قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

طرد السلطان عبد الحميد خارج البلاد.. كيف قضى أتاتورك على الحكم العثماني

×

يصادف في مثل ذلك اليوم قيام المؤتمر الوطني في تركيا وقرر تعيين مصطفى كمال ( أتاتورك) رئيسًا للحكومة التركية وكانت أخر خطوة نحو القضاء على الخلافة الإسلامية.

كان مصطفى كمال أتاتورك، المؤسس البارز لتركيا الحديثة، وقد نشأت الجمهورية على أطلال الدولة العثمانية المتهاوية، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى والانتصار في الحرب التركية اليونانية عام 1922، حيث تم هزيمة جيش اليونان وانسحاب القوات الحليفة من التركية.

بعد هذه الانتصارات، تحولت مدينة أنقرة إلى العاصمة الجديدة للبلاد، حيث وضع أتاتورك الأسس لجمهورية تركيا الحديثة، وألغى بشكل رسمي النظام العثماني القديم، مما شكل بداية فترة جديدة من التحولات والتطورات الملموسة في تاريخ البلاد.

نهاية الخلافة الإسلامية

في عام 1897، اندلعت حرب بين الدولة العثمانية واليونان، ورغم رغبة أتاتورك في التطوع للمشاركة فيها، إلا أن مصطفى كمال لم يتمكن من ذلك بسبب صغر سنه حينها، إذ كان في سن المراهقة ولم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

بعد أن انهى دراسته الثانوية بتفوق، وتصدر قائمة الطلاب بالمركز الثاني، انضم مصطفى كمال في 13 مارس 1899 إلى المدرسة الحربية، حيث تخرج في 11 يناير 1905 برتبة رئيس أركان حرب، وواصل تعليمه في مدرسة أركان الحرب.

تم انتخاب مصطفى كمال كرئيس أول للجمهورية التركية بعد أعلان النظام الجمهوري، بتصويت 158 نائبا منتخبا بمنصب نائب مدينتي بالا وأنقرة. قاد أتاتورك تحولات جذرية لرفع مستوى تركيا إلى مستوى الحضارة الحديثة.

وفقا للدستور الذي صدر عام 1924، شغل مصطفى كمال منصب رئيس الجمهورية لثلاث فترات أخرى في عام 1927 و 1931 و 1935، بعد أن تم اختياره من قبل المجلس الشعبي التركي كرئيس للبلاد في 29 أكتوبر 1923.

قبل أن يصبح رئيسا لتركيا، شهد مصطفى كمال العديد من الأحداث التي جعلته يظهر في المشهد السياسي. بعد شهور قليلة من نهاية الحرب، تسلم محمد السادس الحكم، وبعد شهر من توقيع هدنة مودروس، دخلت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبعد ذلك الولايات المتحدة بحرية إلى قسطنطينية وجعلت منها قاعدة لعملياتها في المنطقة، وسيطر الحلفاء على موانئ البحر الأسود وقسموا الأراضي التركية، حيث احتلت فرنسا مرسين وأضنة، واحتلت إيطاليا أنطاكية وكوشا داغ وقونية، واحتلت اليونان الجزء الغربي من آسيا الصغرى بالإضافة إلى تراقيا.

مصطفى كمال أتاتورك

نهاية الحكم العثماني

وبسبب رفض الشعب التركي الخضوع للإحتلال ورفضه لمطالب الحلفاء، نشبت ثورة وطنية في كافة أنحاء البلاد بقيادة مصطفى كمال، والتي أصبحت معروفة باسم "الحركة الكمالية"، بهدف مواجهة التنازلات التي كانت تقدم عليها الحكومة وتعاون السلطان محمد السادس مع المحتلين.

وكانت بداية سقوط الدولة العثمانية عندما بدأ مناوئوا السلطان عبد الحميد إظهار اعتراضاتهم على أسلوب حكمه، لكن تلك الاعتراضات لم تصل حد الغليان إلا عام 1326هـ، حيث قام تمرد نظمته تنظيمات ليبرالية مثل تركيا الفتاة وجمعية الاتحاد والترقي، وشهد ذلك العام فقدان الدولة العثمانية أراض لها للقوى الأوروبية.

عقدت الحركة الكمالية مؤتمرات عديدة لاستنهاض الوعى القومى وإنقاذ البلاد من التقسيم، وتشكلت حكومة وطنية برئاسة مصطفى كمال بهدف إقامة دولة تركية مستقلة، ألغت جميع القوانين والتعليمات التى أصدرتها الحكومة السابقة، ووضعت السلطان وحكومته خارج إطار القانون.

أصبح كمال أتاتورك سيد الموقف، حيث وقع معاهدة "لوزان" مع الحلفاء التى تنازل بمقتضاها عن باقى الأراضى العثمانية غير التركية، ثم جرد السلطان من السلطة الزمنية وجعله مجرد خليفة، أى أشبه بشيخ الإسلام، ولكن من غير سلطة روحية أيضًا، وتم إلغاء الخلافة سنة 1924 وطرد عبد المجيد من البلاد، وسقطت الدولة العثمانية بعد أن استمرت لما يقرب من 600 سنة.