EN
يواجه وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو العديد من الملفات المهمة التي تحتاج إلى اهتمام وعمل مكثف، من أهم هذه الملفات ملفات النشر والكتب.
وقد أكد وزير الثقافة أن الفترة المقبلة ستشهد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع مختلف أطياف العمل الثقافي والإبداعي والفني، سيلتقي الوزير مع الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين والعاملين في الحقل الثقافي على جميع المستويات.
هذه اللقاءات تأتي في إطار جهود الوزير لمعالجة الملفات المختلفة التي يواجهها، وخاصة ملفات النشر والكتب.
وتهدف هذه اللقاءات إلى التشاور والتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن الثقافي لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه هذا القطاع.
الثقافة المصرية منارة العالم العربي
يقول الناشر محمد صلاح مدير النشر بدار عابر للنشر والتوزيع أعلن الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري , فور توليه الحقبة الثقافية لمصر , انه سوف يقوم بعمل عدة لقاءات مفتوحة و الهدف من هذه اللقاءات هو تحديد الهوية الثقافية , فقد بدأ الوزير بداية موفقة جدا ً لتحديد الهوية الثقافية المصرية التي عانت الكثير و الكثير في الفترة الماضية من أضمحلال كبير , وبالتأكيد فور الاستقرار علي الهوية الثقافية المصرية مع جميع أطياف الثقافة المصرية , سوف يكون هناك خطة لتنفيذ او الحفاظ علي هذه الهوية , و هو الشيء الذي نفتقده من أمد " التخطيط الفعال " .
حيث كانت الثقافة المصرية هو منارة العالم العربي و الإسلام لعقود , علي سبيل المثال كان ومازال الأزهر الشريف هو منارة الإسلام و المسلمين في العالم العربي و الإسلام , لو ذهبت لأي دولة عربية لن تعاني كي يفهم لهجتك المصرية أي فرد في أي دول , بالعكس يفهمون جيدا اللهجة المصرية , و ذلك من تأثير الأفلام و المسلسلات المصرية من خمسينيات القرن الماضي , فكانت السينما هي سلاح مصر الهادئ لانتشار الهوية الثقافية المصرية.
عبد الباسط محمد عبد الصمد , محمود خليل الحصري , الشيخ رفعت و الشيخ عبد الباسط هاشم , أسماء كبيرة في عالم قراءة القرآن الكريم , يعرفها القاصي و الداني من المحيط للخليج , لكن هل تعلم صديقي القارئ ان للمقرئ المصري طابعا خاصا مميزا للغاية حيث انه المقرئ الوحيد الذي يتمتع بفطرة استخدام طبقات الصوت و المقامات في التلاوة و الترتيل , مثلاً اذا كانت الاية الكريم تتحدث عن الجنة و النعيم تجد القارئ يقرأ بصوت حنون هادئ يشعرك بالدفئ , اما لو كانت الايات تتحدث عن النار و الجحيم , تجد طبقات الصوت ترتفع و كأن صوت القارئ يحذرك وينبهك للعذاب وويلات الجحيم, ولن تجد في العالم الإسلامي قارئا للقرآن الكريم يرتل التلاوة مثل القارئ المصري , و اصبح هو ايكونة القراءة و نموذج لا ترى مثله في العالم اجمع, و هو احد ابعاد الهوية الثقافية المصرية وتأثيرها علي المجتمعات العربية الإسلامية .
استطرد محمد هنالك أبعاد أخري للهوية الثقافية مثل الكتاب , فكان الكتاب يكتب في مصر و يطبع في لبنان و يقرأ في العراق , و كان مثلث الثقافة العربي الكبير , العراق ليست في افضل حال كما كانت , و لبنان كان الله عون لبنان و أهلها , اما مصر بفضل من الله و نعمة لازالت صامدة ولكن , كان هنالك مشروع قومي توقف بعد ثورة يناير , و هو مشروع مكتبة الأسرة كان يمد القارئ المصري بأمهات الكتب في شتى المجالات الثقافية بأسعار رمزية، كيف يمكن ان نستعيد هذا المشروع مرة أخري بدون أن تتحمل الدولة نفقات انتاج هذه النوعية من الكتب.؟
قد يكون هنالك حل و بسيط لكن يحتاج بعض الجهد من السادة المسئولين , لنفكر سوياً للحظة ان عرضت علي إحدى شركات الاتصالات ان ترى طباعة كتاب وصف مصر علي سبيل المثال في مقابل ان يكون شعار هذه الشركة موجود علي غلاف الكتاب ويطبع من الكتاب 100 الف نسخة . هل لن تجد قبول من شركات الاتصالات التي تصرف مئات الملايين علي التسويق والاعلان ؟
سوف يظل اسم الشركة مدى الدهر علي الكتاب و هو اعلان مستمر و بكلفة اعتقدها بسيطة جداً بالنسبة لانواع أخرى من التسويق، و غيرها من الشركات في مختلف مجالات الحياة , اعتقد ان بالإمكان ان نعيد هذا المشروع للحياة بقيمته الكبيرة و تأثيره الإيجابي علي المجتمع المصري بل و العربي .
و في اعتقدي ان انعقاد جلسة بين وزير الثقافة و الناشرين المصريين لتفقد ابعاد الحياة الثقافية الأدبية في مصر و المشاكل التي تواجه الناشر المصري و التحديات الجديدة سوف يكون أمرا في غاية الأهمية و لابد أن يسترعي اهتمام الوزير في الفترة المقبلة و نحن مقبلون علي معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2025 حيث بدأ الاستعداد له من الآن .
