قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

محطة الضبعة تخرج للنور|أهداف اقتصادية وتكنولوجية.. هل تحقق الحلم المصري؟

محطة الضبعة
محطة الضبعة
×

مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يعد تتويجًا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر وقد حرص الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية على الإسراع في تنفيذ المشروع الضخم الذي يُدخل مصر عصر الطاقة النووية.

في هذا السياق، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماعًا مع أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة روساتوم؛ لاستعراض الموقف التنفيذي لإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وفي مستهل الاجتماع، رحّب رئيس الوزراء بـ أليكسي ليخاتشوف والوفد المرافق له، مُشيدًا بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين القاهرة وموسكو، وهناك عدد من‬‎ ‎‫المشروعات الكبرى المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.

مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مشروع محطة الضبعة النووية يُمثل أهمية خاصة في ضوء أنه يأتي في إطار خطة الدولة المصرية لتنويع مصادر الطاقة عبر التوسّع في الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة حتى عام 2030، كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي اهتمام الحكومة بمتابعة تنفيذ ما تم التوافق عليه خلال الزيارة، معرباً عن تطلعه لاستمرار التنسيق بين الجانبين.

ووجه رئيس الوزراء باتخاذ مختلف الإجراءات الداعمة لسرعة تنفيذ المشروع وإنجازه وفقاً للتوقيتات المُحددة.

وأضاف أنه يتابع بصورة دورية التقدم الجاري في مشروع محطة الضبعة النووية، مؤكدا حرص الدولة المصرية على تقديم مختلف أوجه الدعم المُمكنة لسرعة تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة "روساتوم" في ضوء ما يُمثله المشروع من أولوية لتوفير الطاقة النظيفة.

بدوره، أعرب أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة روساتوم (الوكالة الحكومية الروسية للطاقة الذرية)، عن تقديره للدكتور مصطفى مدبولي ولدعمه الدائم لمشروع محطة الضبعة النووية. ونقل تحيات وأطيب التمنيات القلبية من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.

وأكد " ليخاتشوف" أن تنفيذ المشروع يجري على قدم وساق، وفقًا للخطط المُحددة، مُضيفًا أنه بنهاية العام الجاري، من المُخطط الوصول إلى نسبة تنفيذ تبلغ 30% من إجمالي المشروع.

واستعرض الجهود المبذولة لتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية ومعدلات الإنجاز بمختلف جوانب المشروع، مُوضحًا أنه أجرى خلال زيارته الحالية إلى مصر مباحثات مع المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأن هذه المباحثات تناولت بحث سبل توطين تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية؛ بما يدعم مصر على تحقيق مستهدفاتها في مجال الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأكد المدير العام لشركة "روساتوم" أن مشروع محطة الضبعة النووية يمثل أولوية قصوي للجانب الروسي، مضيفًا أنه يقوم باتخاذ مختلف الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع وفقًا للتوقيتات المُحددة، معرباً عن إعجابه بحجم المنشآت التي شهدها في الساحل الشمالي، وما تعكسه من جهود تقوم بها الدولة المصرية لتطوير تلك المنطقة باحترافية كبيرة.

من جانبه، أوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه تم خلال الزيارة الحالية لوفد شركة روساتوم مناقشة مختلف أوجه التعاون بين الجانبين المصري والروسي، لاسيما في مجال توطين تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية، مؤكداً أن الوزارة تعمل على تذليل أي عقبات أو تيسير أي إجراءات خاصة من شأنها الإسراع في تنفيذ المشروع.

ورحّب وزير المالية بالتعاون القائم بين الجانبين المصري والروسي والتقدم المُحقق في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، مُشيداً بالعلاقات المتميزة والاستراتيجية بين مصر وروسيا، مؤكداً اعتزامه إتخاذ جميع الإجراءات المرتبطة بالشق المالي للمشروع، وفقاً لتوجيه السيد رئيس الوزراء في هذا الشأن.

وأوضح الدكتور أمجد الوكيل أن هيئة المحطات النووية تتابع جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع، مشيداً بالتعاون مع الجانب الروسي في هذا الصدد.

فيما أعرب رئيس شركة روساتوم عن تقديره لرئيس الوزراء وحرصه على دعم المشروع والتزامه بتنفيذ ما تم التوافق عليه، وكذلك تطلعه لتعميق التعاون بين الجانبين في مجال التكنولوجيا النووية السلمية والطاقة الجديدة والمتجددة بصفة عامة.

محطة الضبعة

من جانبه، قال الدكتور علي عبد النبي، خبير الطاقة ونائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، إن حلم إنشاء محطة نووية في مصر يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، وكان الهدف الرئيسي منه توليد الكهرباء. هذا الحلم ظل يراود المصريين حتى تحقق في عام 2015 بفضل الإرادة السياسية القوية.

وأشار عبد النبي لـ "صدى البلد، أن المشروع النووي المصري تم التعاقد عليه مع روسيا في ديسمبر 2017، وتم تقسيمه إلى ثلاث مراحل: المرحلة التحضيرية التي ركزت على تجهيز الموقع، تلتها مرحلة البناء والتشييد، وأخيرًا مرحلة إجراء اختبارات التشغيل والبدء الفعلي.

وأكد أن البداية كانت بتوفير أربع وحدات نووية في موقع الضبعة، مع إمكانية التوسع لبناء 20 إلى 30 محطة نووية مستقبلية، موضحًا أن موقع الضبعة يمكنه استيعاب ما بين 8 إلى 12 وحدة، بالإضافة إلى وحدات أخرى في منطقة "غرب الضبعة".

ويهدف مشروع الضبعة للطاقة النووية إلى بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط PWR من الطراز الروسي VVER-1200 (AES-2006) بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وتعتبر مفاعلات الماء المضغوط التي تم اختيارها هي أكثر أنواع المفاعلات شيوعًا في جميع أنحاء العالم.

وتأتي أهمية مشروع الضبعة النووي لمصر الاعتماد كليًا على الطاقة النظيفة والحلول المستدامة، للتخلي تدريجياً عن الوقود الأحفوري الذي تسبب في أزمة تغير المناخ، ولا تقتصر على توفير الطاقة النظيفة، بينما هو يُدلل كذلك على التعاون الوثيق بين مصر وروسيا.

وقعت مع روسيا اتفاقاً في 19 نوفمبر 2015، من شأنه إنشاء محطة للطاقة الكهروذرية بكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار، قدمتها روسيا قرضاً حكومياً ميسّراً للقاهرة.

وفي ديسمبر 2017، وقع الرئيسان السيسي وبوتين، الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي للقاهرة. وتضم محطة الضبعة 4 مفاعلات من الجيل «+3» العاملة بالماء المضغوط بقدرة إجمالية 4800 ميجاواط بواقع 1200 ميجاواط لكل منها.

ويعد انطلاق مرحلة صب البلاطة الخرسانية للمفاعل الرابع والأخير في محطة الضبعة النووية، إشارة إلى قرب الانتهاء من مرحلة التحضير، واقتراب مرحلة التشغيل الفعلي لأول محطة نووية مصرية.