بدأ العام المائي 2023/2024 بموسمين لـ الأمطار على المنطقة الاستوائية التى تمد النيل بنحو 15% أعلى من المتوسط ووصلت بحيرة فيكتوريا إلى أعلى منسوب فى التاريخ 1137م، أما الموسم الثالث والأخير على السودان وإثيوبيا اقترب من المنتصف بأمطار أيضا أعلى من المتوسط فى معظم المناطق.
وقال الدكتور عباس شراقي ، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك مناطق هطلت عليها أمطار غزيرة لمدة 12 يوما ربما لأول مرة منذ مئات السنوات مثل العوينات وشمال السودان خاصة دارفور، ومعظمها لا يضيف للنيل شيئًأ كبيرًا.
أمطار النيل الأزرق قليلة
وأضاف الدكتور عباس شراقي لـ “صدى البلد” أن هناك مناطق أخرى مطيرة سنويا فى حوض النيل الأزرق الذى يمد النيل بحوالى 60%، الأمطار فيها حاليا أقل من المتوسط، ولكن لحسن الحظ أنها قليلة ولن تؤثر فى إيراد النيل الكلي حيت أن الأماكن الأخرى التى بها أمطار جيدة تعوض النقص القليل، والمحصلة العامة حتى منتصف الموسم جيدة ، وإن شاء الله النصف الثانى من الموسم الذى ينتهى فى أكتوبر القادم يكون على نفس المستوى أو أكبر، وتشير إلى ذلك تنبؤات الأمطار.
وقد هطلت على الأراضى المصرية جنوب أسوان حوالى 2.5 مليار م3 فى الأيام الماضية، منها حوالى 200 مليون م3 وصلت إلى بحيرة ناصر عن طريق الأمطار المباشرة على مساحة 5000 كم2.
ويصاحب ذروة تدفق مياه نهر النيل في أغسطس من كل عام، هطول أمطار غزيرة، مما يؤدي إلى الأضرار البشرية والمادية فى السودان، وقد حدث ذلك خلال الأسابيع القليلة الماضية ومازال هطول الأمطار الغزيرة مكونة سيول فى أماكن كثيرة بعضها مناطق لم تشهد سيول منذ فترة طويل مثل شمال السودان فى أبو حمد، ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر الجارى، جزء من هذه المياه يتدفق نحو النيل، ولكنها تفقد بالكامل مضافا عليها أكثر من 10 مليار م3 أخرى من المياه القادمة من فيكتوريا وإثيوبيا بسبب البخر الشديد وفيضان النيل الأبيض السنوى.
والفيضانات الرئيسية السنوية (زيادة منسوب مياه فى الأنهار) لم تحدث حتى الآن فى النيل الأزرق والأبيض وعطبرة ، حيث غالبا تحدث بدءً من منتصف أغسطس، ويستخدمها المزارعون فى الرى الفيضى، ولكن بسبب التخزين فى سد النهضة لن تحدث فيضانات على النيل الأزرق، ولو كانت الظروف طبيعية لساعدت الحكومة المزارعين فى عمل شبكة رى لهم لتوصيل مياه النيل، ولكن هناك فيضانات الأنهار الصغرى مثل الدندر والرهد.
يستفيد السودان حاليا بنسبة أقل من 10% فقط من مياه الأمطار، وباقى المياه تفقد نتيجة البخر او التسرب.