قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل الجنة تحت أقدام كل الأمهات؟.. مدى صحة الحديث ومن هي الأم المقصودة

الجنة تحت أقدام الأمهات
الجنة تحت أقدام الأمهات
×

لعل الاستفهام عن هل الجنة تحت أقدام كل الأمهات ؟ وهل الحديث صحيح أم ضعيف؟ يثير شيئًا من البلبلة حيث يظن البعض أن هناك مواصفات وشروط للأم المقصودة بالحديث ، فيما يشكك البعض بصحة هذا الحديث ، وهذا ما يطرح السؤال عن هل الجنة تحت أقدام كل الأمهات ؟، بل ويجعل الوقوف عليه ضرورة.

هل الجنة تحت أقدام كل الأمهات

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله- جل وعلا-، منوهًا بأن هذا يدل على عظمة هذا العمل وفضله الكبير.

وأكد “ عبد المعز ” خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الإثنين، على أهمية بر الوالدين وفضله الكبير في الإسلام، فبر الوالدين أعظم عمل يدخل الجنة، مشيرًا إلى أن الحديث الشريف الذي يقول: "فَالزَمْهَا، فَثَمَّ الجَنَّةُ"، يشير إلى أن الجنة تكون تحت أقدام الأمهات، أي أن الإحسان إليهن وبرهن هو الطريق إلى الجنة.

وأوضح في إجابته عن سؤال: (هل الجنة تحت أقدام كل الأمهات؟)، أن كلمة "ثَمَّ" في الحديث تعني "هناك" وتوضح أن الجنة متواجدة عند الأم، مما يعزز من مكانة الأم وأهمية برها في الإسلام، مضيفا: "الأم، سواء كانت صالحة أو غير صالحة، ستُحاسب أمام الله حسب علاقتك بها، وسيسأل الله كل إنسان عن تقصيره في بر الوالدين.

وأوصى بضرورة الاستعداد للإجابة عن أسئلة الله- عز وجل- يوم القيامة بشأن العبادة وبر الوالدين، لافتًا إلى أن الحرارة في الدنيا لا تقارن بحرارة النار في الآخرة، ولذلك فإن ما نواجه من صعوبات في الحياة لا يمكن أن يكون مبرراً لتقصيرنا في بر والدينا.

صحة حديث الجنة تحت أقدام الأمهات

وروى معاوية بن جاهمة السلمي ، وحدثه الألباني في صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2259 : (يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم قالَ ارجَع فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ قالَ وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قلتُ نعَم يا رسولَ اللَّهِ قالَ فارجِع إليْها فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ).

وقد جعَلَ اللهُ سُبحانَه للأُمِّ نَصيبًا في بِرِّها يُقَدَّمُ على الجِهادِ في سبيلِ اللهِ، مع ما للجِهادِ في سبيلِ اللهِ بكلِّ أنواعِه مِن فَضلٍ عظيمٍ، وثوابٍ كبيرٍ، وهذا مِن عظيمِ حقِّ الأمِّ!، وفي هذا الحديثِ يقولُ مُعاويةُ بنُ جاهِمةَ السُّلميِّ رضِيَ اللهُ عنه: "أتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معك أبْتَغي"، أي: أطلُبُ وأرجو، "بذلك وَجْهَ اللهِ والدَّارَ الآخرةَ.

فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ويْحَك!" وهي كلمةُ ترحُّمٍ وتوجُّعٍ تُقال لِمَن وقَعَ في هَلكةٍ لا يستحِقُّها، "أحيَّةٌ أُمُّك؟"، أي: باقيةٌ على قَيدِ الحياةِ، فقال مُعاويةُ رضِيَ اللهُ عنه: "نعم"، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ارجِعْ فبِرَّها"، أي: اعمَلْ فيها بأعمالِ البِرِّ والمَعروفِ.

قال مُعاويةُ: "ثمَّ أتيتُه من الجانِبِ الآخَرِ"، أي: ليُؤكِّدَ عليه رغبتَه في الخُروجِ إلى الجهادِ، ويُظْهِرَ ما عنده من حِرْصٍ، قال مُعاويةُ: "فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معك أبْتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ والدَّارَ الآخرةَ، قال: ويْحَك! أحيَّةٌ أُمُّك؟ قلْتُ: نعم، يا رسولَ اللهِ، قال: فارجِعْ إليها فبِرَّها. ثمَّ أتيتُه مِن أمامه، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجهادَ معك أبْتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ والدَّارَ الآخرةَ، قال: ويْحَك! أحيَّةٌ أُمُّك؟ قلتُ: نعم، يا رسولَ اللهِ.

