تتسم العلاقات بين مصر والصومال بالقوة والمتانة، على مر التاريخ، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا كبيراً في السنوات الأخيرة مدعومة بإرادة سياسية قوية وسعى جاد لوضع خطط مستقبلية مشتركة في العديد من المجالات.
وأعلن السفير علي عبدي أواري سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية سيصل مصر مساء اليوم في زيارة رسمية يلتقى خلالها أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
زيارة الرئيس الصومالي
وقال السفير الصومالي في بيان له، ان زيارة الرئيس الصومالي تأتي في إطار العلاقات المصرية الصومالية الراسخة، وستشهد توقيع اتفاقية تعاون عسكري لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.
وأكد السفير الصومالي أهمية هذه الزيارة التاريخية والتي تأتي في توقيت شديد الحساسية وفي ظل تحديات اقليمية ودولية غير مسبوقة تتطلب تعزيز التعاون والتنسيق مع مصر، مثمنا الدور المحوري الذي تلعبه مصر لدعم الصومال في مواجهة التحديات الراهنة.
وأمس، التقى بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج مع رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، وذلك على هامش زيارة وزير الخارجية الحالية لحضور حفل تنصيب الرئيس الرواندي "بول كاجامي".
وذكر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، أن السيد وزير الخارجية حرص على نقل تحيات السيد رئيس الجمهورية لنظيره الصومالي، معرباً عن تطلع مصر للاستمرار في تعزيز العلاقات الثنائية مع الصومال فى كافة المجالات بما يعود بالنفع علي مصالح الشعبين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي، بأن وزير الخارجية شدد على دعم مصر لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه. ومن جانبه، أعرب الرئيس الصومالي عن تقديره للسيد الرئيس والدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم بلاده.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس الصومالي إلى مصر تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين والتي شهدت تطورًا كبيرًا في عهد الرئيس السيسي، وقد أولت مصر اهتمامًا خاصًا بمنطقة القرن الإفريقي، عبر دعم الاستثمارات وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأضاف"سيد أحمد" لـ صدى البلد، أن الزيارة تعكس الجهود المستمرة للتنسيق والتشاور بين البلدين بهدف تعزيز العلاقات على جميع الأصعدة، وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل التوقيت الراهن، نظرًا للتصرفات العدوانية لإثيوبيا تجاه وحدة وأراضي الصومال.
مصر والصومال
وأوضح أخبير العلاقات الدولية، أن نوايا إثيوبيا لا تعبر عن حسن النية أو التعاون، بل تسهم في زيادة التوتر وعدم الاستقرار، مؤكدا أن تصرفات إثيوبيا تمثل انتهاكًا للسيادة الصومالية وتهديدًا لوحدة الأراضي الصومالية، متماشيًا مع ممارسات إثيوبيا تجاه ملفات أخرى مثل ملف سد النهضة.
وكانت رفضت القاهرة والأسرة الدولية في القلب منها دول القارة الأفريقية، بشكل صارم الانتهاكات الأثيوبية لأراضيها، بعد توقيع اتفاق مفاجئ مع زعيم أرض الصومال موسى بيهي عبدي يمنح إثيوبيا، لمدة 50 عاما منفذا على البحر الأحمر بطول 20 كيلومترا يضم خصوصا ميناء بربرة وقاعدة عسكرية، وذلك مقابل أن تعترف أديس أبابا رسميا بأرض الصومال جمهورية مستقلة.
وإقليم "أرض الصومال" يعد إقليما منشقا أعلن انفصاله عن مقديشو عام 1991 في خطوة أحادية الجانب وإجراء لم تعترف به الأسرة الدولية، وعليه رفضت دول العالم الاتفاق المزعوم.
كما جاء الموقف المصري أيضا فيالمحافل الدولية حيث شددت القاهرة على دعمها التام لوحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة وسيادة الصومال على كامل ترابه ، خلال إلقائه وزير الخارجية سامح شكري كلمة مصر أمام القمة التاسعة عشر لدول عدم الانحياز المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا، الجمعة الماضية.
وشجبت مصر بشدة أية إجراءات أحادية يتخذها أي طرف إقليمي لتهديد وحدة وسلامة الصومال، كما تؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدي على سيادة وحق الصومال - دون غيره - فيالانتفاع بموارده، محذرا من التحركات التي تقوض الاستقرار فيمنطقة القرن الأفريقي، وتزيد من حدة التوتر بين دوله، وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة، بدلاً من الاستمرار فيسياسة تأجيج النزاعات على نحو غير مسئول، وفق وزير الخارجية.
وكانت أكدت وزارة الخارجية أيضا على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل اراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مشددةً على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.