قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل يجب بر الوالدين الظالمين؟.. 8 أسباب تجعلك تتجاهل قسوتهما عليك

هل يجب بر الوالدين
هل يجب بر الوالدين
×

لا شك أن أهمية الوقوف على حقيقة هل يجب بر الوالدين الظالمين ؟، هو أنه يتعلق بأحد الذنوب التي يعجل الله تعالى عقابها في الدنيا وهي عقوق الوالدين، فيما أن هناك آباء وأمهات قاسية تجعل برهما واجبًا ثقيلاً على أبنائهم ، ولعل هذا ما يطرح سؤال هل يجب بر الوالدين الظالمين ؟.

هل يجب بر الوالدين الظالمين

قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى أمرنا ببر الوالدين حتى لو كانوا كفارًا، مشيرًا إلى أن المسلم مكلف ببر الوالدين مهما كانت الظروف، حتى وإن كان الوالدان قاسيين في تربيته.

وأوضح " فخر" في إجابته عن سؤال : هل يجب بر الوالدين الظالمين ؟، أن بر الوالدين هو واجب شرعي ثابت، وأن الإسلام يدعو إلى الإحسان إلى الوالدين وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، فالمسلم يجب أن يتذكر دائماً أن أي قسوة من الوالدين كانت من أجل مصلحته وتوجيهه نحو الأفضل.

ونبه إلى أنه حتى وإن كان الوالدان قاسيين، يجب على الأبناء أن يحسنوا إليهما، لأن هذا هو ما أمرنا به ديننا الحنيف، فمن غير المقبول أن نرد الإساءة بالإساءة، لأن هذا يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الصبر والإحسان.

وأشار إلى أن البر بالوالدين ليس مرتبطاً بحسن معاملتهما، بل هو واجب على المسلم تجاه والديه، سواء كانا مؤمنين أم كافرين، يجب أن نتذكر دائماً أن البر هو عبادة وطاعة لله تعالى، وليست مجرد علاقة تعتمد على معاملة الوالدين.

وشدد على ضرورة تصحيح المفاهيم والتعامل مع الوالدين بحسن النية، وتجنب الاستسلام للشيطان الذي قد يحاول زرع الكراهية في قلوب الأبناء، وعلينا أن نكون دائماً مدركين لأهمية بر الوالدين، وألا ندع الماضي يؤثر على تعاملنا معهما.

بر الوالدين

ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله- جل وعلا-، وهذا يدل على أهمية بر الوالدين وفضله الكبير في الإسلام، فبر الوالدين أعظم عمل يدخل الجنة، فالحديث الشريف الذي يقول: "فَالزَمْهَا، فَثَمَّ الجَنَّةُ"، يشير إلى أن الجنة تكون تحت أقدام الأمهات، أي أن الإحسان إليهن وبرهن هو الطريق إلى الجنة.

والحديث عن الوالدين وبرِّهما، وطاعتِهما والإحسان إليهما، ينبع من الشعور ببذلِهما وعظيم فضلِهما، فهما أصلُ وجودِ الإنسان، وطريقُه إلى مرضاة الرحمن، وإنما تكرَّرَ الأمر بالإحسان في حقِّ الوالدين في قوله تعالى: (وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا)؛ إكرامًا لحقّهما وإجلالًا.

أبواب بر الوالدين

ورد أن تكليفَ الله -سبحانه- للابن بِبرِّ والدَيه؛ إنّما هو في حقيقة الأمرِ وصية للابن نفسه، يعود نفعُها عليه مرتين، بدايةً بالأجر والثواب في صغرِه، وبِبرِّ أولادِه له في كبَره، فينالُ الفضلَ والخيرَ من بابيه، حين يمتثل قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ).