قال: ويْحَك، الْزَمْ رِجْلَها فثَمَّ الجنَّةُ"، أي: الجَنَّةُ هناك عِندَ رجلِها، والمرادُ: أنَّ نَصيبَك من الجنَّةِ لا يصِلَ إليك إلَّا برِضاها؛ بحيثُ صارتِ الجنَّةُ كشَيءٍ مَملوكٍ لها، وهي قاعدةٌ عليه، تتصرَّفُ فيه كيف تشاء؛ فإنَّ الشَّيءَ إذا صار تحت رِجْلِ أحدٍ، فقد تمكَّنَ منه واستولى عليه، بحيث لا يصِلُ شَيءٌ منه إلى غيرِه إلَّا برِضاه.

ولعلَّ رَدَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له؛ لأنَّه علِمَ بحاجةِ أُمِّه إليه، ثمَّ بيَّنَ أنَّ بِرَّها له فَضلٌ يُوصِلُ إلى الجنَّةِ مثلُ الجِهادِ في سبيلِ اللهِ، والمُرادُ مِن هذا تَكثيرُ أبوابِ الخيرِ وتَعدُّدُها، وليس حصرَها أو تَضييقَها، وأيضًا فإنَّ بِرَّ الوالدينِ فَرضُ عَينٍ على كلِّ أحدٍ، أمَّا الجِهادُ فهو فرْضُ كِفايةٍ إذا قامَ به البَعضُ سَقطَ عَنِ الكلِّ، ولعلَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَلِمَ وُجودَ الكِفايةِ فيمَن خَرجَ غَير هذا الشَّابِ؛ فوجَّهَه إلى بِرِّ أمِّه.

حديث بر الوالدين

روي عن معاوية بن جاهمة السلمي في صحيح النسائي ، الصفحة أو الرقم : 3104 ، أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: نعَم ، قالَ : فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها.

وورد أن بِرُّ الوالِدَينِ وطاعتُهما- وخُصوصًا الأُمَّ- من أَجلِّ الطاعاتِ بعدَ الإيمانِ باللهِ تعالى، وقد حَثَّ الإسلامُ على طاعةِ الوالدَيْنِ والإحسانِ إليهما، وخُصَّتِ الأمُّ بمَزيدٍ مِن البِرِّ والعنايةِ؛ لِمَا تحمَّلَتْه مِن مشَاقَّ وآلامٍ.

وجاء في هذا الحديثِ يُخبرُ مُعاويةُ بنُ جاهِمَةَ: "أنَّ جَاهِمَةَ السُّلَمِيَّ جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" يسأَلُه، فقال: "يا رسولَ اللهِ، "أرَدْتُ أن أغزُوَ"، أي: رغِبْتُ في الخروجِ إلى الجهادِ في سبيلِ اللهِ، "وقد جِئْتُ أستشيرُكَ"؟ أي: أتَيْتُ لآخُذَ الرَّأيَ والفُتْيَا، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هل لكَ مِن أمٍّ؟"، أي: هل لك أمٌّ باقيَةٌ وحيَّةٌ؟ قال جاهِمَةُ: "نَعَم"، أي: إنَّ أمِّي موجودةٌ لم تمُتْ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فالزَمْها"، أي: كُنْ ملازِمًا لها بخِدمتِها وحُسنِ مُعاملتِها وبِرِّها.

و بيَّنَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فَضْلَ بِرِّ الأمِّ، والإحسانِ إليها، فقال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجْلَيْها"، أي: إنَّ جزاءَ بِرِّك بها وإحسانِكَ إليها أن يكونَ سببًا في دخولِكَ الجنَّةَ، وقيل: إنَّ دخولَ الجنَّةِ مُتوقِّفٌ على رِضَا الأمِّ. وفي الحديثِ: أنَّ رِضَا الوالدَيْنِ سبيلٌ إلى رِضَا اللهِ .