يعد السؤال عن كيف تصون المرأة نفسها وعرضها من الوقوع في الحرام ؟ من المسائل المهمة لارتباطها بالعرض والذي يأتي حفظه من المقاصد الضرورية للتشريع الإسلامي ، وهذا ما يبين أهمية معرفة كيف تصون المرأة نفسها وعرضها من الوقوع في الحرام سواء كانت متزوجة أو لا؟.
كيف تصون المرأة نفسها؟
قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإسلام يولي أهمية كبيرة لحفظ الأعراض وصيانتها، ويعتبر هذا من مقاصده الكلية الأساسية، حيث يحفظ المصالح ويقي من المفاسد.
وأوضحت “ السعيد” في إجابتها عن سؤال: ( كيف تصون المرأة نفسها وعرضها من الوقوع في الحرام؟)، أن من بين المقاصد الضرورية للتشريع الإسلامي، نجد حفظ النفس، الدين، العرض، المال، والنسل. هذا يعكس أهمية حفظ العرض في التشريع الإسلامي، حيث يعتبر مقصداً أساسياً بذاته.
ونبهت إلى أن حفظ العرض يتطلب من الإنسان الالتزام بعدد من التعليمات الشرعية والأخلاقية، بالنسبة للفرد نفسه، يجب الالتزام بالزواج كوسيلة للعفة، وغض البصر، وحفظ الفروج، والتمسك بخلق الحياء، والابتعاد عن مواطن الشبهات.
حفظ أعراض الآخرين
وتابعت: أما في ما يتعلق بالإنسان تجاه الآخرين، فهو مأمور أيضاً بحفظ عرض الآخرين. وهذا يتضمن الامتناع عن الكلام في أعراضهم وعدم الاستماع إلى ما يُقال عنهم في غيابهم، إذا لم يلتزم الإنسان بهذه الأمور، فقد يعرض نفسه للعقوبة.
وبينت أنه إذا تحدث الإنسان في عرض الآخرين بالباطل، فقد قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءِ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ ٱلْفَاسِقُونَ" الآية 4 من سورة النور.
وأشارت إلى أن القذف يمكن أن يكون صريحاً أو ضمنياً. القذف الصريح، الذي يتضمن وصفاً مباشراً بالافعال المشينة، يُعاقب عليه بالجلد ثمانين جلدة وعدم قبول الشهادة، منوهة بأن القذف الضمني، الذي يكون بالتلميح أو الإشارة إلى الفاحشة، فيجب التحقيق في الأمر.
وأضافت: إذا ثبت أن القصد هو الطعن في العرض، فتطبق عليه نفس العقوبات، مشيرة إلى أن القذف بكلا نوعيه، سواء كان صريحاً أو ضمنياً، يعد خوضاً في عرض الأفراد، ويجب تجنبه والابتعاد عنه تماماً وفقاً لتعاليم الإسلام.
كيف تحفظ المرأة عرضها ونفسها في غياب زوجها
ورد أن حفظ المرأة لنفسها في غياب زوجها يكون باعتصامها بالله واستعانتها به، مع التزامها أحكام الشرع ووقوفها عند حدوده وبعدها عن مواطن الريبة ومواضع الفتن، فلا تدخل عليها رجلاً أجنبياً ولا تخالط الرجال الأجانب بغير حاجة، وإذا احتاجت لمخالطتهم تحرص على لبس الحجاب الشرعي وتقتصر في الحديث على قدر الحاجة مع الحرص على غض البصر، والبعد عن كلّ ما يثير الفتنة، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة.
وورد أنه لا نعلم دعاء بخصوص ذلك لكن الدعاء عموماً ينفع بإذن الله في كل مطلوب مشروع، ومن أعظم الأسباب التي يحفظ الله بها زوجة الرجل في غيابه أن يقوم بواجب القوامة التي جعلها الله له ويسدّ عليها أبواب الفتن دون إفراط أو تفريط مع محافظته على حدود الله، ففي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ.
وقال الملا علي القاري: احفظ الله أي أمره ونهيه يحفظك أي يحفظك في الدنيا من الآفات والمكروهات وفي العقبى من أنواع العقاب والدركات جزاء وفاقا، فإن من كان لله كان الله له. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، وننبّه إلى أنّه ينبغي للزوج أن لا يطيل الغياب عن زوجته دون عذر، فقال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على أن طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.