EN
لعل ما يطرح السؤال عن هل التهديد بالطلاق يقع ويعتبر طلاقا ؟، هو كثرة استخدامه من قبل كثير من الأزواج ، الذين يعدونه وسيلة ضغط على الزوجة أو الأهل وغيرهم، حتى أنه صار علكة بأفواههم ، من هنا كان ينبغي الوقوف على حقيقة هل التهديد بالطلاق يقع ويعتبر طلاقا ؟.
هل التهديد بالطلاق يقع
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ينبغي تجنب استخدام كلمات الطلاق في حل المشكلات أو كوسيلة لتهديد الزوجة أو غيرها من الآخرين.
وأوضح “ كمال” في إجابته عن سؤال: هل التهديد بالطلاق يقع ويعتبر طلاقا ؟.. في حالة أن الزوج اختلف مع أخيه واستخدم الطلاق كوسيلة للضغط، وقال إنه لن يتحدث معه أو يسكن معه إذا لم يحدث شيء معين، فهل هذا يعد طلاقًا؟، أن استخدام الطلاق بهذا الشكل محرم شرعاً.
ونبه إلى أن الطلاق يجب أن يُستخدم فقط كحل أخير عندما نصل إلى طريق مسدود، وليس كوسيلة للتعبير عن الغضب أو لحل الخلافات اليومية، مؤكدًا أن استخدام الطلاق بهذا الشكل محرم شرعاً.
وأشار إلى أنه كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحديث بكلمات لا تقربنا من الله، فإن استخدام الطلاق في غير موضعه يعد من الأفعال التي يجب تجنبها، منوهًا بأن الطلاق يختلف في أحكامه بناءً على الألفاظ المستخدمة.
وتابع: فهناك الطلاق الصريح، والطلاق الكنائي، والطلاق المعلق، وكل نوع له أحكام خاصة لذا، على من يواجهون مثل هذه الحالات التوجه إلى دار الإفتاء المصرية للتأكد من صحة الطلاق وفقاً للفظ المستخدم والظروف المحيطة.
حكم التهديد بالطلاق
وكان الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، قد أفاد بأن الحلف بالطلاق بقصد التهديد غير جائز ، منوهًا بأن الحلف بالطلاق في الأصل؛ هو خلاف للشرع.
واستشهد «عبدالسميع» ، بما ورد أن النبي صلى الله عليه وسل، قال: «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق»، وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر» أو قال: «غيره» (رواه مسلم).
وأضاف أن الذي يكثر من الحلف بالطلاق؛ كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، مشيرا إلى أن الذي يحلف بالطلاق لو كان لا يرتكب محرما؛ فإنه يكون قريبا من الوقوع فيه، ناصحا السائل بترك الحلف بالطلاق بقصد التهديد.
حكم الحلف بالطلاق
وبين الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحلف بالطلاق لا يقع شرعًا ولا قانونًا لكونه يأتي للتأكيد والتهديد، والزواج هو ميثاق غليظ لا يجب أن يدخل في هذا الإطار.
ولفت إلى أنه حال وقع المحلوف عليه، فعلى الزوج كفارة اليمين بإطعام 10 مساكين أو كسوتهم من أوسط ما تطعمون أهليكم، أي في حدود.
وأشار إلى أنه طالما أزال سبب الشقاء التي حلفت بسببه فانتهى الأمر فلا كفارة عليك، فأنت حلفت في موقف معين بسبب معين وانتهت المشكلة فيسميها الفقهاء يمين الفور، أي طالما انك حلفت على شيء وانتهت المشكلة وزوجتك صالحتك وراضتك فلا يقع الطلاق ولا يكون عليك كفارة.
