يعد قناع توت عنخ آمون أحد أكثر الآثار شهرة في مصر القديمة، إلى جانب الأهرامات.
كان الملك الصبي، الذي اعتلى العرش في سن التاسعة ولم يحكم سوى عشر سنوات قبل وفاته المفاجئة، أحد آخر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وهي فترة شهدت تحولاً كبيراً للإمبراطورية القديمة.
ظل سبب وفاته غامضًا، حيث تكهن الخبراء بأن العدوى انتشرت في جسده بعد كسر ساقه، وعلى الرغم من الإشادة به باعتباره أحد العظماء في مصر القديمة، فإن دفن توت عنخ آمون يشير إلى أنه لم يكن يحظى بالاحترام، وفقًا لعلماء المصريات الذين اكتشفوا دليلًا "مغفولًا عنه" على قناع وفاته.
تم اكتشاف هذا القناع، الموجود حاليًا في المتحف المصري بالقاهرة، من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
مؤخرًا، قامت الأستاذة جوان فليتشر، عالمة المصريات والأستاذة الزائرة الفخرية في قسم الآثار بجامعة يورك، بفحص سجلات الدفن التي تركها السيد كارتر في معهد جريفيث بجامعة أكسفورد.
وقد لفتت انتباهها وثيقة واحدة، تم فحصها مؤخرًا و"ركزت على سمة واحدة تم تجاهلها لفترة طويلة، وهي الأذنان المثقوبتان بشكل واضح على قناع الموت".
في كشف مثير خلال الفيلم الوثائقي "وادي الملوك: العصر الذهبي المصري" الذي أنتجته مؤسسة هيستوري هيت، شارك أحد الخبراء معلومة رائعة: "لقد قيل إن هذا القناع صُنع في الأصل لشخص آخر".
وفي معرض تناوله لطقوس دفن توت عنخ آمون، أوضح الفيلم الوثائقي: "تشير الأبحاث إلى أن توت عنخ آمون لم يرتد أقراطًا بعد طفولته، لذا، بحلول سن العشرين، عندما توفي، لم يتم تصويره بأذنين مثقوبتين".
افترض البروفيسور فليتشر أن قناع الموت الشهير ربما كان مخصصًا لفرعون مختلف تمامًا، وربما ليس حتى قريبًا من توت عنخ آمون.
وأوضحت: "لم يُصنع هذا القناع لفرعون ذكر بالغ عند مقارنة الذهب، وجدوا أن الوجه مصنوع من ذهب مختلف تمامًا عن الباقي.
واستطردت: "تُظهر أدلة اللحام بوضوح على القناع. ويبدو الآن وكأن وجه توت عنخ آمون نفسه قد تم تطعيمه فعليًا على قناع الحاكم السابق. ربما كان لديهم آذان مثقوبة، أو ربما كانت امرأة، أو ربما كانت نفرتيتي".
تظل الملكة نفرتيتي الغامضة واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للاهتمام في مصر القديمة، والمعروف أنها كانت تتمتع بنفوذ كبير خلال الأسرة الثامنة عشرة.
تزوجت نفرتيتي من أخناتون والد توت عنخ آمون، ولم تكن تربطها صلة قرابة بالفرعون الشاب، وعلى الرغم من اكتشاف تمثالها النصفي فيتل العمارنة عام 1912، لا تزال الأسرار تحيط بها، حيث لم يتم الكشف بعد عن مقبرتها وآثارها الشخصية الأخرى.
تنتشر الشائعات بين عشاق علم المصريات حول مكان الراحة الأخير للملكة نفرتيتي، حيث يقترح البعض أنها مختبئة في غرفة سرية داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، كما يناقش العلماء ما إذا كان موقع الدفن الذي نعرفه اليوم مخصصًا بالفعل للفرعون الشاب.
يعتقد بعض الخبراء أنه بعد وفاته المبكرة، تم دفن توت عنخ آمون على وجه السرعة في قبر أكثر تواضعا، في حين ادعى خليفته، آي، أن قبره هو الأكثر فخامة.