ويشمل البرَّ أوجه الخيرِ كلَّها، ومردّ ذلك إلى جانبين؛ قلبيٌّ وجدانيٌّ، ويكون بودِّهما ومحبتِهما والاعتراف بفضلِهما، فالأبوان يريان في ولدِهما امتدادًا لأعمارهما. إضافةً إلى جانب آخر سلوكيّ من خلال إدخالَ السرور عليهما؛ وذلك بالملاطفة ولين الكلام وخفض الجناح، وتجنب علوّ الصوت والصياح، وطاعة أمرهما وطلب رضاهما، والدعاء والاستغفار لهما في حياتهما وبعد وفاتهما.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: (رضى الربِّ ‌في ‌رضى ‌الوالد، وسخط الربِّ في سخط الوالد)، فكيف لا يحرِص المسلم على أبواب البرِّ مع والديه؟ الوالدان سبب في التنشئة والنعمة التي يرزقها الله للطفل أيام ضعفه حتى يكبر ويشتد عوده، فهل يعقل أن يُراقب الإنسانُ تصرفاتِه ويضبطها مع الغرباء، ثم يَنفلت طيشُه مع أقربِ الناس إليه؟ فيُقابل بالإساءة فضلهم عليه، ويتجاهلُ صريحَ الآيات المفصِّلة لما في ذمّة الولد تجاه والديه من الواجبات، والتي جمعتها سورة الإسراء في خمسة أوامر جعلها الخالق قرينة للعبودية له.

كما لا ينقطع بر الوالدين، ولا ينغلق باب الرحمة المفتوح بسببهما حتى بعد موتهما، وفي هذا تعظيم من الخالق -سبحانه- لأمتن علاقات الرحم، وضمانًا لاستمرارها واتصالها، وهذا إن دلّ على شيءٍ، فهو يدل على عِظم حق الوالدين ومكانتهما، فمن الناس من يُقصّر في حقّ والديه في حياتهما، فإذا تُوفّيا عضّ أصابعه ندمًا على ما فرّط، وتمنّى أن ترجع لهما الحياة حتى يعطيهما حقّهما وزيادة.

حديث عن بر الوالدين

روي عن معاوية بن جاهمة السلمي في صحيح النسائي ، الصفحة أو الرقم : 3104 ، أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: نعَم ، قالَ : فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها.

وورد أن بِرُّ الوالِدَينِ وطاعتُهما- وخُصوصًا الأُمَّ- من أَجلِّ الطاعاتِ بعدَ الإيمانِ باللهِ تعالى، وقد حَثَّ الإسلامُ على طاعةِ الوالدَيْنِ والإحسانِ إليهما، وخُصَّتِ الأمُّ بمَزيدٍ مِن البِرِّ والعنايةِ؛ لِمَا تحمَّلَتْه مِن مشَاقَّ وآلامٍ.

وجاء في هذا الحديثِ يُخبرُ مُعاويةُ بنُ جاهِمَةَ: "أنَّ جَاهِمَةَ السُّلَمِيَّ جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" يسأَلُه، فقال: "يا رسولَ اللهِ، "أرَدْتُ أن أغزُوَ"، أي: رغِبْتُ في الخروجِ إلى الجهادِ في سبيلِ اللهِ، "وقد جِئْتُ أستشيرُكَ"؟ أي: أتَيْتُ لآخُذَ الرَّأيَ والفُتْيَا، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هل لكَ مِن أمٍّ؟"، أي: هل لك أمٌّ باقيَةٌ وحيَّةٌ؟ قال جاهِمَةُ: "نَعَم"، أي: إنَّ أمِّي موجودةٌ لم تمُتْ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فالزَمْها"، أي: كُنْ ملازِمًا لها بخِدمتِها وحُسنِ مُعاملتِها وبِرِّها.

و بيَّنَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فَضْلَ بِرِّ الأمِّ، والإحسانِ إليها، فقال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجْلَيْها"، أي: إنَّ جزاءَ بِرِّك بها وإحسانِكَ إليها أن يكونَ سببًا في دخولِكَ الجنَّةَ، وقيل: إنَّ دخولَ الجنَّةِ مُتوقِّفٌ على رِضَا الأمِّ. وفي الحديثِ: أنَّ رِضَا الوالدَيْنِ سبيلٌ إلى رِضَا اللهِ .