لاشك أن السؤال عن كيف أتخلص من وسواس إعادة الصلاة ؟ يهم الكثيرين ممن أرهقتهم الوساوس خاصة في فريضة الصلاة ، والتي هي ثاني أركان الإسلام ، ومن ثم لا يمكن المجازفة بها والتهاون فيها ، ومن ثم ينغص الوسواس عليهم هذه الفريضة، ومن هنا تبدو الحاجة إلى معرفة كيف أتخلص من وسواس إعادة الصلاة ؟، لعل به تطمئن قلوبنا من الوسوسة .
كيف أتخلص من وسواس إعادة الصلاة
قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشعور بالوسواس هو تجربة شائعة بين الكثيرين، حتى الأطباء النفسيين يعتبرون هذا النوع من الوسواس نوعاً من الاضطراب الذي يمكن التعامل معه.
وأوضح “ عبد السميع” في إجابته عن سؤال: كيف أتخلص من وسواس إعادة الصلاة ؟، حيث إنني أشعر بوسواس دائم أثناء الصلاة، حيث تأتيني أفكار سيئة وتشكك في فرضية الصلاة أو حتى في الأمور الدينية الأخرى، أحاول التخلص منها، ولكنها تتكرر دائمًا، كيف يمكنني التعامل مع هذه الوساوس والتغلب عليها؟، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف هذه الحالة بأنها من وسوسة الشيطان، وليس لها علاقة بضعف الإيمان.
وأضاف أن الخطوة الأولى لمواجهة الوسواس هي التوجه إلى الطبيب المختص الذي يمكنه وصف الأدوية المناسبة التي تساعد في تقليل حدة الوسواس، منوهًا بأهمية توسيع دائرة الاهتمام إلى مواضيع أخرى غير الوسواس، وهو ما يقوم به الأطباء النفسيون لمساعدة المرضى.
ونبه إلى أنه من الضروري أن يستمر الشخص في أداء العبادة وعدم التوقف بسبب هذه الأفكار، مع الثقة بالله والتأكيد على أن هذه الوساوس لا تؤثر على إيمان الشخص، مؤكدًا أن الاستمرار في الصلاة وعدم الاستجابة للأفكار الوسواسية هو جزء من التغلب على هذه المشكلة، وضرورة عدم الاستسلام للوسواس، وأن الشخص الذي يشعر بهذه الأفكار يجب أن يعلم أنها ليست مقياساً لإيمانه، بل هي محاولة من الشيطان لزعزعة استقراره الروحي.
الوسواس في الصلاة
يعد الوسواس في الصلاة هي محاولة من الشيطان لكسر يقين المسلم أثناء أداء الطاعات، وتشكيكه في صحتها عن طريق زرع الوساوس في نفسه حول تلك الطاعة التي يؤديها، فتظهر في كثرة الوسوسة في الصلاة من حيث التشكيك في عدد الركعات أو قراءة الفاتحة أو عدد السجدات أو حتى سجود السهو وكذلك تبدو أيضًا في الوسوسة في الوضوء حيث التشكيك في عدد مرات الغسل والمضمضة وما نحوها، مما يكدر الإنسان عند أداء الطاعات، وعن كثرة الوسوسة في الصلاة قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الوسوسة في الصلاة من الشيطان، والواجبُ عدمُ الالتفاتِ إليها وإكمالُ الوضوء والصلاة.
علاج الوسواس في الصلاة
ينبغي العلم بأن الشيطان خنزب مُهمته الأساسية زرع الوساوس لمنع المُسلم عن الصلاة، فإن لم يستطع ذلك وقام المُسلم ليُصلي يبدأ في محاولات لإلهاء المسلم عن صلاته، وبالتالي فقد يُخطئ المُسلم أو ينسى القيام بأحد أركان الصلاة بفعل هذه الوساوس، لذا فإن علاج الوسوسة في الصلاة والوضوء فيه أوّل ما يجب القيام به في هذه الحالة هو التعوُّذ من الشيطان، وأمور أخرى سوف تُساعد المُصلّي على أداء صلاته بشكل سليم، ودحض الأهداف التي يسعى الشيطان لتحقيقها، ويمكن علاج الوسوسة في الصلاة والوضوء من خلال هذه الأمور:
• النيّة الخالصة لله تعالى، بحيث ينوي المُصلي الصلاة لأداء فريضة تُقربه من الله عز وجل.
• الاستعاذة من الشيطان قبل الصلاة.
• التأمُّل قليلًا في عظمة الخالق.
• الثقة بالله والتوكل عليه قبل أداء الصلاة ، وبأن الله لن يخذل عبده ويجعله يستطيع تأدية صلاته على أكمل وجه.
• الصلاة في مكان هادئ بعيدًا عن أي مصدر للإزعاج.
• الدعاء والرجاء من الله أن يُبعد وساوس الشيطان وأن يُزيلها من قلب المُصلي، ويُمكن عمل هذا أثناء الصلاة في رُكن السجود، والدعاء بعد الصلاة أيضًا.
• الجهر في الصلوات المسموح بها الجهر، فعندما يسمع المُصلي صوته وهو يُردد آيات الله سوف ينشغل تفكيره فيما يقول وبهذا يُبعد وسوسة الشيطان عنه.
• في السيرة النبوية نجد حلولًا لمُعظم الوساوس التي نواجهها، فقد وردنا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنَّ عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.(رواه مُسلم).
• تجاهل الوسواس ، حيث إن اقتناع المُصلي بأنه لا يستطيع تأدية صلاته كما يجب؛ بسبب وساوس الشيطان هي من أهم الأسباب التي يجب مقاومتها، وهذا لن يتحقق إلا بقُوة الإرادة، فالله عز وجل كرّم المُسلم وأعطاه فُرصة للسعي نحو الخير في الدّنيا، وهو أقوى من أي شيطان قد يُحاول إبعاده عن عبادته.