا يجوز شرعًا".
وتابع: "وذهب جمهور العلماء إلى استحباب أن يتولى الصلاة من يتولى الخطبة وليس ذلك بواجب؛ لأن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب بالناس ويصلي بهم، ذهب المالكية إلى أنه لا يجوز أن يتولى الصلاة غير الخطيب إلا لعذر، وعلى قول الجمهور؛ فالصلاة صحيحة إن شاء الله وإن كان بغير عذر، شريطة أن يكون قد حضر الخطبة أو جزءا منها".
وأردف: "وقال الكاساني الحنفي في البدائع: ولو أحدث الإمام بعد الخطبة قبل الشروع في الصلاة فقدم رجلا يصلي بالناس إن كان ممن شهد الخطبة أو شيئا منها جاز، وإن لم يشهد شيئا من الخطبة لم يجز".