كيف أحمي نفسي في زمن الفتن؟، سؤال نجيب عنه من خلال فتوى دار الإفتاء المصرية، والتي نشرتها عبر موقعها الرسمي.
كيف أحمي نفسي في زمن الفتن؟
وقالت الإفتاء إنه لكي يقوى الإنسان على مقاومة الفتن، وحفظ نفسه من مكائد النفس والشيطان، عليه أن يسعى ليكون عبدًا طائعًا مخلصًا لله تعالى، مستعينًا به في كل أموره، ومتوكلًا عليه، ولا يغتر بنفسه أبدًا مهما أكثر من الطاعات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101].
وتابعت في بيان كيف أهذب نفسي وأحفظها من الفتنة في هذا العصر؟، إن من الأمور المعينة على تهذيب النفس وتزكيتها: الإكثار من ذكر الله تعالى، وترسيخ محبته ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القلب، ومنها: قراءة القرآن الكريم وتدبره، والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي لا سيما الكبائر، ومحاسبة النفس، وعدم اليأس من الاستقامة مهما وقع الإنسان في الذنوب أو تكررت فليحسن الظن في عفو الله ومغفرته، وليبادر بترك الذنب وتجديد التوبة منه، قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].
أسباب الوقوع في الفتن
بينما قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن بعض العلماء حصروا الفتن في أمرين، وهما شهوات وشبهات، منوهًا بأن الذي يأخذ بالناس إلى الفتنة إما شبهه، أو شهوة.
وأوضح “ فخري” ، أن بعض الناس لديهم شبهات في أذهانهم، كثيرًا ما تكون الأسباب التي تجعل الإنسان يقع في فتنة من الفتن، أو في معصية من المعاصي، هي الشبهات التي تصوره على أنها حق، فيضل بعقله ويضل الناس بهذه الشبهات.
وأضاف أن بعض العلماء قال إن الفتن نوعان: نوع يتعلق بالشبهات، ونوع يتعلق بالشهوات، وبطريقة بسيطة، لكي نفهم، السبب في الشبهات هو فساد العقول، وسبب الشهوات هو فساد القلوب، إذًا لدينا السببين الرئيسيين الذين من خلالهما تأتي الفتن.
ونبه إلى أن فساد العقول، يعني الجهل، عدم العلم، وعدم البصيرة، ولذلك نقول دائمًا أن أهل العلم هم خلاص الوجود، وهم أمانة الله على خلقه، وهم الذين يحفظ الله بهم هذه الأمة من الزيغ والضلال، ما من خير في هذا الوجود إلا وأصله ومنبته من العلم، وما من شر إلا وأصله ومنبته من الجهل.
وأشار إلى أن هناك نوعين من الفتن، لكي تركز وتضع الفتنة التي تعرضت لها في أي جانب من الاثنين: الجانب الأول بسبب الشبهات، وسببه فساد العقول، الجهل والحمق، ومن الممكن، كما ذكرتَ، أن يكون الهوى أيضًا له تأثير.
وبين أنه قد يكون عند الإنسان علم، ولكن هواه فاسد، فيسخر هذا العلم في خدمة شهواته الشخصية، كما نرى من بعض الناس الذين يبتعدون عن الأصول دائمًا ولا يذكرون إلا الشبهات، ولا يذكرون إلا ما يضعف الأقوال، أو لا يذكرون إلا الأشياء التي لم تتداول، إذا دخل الهوى في الشيء فسد، وهذه قاعدة نحفظها جميعًا.
وتابع : لدينا عقل، وعندنا هوى، العقل وظيفته أنه يعقل حركة الإنسان حتى يجعلها منضبطة مع المنهج الإلهي، إذا كان ما تميل إليه النفس بطريق مشروع، يعاضده العقل ويقول له استمر، أما إذا كان ما تميل إليه النفس غير مشروع، يقف العقل ويقول له انتبه ، هذا طريق غير مشروع وغير موافق للمنهج الإلهي.
وأفاد بأن الأصل أن يغلب العقل الهوى، لكن إن غلب الهوى العقل، يقع في المعصية وفي المكروه، الذي هو الفتنة التي نتحدث عنها، إذًا، أول نوع من أنواع الفتن هو عن طريق الشبهات، وسببها فساد العقول، ومن الممكن أن يكون الهوى لصاحب العلم الذي يتكسب من خلاله، أو يصنع فتنة، أو يسبب شرا، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا في مسألة الهوى، فقال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به".