أثار داء الفيالقة أو الفيلقية، حالة من الذعر خلال الآونة الأخيرة، وذلك بعدما أُصيب خمسة أشخاص بهذا المرض في ولاية نيوهامشير الأميركية، مما أعاد تسليط الضوء على أعراضه وكيفية انتشاره.. فما القصة؟
جدير بالذكر أن هذا الداء تسبب في وفاة 23 مصابا بـ "الفيالقة" في بولندا سبتمبر الماضي، حيث تم الإبلاغ عن إجمالي 166 حالة إصابة بالمرض العام الماضي.
ما هو مرض الفيالقة؟
مرض الفيالقة، المعروف أيضًا بإسم "داء الفيلقية"، يعد أحد أشد أشكال التهاب الرئة. يتسبب فيه استنشاق بكتيريا "الليجيونيلا" التي تؤثر بشكل رئيسي على كبار السن والمدخنين والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وقد يمرض الناس عندما يستنشقون قطرات صغيرة من الماء أو يستهلكون المياه الملوثة بهذه البكتيريا، وتؤدي العدوى من البكتيريا الفيلقية إلى الإصابة بالتهاب الرئة، ويمكن أن تتراوح أعراضه من الرشح الخفيف إلى مشاكل الجهاز التنفسي التي قد تهدد الحياة.
كيفية انتشار مرض الفيالقة
يتسبب مرض الفيالقة في أغلب الحالات عن طريق التعرض لقطرات ماء ملوثة، مثل تلك التي موجودة في مكيفات الهواء الملوثة، أحواض المياه الساخنة، ونوافير المياه.
يعود اكتشاف بكتيريا "الليجيونيلا" إلى عام 1976، عندما أصيب مجموعة من الحاضرين في مؤتمر في فيلادلفيا، حيث تم التعرف على مصدر العدوى في مياه برج تكييف الهواء.
أعراض مرض الفيالقة
تظهر أعراض الإصابة بمرض الفيالقة بعد يومين إلى عشرة أيام من التعرض للبكتيريا، وغالبًا ما تتشابه مع أعراض الإنفلونزا. تشمل الأعراض الشائعة: صداع، آلام عضلية، حمى، سعال، ضيق نفس، وألم في الصدر.
تبدأ أعراض داء "الفيالقة"، من يومين إلى 10 أيام من التعرض للبكتيريا، وتكون الأعراض في البداية خفيفة، لكنها تزداد حدتها بمرور الوقت، وفي بداية ظهور الأعراض يكون الصداع وآلام العضلات، وارتفاع درجة حرارة الجسم لدرجة الحمى.
ومع اليوم الثاني والثالث، تكون الأعراض الجديدة السعال، غالباً ما يكون مصحوباً بمخاط ودم، وضيق في التنفس، وآلام في الصدر، ومشاكل في المعدة، مثل الغثيان والقيئ والإسهال، كما تؤدى بكتيريا الفيالقة إلى حدوث تغييرات في سلوك الشخص، مثل الارتباك، والرعب غير المبرر، وفي كل الأحوال، يتوجب على المصاب التوجه إلى المستشفى، في حالة الإصابة بهذا الداء، حيث يحتاج إلى الرعاية والتعامل الطبي السليم مع الحالة.
وإذا لم يُعالج المرض بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي الإصابة إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل الجهاز التنفسي أو فشل كلوي حاد.
العلاج والوقاية من الفيالقة
لا توجد لقاحات متاحة للوقاية من بكتيريا الفيلقية، لكن هناك علاجات مضادة يمكن أن تساعد المصابين.
وعندما تبدأ علامات التعافي بالظهور، قد يصف الطبيب حبوب مضادات حيوية، علما بأن العلاج بالمضادات الحيوية يستمر عادة لفترة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ومعظم الحالات تتعافى بالكامل، لكن العودة إلى سابق الحالة الصحية قد تستغرق بضعة أسابيع.
يُوصى بأن تكون هناك خطط لضمان سلامة شبكات المياه، بما في ذلك تنظيف وتطهير دوري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مواد الكلور في أحواض "الجاكوزي" وصيانة محطات التكييف، خاصة في أماكن الرعاية الصحية.