لاشك أن السؤال عن هل يجوز صلاة السنن وقراءة الورد اليومي في العمل ؟ يعد من المسائل المطروحة بقوة والتي فيها لبس من قبل أولئك الدين يعملون سواء في المصالح الحكومية أو القطاع الخاص ، فيعطون الأولوية للصلوات سواء الفرائض أو السنن وما نحوها من العبادات المستحبة ويقدمونها على العمل ، وهو ما يطرح السؤال عن هل يجوز صلاة السنن وقراءة الورد اليومي في العمل ؟.
هل يجوز صلاة السنن في العمل
قال الدكتور يسري جبر، العالم من الأزهر الشريف، إن أداء الموظفين للصلاة فى ساعتين وترك مصالح الناس ليس من الدين، مشيرًا إلى أن التوازن بين العبادات والعمل يتطلب فهمًا عميقًا لمراتب الأعمال.
وأوضح “ جبر” في إجابته عن سؤال: هل يجوز صلاة السنن وقراءة الورد اليومي في العمل؟ وكيفية التوازن بين الأعمال اليومية والالتزام بالأوقات المخصصة للعبادة ؟، أن التوازن يتطلب فهمًا عميقًا لمراتب الأعمال المختلفة، وبيّن كيفية تنظيم الوقت بناءً على هذه المراتب.
وأضاف أن الأعمال تتفاوت في أهميتها؛ فالواجبات لها أولوية على المستحبات، فإذا كانت هناك أعمال واجبة أو ضرورية، مثل العمل أو الدراسة، يجب أن نقدمها على الأنشطة غير الضرورية مثل الهوايات المباحة، هذا يضمن أننا نؤدي واجباتنا بشكل صحيح ولا نتركها دون إتمام.
وتابع: إذا كنت مشغولاً في عملك، فيجب عليك أن تقوم بأداء الواجبات في وقتها، وتؤجل الأعمال المستحبة إلى أوقات الفراغ. مثلاً، إذا كنت تعمل ولا تستطيع الصلاة في وقتها الكامل، فركز على أداء الفرض ولا تستغرق وقتاً طويلاً في السنن.
وأشار إلى أن مثال على ذلك، لو قام الشخص بتوضأ قبل أذان الظهر بنصف ساعة، ثم صلى سنة الوضوء، ثم انتظر الأذان، ثم صلى السنة القبلية، ثم انتظر إقامة الصلاة، ثم صلى الصلاة، وقام يختم الصلاة والناس طوابير واقفة تنتظر، فهذه الصورة نراها كثيرًا في من يتدين دون فهم فقه الصلاة.
ونبه إلى أن هذه الطريقة قد تجعل رئيس العمل يكره الصلاة، لدرجة أن بعض الرؤساء يقولون 'ممنوع الصلاة أثناء العمل '، لماذا؟ لأنه عندما يرى أن الموظفين يصلون بعد سماع الأذان ويتوضأون ويصلون الفريضة ثم ينتهي بسرعة دون الجلوس في الصلاة، فإنه يتفهم أن ذلك ليس مشكلة.
ولفت إلى أن العديد من الأشخاص تصل صلاتهم الظهر إلى ساعتين بسبب الاستعداد، وهذا غير مناسب، من المهم تقديم الفرض الذي وقته ضيق على الفرض الذي وقته واسع، فعندما يكون وقت العمل ضيقًا، من الساعة كذا إلى الساعة كذا، يكون هذا واجبًا مضيقًا، بينما الصلاة واجب موسع.
واستطرد: فإذا جاء وقت الأذان، وكان الشخص في بداية عمله والطوابير أمامه، فإن من الأفضل إتمام العمل واستغلال الوقت المتبقي في أداء الصلاة، خاصة إذا كان هناك وقت متبقي حتى أذان العصر، منوهًا بأنه إذا ترك الشخص عمله، فإنه سيضيع الواجب المضيق ويؤثر سلبًا على الناس الذين جاءوا من مسافات بعيدة لإنجاز معاملاتهم، ويمكن أن يأتي هؤلاء الناس في اليوم التالي ويشكو، وبعدها نقول لماذا يمنع الصلاة فى العمل ؟.
حكم قراءة الورد اليومي من القرآن في وقت العمل
وكان الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قد أفاد بأن قراءة القرآن الكريم، في وقت العمل تختلف باختلاف حال الإنسان، فلو أن الإنسان مكلف بعمل فلا يجوز له أن يترك هذا العمل لقراءة القرآن أو لأي شيء آخر.
وواصل: فكما يقول الفقهاء "المشغول لا يشغل"، فأنت مشغول بالفرض أو الواجب الذى عليك فلا تتشغل عنه بشيء آخر"، ويقول الفقهاء أيضا: "الاشتغال بغير المقصود إعراض عن المقصود".
وبين ، قائلاً: فمثلا لا يجوز ترك صلاة الظهر لقراءة القرآن الكريم، ومثال آخر لو طالب لديه امتحانات مطلوب منه المذاكرة فلا يجوز له ترك المذاكرة والتفرغ لقراءة القرآن الكريم، أما لو كان الشخص في عمله وأدى ما عليه ولديه وقت ومنتظر تكليف جديد فلا مانع من قراءة القرآن الكريم أو ذكر الله مادام لا يؤثر على الواجب أو العمل الذى عليه.