لعل ما يطرح السؤال عن هل ضيق الرزق عقاب من الله أم ابتلاء؟ هو أنها مسألة تهم الجميع لارتباطها بالرزق، وهو أهم الحاجات الدنيوية التي لا ينفك الإنسان عن طلبها والسعي لنيلها طوال حياته، إلا أن ما يطرح أهمية مسألة هل ضيق الرزق عقاب من الله أم ابتلاء؟ هو الذنوب التي عادة ما تكون سبب المصائب والكرب، والتي يقع فيها العبد بمنتهى السهولة، لذا ينبغي الوقوف على حقيقة هل ضيق الرزق عقاب من الله أم ابتلاء؟
هل ضيق الرزق عقاب من الله أم ابتلاء؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى هو قابض وباسط في نفس الوقت، يبسط الرزق لعباده؛ لكنه يقبض الرزق عن عباده أيضًا، ويقدر له، وتجد الإنسان رزقه ضيق، وهناك إنسان رزقه واسع.
وأوضح "جمعة"، في إجابته عن سؤال: “هل ضيق الرزق عقاب من الله أم ابتلاء؟”، أنه تعالى يقبض النفوس، فترى إنسانًا في حالة قبض، يعني اكتئاب، وإنسان آخر في حالة بسط، يعني سرور، وفرح، وانشراح، ويتقلب على الإنسان هذا وذاك.
وتابع: “إذن، فالقبض: مِمَّا تجلى الله به على كونه ؛ والبسط: مِمَّا تجلى الله به على كونه. والله تعالى تجلى على هذا الكون بصفاته الْعُلَى، فنرى الرحمة مثلًا: في الحيوان، نرى الرحمة في النبات، نرى الرحمة في الإنسان، لو لاحظت أي حيوان مع ابنه، كيف أنه يرحمه، ويعطف عليه”.
وأضاف: “إننا نرى أيضًا: القبض والبسط في هذا الكون، (القابض): اسم فاعل، يدل على كمال القدرة، ويدل على أنه يجب عليك أن تلتجئ إلى الله، فإذا وجدت كآبة في نفسك وضيقًا، أو كآبة في نفسك، وضيقًا في رزقك، فإنك تتوجه مباشرة إلى مَنْ بيده الْمُلْك، إلى مَنْ تسبب في ذلك وخلقه في نفسك أو في كونك ؛ إلى الرازق الذي ينبغي أن تتعلق به؛ لأنه هو القابض الباسط. ولذلك يجب أن تلتجئ إليه”.
واستطرد: “فما الفائدة أن يعلمنا الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته، وأن يظهرها لنا؟ هى أن نتعلق به وحده لا شريك له ولا نتعلق بسواه؛ فإن سبب هذا القبض هو الله، وقد يأتي القبض عن معصية فيضيق الإنسان؛ لأن الله نهانا عن المعاصي، من أجل أن لا تضيق أنفسنا”.
وأشار إلى أنه “يأتي القبض وكأنه ينبهك إلى أن ترجع إلى الالتزام، فكأن القبض محنة لكن فيها منحة، فيها تنبيه، فيها إعادة بك إلى حظيرة القدس، عود بك إلى الالتجاء بالله رب العالمين، فكثير من الناس يستمر عنده القبض حتى يتحول إلى مرض يحتاج إلى علاج؛ لأن هذا القبض يؤثر في مخ الإنسان”.
وبين أنه "لذلك عندما تنقبض "اذكر الله" فورا ولا تنتظر حتى لا يتحول إلى مرض، وصَلِّ على سيدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ادْعُ الله: يا لطيف، يا لطيف. أو: يا واسع، أو: ادْعُ باسمه المزدوج: "يا قابض، يا باسط برحمتك أستغيث" تجد قلبك انشرح ، وحدث لك من الأنوار، وكشف الأسرار، ما الله به عليم".
واستند لقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} فتجلى الله علينا وعلمنا أسماءه؛ حتى نعود إليه سبحانه، وحتى نلتجئ إليه وحده، وحتى نسارع إلى ذكره، حتى تطمئن قلوبنا.
أذكار تجلب الرزق
• اللّهم صُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا.
• اللّهم ربّ السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته اللّهم أنت الأوّل فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين واغننا من الفقر.
• اللّهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيّبًا من غير كدّ، واستجب دعائي من غير ردّ، وأعوذ بكَ من الفضيحتين الفقر والدّين، اللّهم يا رزاق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللّهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان رزقي في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقرّبه وإن كان قريبًا فيسره وإن كان كثيرًا فبارك فيه يا أرحم الراحمين، اللهم صلي على محمد وآل محمد، واكفني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك يا إله العالمين، وصلّى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
• اللّهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
• اللهم سخر لي رزقي، واعصمني من الحرص والتعب في طلبه، ومن شغل الهم ومن الذل للخلق، اللهم يسر لي رزقًا حلالًا وعجّل لي به يا نعم المجيب.
• اللّهم إنّي أحمدك حمدًا كثيرًا وأشكرك شكرًا كثيرا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللّهم يا باسط اليدين بالعطايا، سبحان مَن قسم الأرزاق ولم ينس أحدًا، اجعل يدي عُليا بالإعطاء ولا تجعل يدي سفلى بالاستعطاء إنّك على كل شيء قدير. الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل والحبل منّا.
• اللّهم ارزقني رزقًا لا تجعل لأحدٍ فيه منَه ولا في الآخرة عليه تبعةٌ برحمتك يا أرحم الراحمين. الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كلّ شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لعزّته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لمُلكه.