في عالم الطب، هناك قصص إنسانية تتجاوز حدود العلم وتتغلغل في عمق الروح. واحدة من تلك القصص هي حكاية ديفيد آجات، رجل الشرطة الإنجليزي الذي عاش حياة استثنائية بفضل الجراح المصري العالمي، الدكتور مجدي يعقوب. لكن ماذا يحدث عندما تتداخل هذه القصة الحقيقية مع شائعات مضللة؟
في هذا التقرير، نستعرض من هو ديفيد آجات، ولماذا احتفل الدكتور يعقوب بعيد ميلاده الـ90، وكيف تحولت لحظة إنسانية إلى مادة للشائعات عبر الإنترنت.
من هو ديفيد آجات الذي يحتفل مجدي يعقوب بعيد ميلاده الـ90؟
ديفيد آجات، رجل شرطة إنجليزي، هو أحد أبرز مرضى الدكتور مجدي يعقوب، الجراح المصري العالمي. عاش آجات قصة استثنائية عندما أجرى له الدكتور يعقوب عملية زراعة قلب ناجحة في عام 1984، وكانت تلك العملية أحد إنجازات يعقوب البارزة في مجال زراعة القلب. بالرغم من التوقعات الطبية التي أشارت إلى أنه لن يعيش لأكثر من 6 أو 7 سنوات بعد العملية، تحدى آجات تلك التوقعات واستمر في الحياة لأكثر من 37 عاماً، حتى وصل إلى عمر 90 عاماً.
مؤخراً، انتشرت صورة للدكتور مجدي يعقوب وهو يحتفل بعيد ميلاد ديفيد آجات الـ90، حيث ظهر وهو يحمل لافتة مكتوب عليها "عيد ميلاد سعيد ديفيد". هذه الصورة كانت دليلاً على عمق العلاقة الإنسانية التي بناها الدكتور يعقوب مع مرضاه، والتي تتجاوز الحدود التقليدية بين الطبيب والمريض.
الشائعات حول الصورة: التزييف والحقيقة
على الرغم من هذه المناسبة المؤثرة، استغل بعض مروجي الشائعات الصورة الأصلية ونشروا نسخة مزيفة منها، حيث تم استبدال اللافتة الأصلية بأخرى مكتوب عليها "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله"، مما أثار جدلاً واسعاً حول إسلام الدكتور يعقوب. ومع تداول هذه الصورة المزيفة، بدأت التساؤلات تنتشر حول حقيقة إسلامه، إلا أن البحث العكسي أكد أن الصورة معدلة، وأن الأصلية كانت مجرد احتفال بعيد ميلاد ديفيد آجات.
مجدي يعقوب.. رمز للعلم والإنسانية
إن هذه الصورة المزيفة لم تؤثر على سمعة الدكتور مجدي يعقوب، الذي وُلد في مصر في 16 نوفمبر 1935 وتخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957. مسيرته المهنية الطويلة مليئة بالإنجازات، منها إجراؤه لأول عملية زرع قلب ورئتين في المملكة المتحدة عام 1983.
الدكتور مجدي يعقوب هو مؤسس ومدير الأبحاث في مركز هيرفيلد لعلوم القلب "معهد مجدي يعقوب"، حيث يشرف على أبحاث رائدة في مجالات متعددة.
في النهاية، يظل الدكتور مجدي يعقوب رمزاً عالمياً في مجال الطب، وإسهاماته العلمية والإنسانية تتحدث عنه، بغض النظر عن الشائعات التي لا تستند إلى حقيقة.