أنهى تلسكوب الفضاء NEOWISE التابع لوكالة ناسا مهمته الأخيرة بعد 15 عامًا من العمل الدؤوب في اكتشاف الأجسام الفضائية القريبة من الأرض.

التلسكوب، الذي تم تصميمه في الأصل للعمل لمدة سبعة أشهر فقط، تجاوز بكثير عمره الافتراضي، ليصبح إحدى الأدوات الرئيسية في دراسة الكويكبات والمذنبات التي تشكل تهديدًا محتملاً على كوكبنا.

مهمة ناسا

تم إطلاق NEOWISE في عام 2009 تحت اسم WISE (مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء واسع المجال)، وكانت مهمته الأصلية رسم خريطة للسماء باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء، بهدف الكشف عن الإشارات الخافتة من الكون المبكر.

مهددا بزوال دولة الاحتلال..الحوثي عن مذبحة الفجر : الدمـ.اء لن تذهب هدرا

سندفنكم الأسبوع المقبل.. إسرائيليون يتلقون رسائل نصية تهديدية

لكن بعد انتهاء مهمته الرئيسية، تحول WISE إلى NEOWISE، حيث تم تمديد مهمته لمواصلة مسح السماء واكتشاف الأجسام القريبة من الأرض.

وقد أسفرت هذه المهمة الممتدة عن اكتشاف أكثر من 200 جسم جديد بالقرب من الأرض، بما في ذلك 25 مذنبًا لم تكن معروفة من قبل.

ووفرت المركبة الفضائية أيضًا بيانات هائلة عن 44,000 جسم آخر مر عبر نظامنا الشمسي.

200 جسم جديد

على الرغم من توقف مهمته في 31 يوليو 2024، إلا أن NEOWISE حقق إنجازات تفوق التوقعات بكثير.

مع اقتراب التلسكوب من نهاية رحلته، يتجه نحو الغلاف الجوي للأرض، حيث من المتوقع أن يحترق بأمان في وقت لاحق من هذا العام، مدفوعًا بزيادة النشاط الشمسي التي تسحب القمر الصناعي نحو الأرض.

وتعلق الدكتورة إيمي ماينزر، المحققة الرئيسية في مشروعي NEOWISE وNEO Surveyor، قائلة: "لقد تجاوز هذا التلسكوب عمره الافتراضي حقًا. لقد حصلنا منه على أكثر مما كنا نتوقع".

وتعتبر هذه الكلمات خير شهادة على الإنجازات العلمية الكبيرة التي حققها هذا التلسكوب.

حارس دفاعي

بدأ NEOWISE كأداة لفهم تاريخ الكون، لكنه تطور ليصبح حارسًا دفاعيًا لكوكب الأرض، مما يبرز قدرته المذهلة على اكتشاف الأجسام التي قد تهدد الحياة على كوكبنا.

ومع نهايته الوشيكة، تستعد وكالة ناسا للمضي قدمًا في مشروعات جديدة تستند إلى الإرث العلمي الذي تركه NEOWISE.

ومع ذلك، أظهرت التحليلات اللاحقة لبيانات التلسكوب أنه لا يزال قادرًا على اكتشاف الأجسام القريبة من النظام الشمسي التي تعكس ضوء الشمس.

وبالتالي، تم إخراج نيووايز من السبات في عام 2013 لمواصلة مسح الأجسام القريبة من الأرض لمدة عقد آخر.

ومن بين مئات الأجسام التي اكتشفها التلسكوب، فإن اكتشافه الأكثر شهرة هو المذنب الساطع الذي يحمل اسمه: المذنب C/2020 F3 NEOWISE ، والذي مر بالقرب من الأرض في يوليو 2020.

فجوة دفاعية

مع انتهاء مهمة تلسكوب الفضاء NEOWISE، تظهر فجوة دفاعية مؤقتة في مدار الأرض، حيث لا يوجد حاليًا تلسكوب فضائي تابع لوكالة ناسا مخصص بالكامل للبحث عن الأجسام القريبة من الأرض، والتي قد تشكل تهديدًا على كوكبنا.

لكن وكالة ناسا تعمل على تلسكوب جديد يحمل اسم NEO Surveyor، والذي يعد بمواصلة مهمة NEOWISE.

ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا التلسكوب الأكثر قوة في عام 2027.

بمجرد أن يتم نشره، سيقوم NEO Surveyor بمسح شامل للسماء كل أسبوعين، ما يمكنه من اكتشاف الأجسام القريبة من الأرض بسرعة وفعالية.

يتمتع NEO Surveyor بميزة فريدة تتمثل في ظلة شمسية مصممة خصيصًا، تتيح له البحث في منطقة قريبة من وهج الشمس، وهي منطقة تعتبر أكبر نقطة عمياء للدفاع الكوكبي.

هذه القدرة ستمنحنا أدوات أفضل لرصد الكويكبات التي قد تهدد الأرض والتي لا يمكن اكتشافها بوسائل المراقبة الحالية.