ألقت السلطات الفرنسية القبض على مؤسس تليجرام Telegram، بافيل دوروف، في مطار بورجيه خارج باريس مساء أمس السبت، وبحسب المصادر، ووقع الاعتقال بعد هبوط طائرته الخاصة بالقرب من العاصمة الفرنسية، وتم استهدافه بمذكرة اعتقال في فرنسا كجزء من تحقيق أولي للشرطة.
ووفقا للتقارير، يركز التحقيق على افتقار تليجرام المزعوم للإشراف على المحتوى، وبحسب ما ورد تعتقد السلطات الفرنسية أن هذا الوضع سمح للأنشطة الإجرامية بالازدهار دون رادع على المنصة، لذلك أصدرت مذكرة لاعتقال الملياردير الروسي، بافيل دوروف، بسبب عدم تعاونه مع السلطات الفرنسية، مما يجعله شريكا في تهريب المخدرات وجرائم خطيرة أخرى.
وتتلخص التهمة التي وجهتها فرنسا لـ بافيل دوروف - والتي قد يصل الحكم فيها إذا تمت أدانته بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما وفقا للقانون الفرنسي - في عدم وجود مشرفين على تطبيق تليجرام مما يسمح باستمرار النشاط الإجرامي على تطبيق المراسلة، ويجعل مؤسسه بمثابة شريكا في هذه الجرائم.
وأثارت خطوة القبض على مؤسس تليجرام في فرنسا غضب الملايين بعد فترة وجيزة من اعتقال دوروف، حيث لجأ العديد من الأشخاص إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم ضد الاعتقال، حتى أن البعض طالب بإطلاق سراحه، والبعض الآخر تساءل لماذا لما يتم القبض على مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك.
لماذا لما يتم القبض على مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك؟
على عكس بافيل دوروف، واجه مارك زوكربيرج، بصفته المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مالكة فيسبوك، عددا من التهم خلال السنوات الماضية ولكن لم يتم اعتقاله، كان أخرها الضرر الذي تسببت فيه شركته لمستخدميها من الأطفال نتيجة الاستغلال عبر الإنترنت، إلى جانب اتهامه يجعل الأطفال مدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأن تصرفات زوكربيرج وتقاعسه عن التصرف أدت إلى إدمان الأطفال، وإحداث ضرر لم يكن من الممكن أن يواجهوه بطريقة أخرى.
وفي اوائل العام الجاري، وخلال وجود "مارك زوكربيرج" في جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي حول الأضرار المزعومة للأطفال عبر الإنترنت، توجه الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى آباء الضحايا في قاعة مجلس الشيوخ الذين كانوا يرفعون صور أطفالهم الذين ماتوا بعد الاستغلال الجنسي أو التحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي المملوكة له، واعتذر قائلا: "أنا آسف على كل ما مررتم به، لا ينبغي لأحد أن يمر بالأشياء التي عانت منها عائلاتكم، ولهذا السبب نستثمر كثيرا وسنواصل بذل الجهود على مستوى الصناعة للتأكد من عدم اضطرار أي شخص إلى المرور بالأشياء التي عانت منها عائلاتكم".
وعلى الرغم من التحقيق معه والأدلاء بشهادته أمام الكونجرس في التهم الموجهة إليه بصفته رئيسا تنفيذيا ومالك أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، إلا أن زوكربيرج لم يعفي تمام من المسئولية المحتملة ولما يصدر حتي الآن مذكرة اعتقال واحدة بحقه.
ونظرا لكون مارك زوكربيرج وبافيل دوروف، رئيسين تنفيذيين لشركة تواصل اجتماعي، ولكن لكلا منهما قضيةمختلفة عن الآخر، حيث توجد عوامل قانونية مختلفة تؤثر في كل من الحالتين.
بالنسبة لحالة مؤسس تليجرام، فإذا تم القبض على "بافيل"، فقد يكون لدي السلطات الفرنسية أدلة كافية ضده، مما أدى إلى اتخاذ قرار بالقبض عليه.
وأما بالنسبة لمارك الذي يتم إجراء جلسة استماع له فقط دون اعتقاله، فقد يعني ذلك أنه لا يزال هناك تقييم أو مراجعة قانونية لحالته، مما يعطيه فرصة للدفاع عن نفسه قبل اتخاذ أي قرار قانوني.
وفي كلتا الحالتين تختلف الإجراءات القانونية حسب الجرائم وظروف كل قضية ووفقا لقانون الدولة التي وجهت الاتهام له، ومنذ عام 2020، تتخذ السلطات الفرنسية إجراءات صارمة لمكافحة الجرائم الالكترونية على شبكة الإنترنت، خاصة شبكات التواصل الإجتماعي.