الصلاة عماد الدين الإسلامي، فمن أقامها أقام الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، بعد الشهادتين، وقال الله- تعالى- (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء:103]، وهو ما يدل على مكانة الصلاة المهمة في الدين، الإسلام، والصلاة تنقسم إلى قسمين فروض وسنن، ولعل الكثير لا ينتبه أن هناك صلاتين يحبهما الله، وأوصانا النبي- صلى الله عليه وسلم- عنهم كل يوم أن استطاع كل واحد منا ـن يؤديهما، وهما صلاة الضحى نهارا، وصلاة الوتر ليلا.
ورُويت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عِظم فضل صلاة الضحى ومكانتها، منها ما رُوي عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، أنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ».
صلاة الضحى
هي صدقة عن مفاصل جسدك كله 360 مفصل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى»، والسّلامى هي التعاظم والأعضاء في جسم الإنسان، وقوله في الحديث: "ويجزئ عن ذلك"؛ أي يسدّ عن ذلك ويقوم مقامه أداء ركعتي صلاة الضحى، وفي ذلك فضلٌ عظيمٌ ظاهرٌ لصلاة الضحى.
من النوافل التي يتقرب بها العبد من المولى عز وجل. بحسب جمهور أهل العلم فإن صلاة الضحى سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالعبد الذي يداوم على صلاة الضحى، تزيد البركة والخير في حياته.
ورُوي عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: « أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ».
كيفية صلاة الضحى
إذا صلى المسلم صلاة الضحى أكثر من ركعتين، فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» رواه أحمد وأصحاب السنن، منوهًا بأن وقت أدائها يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى أن يقوم قائم الظهيرة وقت الزوال.
صلاة الوتر
قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد بالسُنة النبوية الشريفة، أن هناك صلاة من النوافل يحبها الله سبحانه وتعالى.
واستشهد «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما ورد في جامع الترمذي، عَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: «الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاَتِكُمُ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ».
كيف تصلى صلاة الشفع والوتر
يجوز للشخص أن يُصلي ركعات الشفع والوتر متصلة كهيئة صلاة المغرب، أي بأداء ركعتين ثم تشهد أوسط ثم ركعة وبعدها التشهد الأخير ثم التسليم، ويمكن أداء صلاة الشفع والوتر بثلاث ركعات متصلين دون تشهد أوسط ، وتكون صلاته صحيحة، والأفضل أن يؤدي المُصلي ركعتين ويسلم، ثم يُصلي ركعة مفردة، لكن الثلاث هيئات لصلاة الشفع والوتر هي صحيحة شرعًا.
قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم: ” مَن خافَ أن لا يقومَ آخر الليل، فليوتر أوّله، وَمَن طَمِعَ أن يقومَ آخرهُ فليوتر آخرَ الليل، فإنّ صلاة آخر الليل مشهودة، وذلِكَ أفضَل”.
فضل صلاة الوتر في استجابة الدعاء أنها من أفضل الأوقات التي يستحب الدعاء لأنها تصلى في وقت الليل الذي لا توجد به صلوات مفروضة وبالتالي ثوابها عظيم لأن العبد يصلي الوتر ويدعو ربه ويستغفره ويتضرع إليه بالخشوع والتوسل والمناجاة وكل هذا يؤجر العبد عليه ويرفع منزلته عند الله وملائكته ويبارك له في رزقه وحياته.
وصلاة الوتر تعد من أجمل الصلوات التي سنها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام للأمة الإسلامية وأنها من أعظم العبادات التي يستطيع العبد التقرب بها إلى خالقه وهي عبادة تزيد وتضيف على كل مسلم حياة مطمئنة وأجر عظيم لأنها تكون في آخر الليل وهناك ساعة استجابة في الليل ولا يرد الله دعاء كل مسلم محتاج إليه.