ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عن حكم امتناع المرأة عن زوجها، ويقول صاحب السؤال (هل يجوز أن تمتنع المرأة عن زوجها وتساومه ماديًّا على ذلك، مع قيام زوجها بكافة واجباته المادية والاجتماعية تجاهها؟
حكم امتناع المرأة عن زوجها
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن الله تعالى قد أمر المرأة بطاعة زوجها، وجعل حقه عليها عظيمًا، وبيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عِظَم هذا الحق في قوله: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال: حديث حسن غريب. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأكدت دار الإفتاء أن عقد الزواج هو عقد على البُضع من جانب الزوجة في مقابل النفقة من جانب الزوج، فما دام الزوج قائمًا بالحقوق المادية من ملبسٍ ومطعمٍ ومسكنٍ فعلى المرأة واجبُ تسليم النفس، ولا يجوز لها المساومة في مقابل واجب.
وبناءً على ذلك: فإن ما تفعله هذه المرأة من امتناعها عن زوجها ومساومته ماديًّا على ذلك حرامٌ شرعًا، وهي متعرضةٌ بذلك لغضب الله تعالى، ويجب عليها شرعًا أن تقلع عن ذلك.
ضوابط العلاقة بين الزوجين
كشف الشيخ محمود ربيع، الباحث بجامعة الأزهر الشريف، عن ضوابط العلاقة بين الزوجين في الإسلام، وكيفية تجنب الكثير من المشاكل الزوجية.
وقال الشيخ محمود ربيع، في فيديو لصدى البلد، إن العلاقة بين الزوجين هي علاقة مشاركة وعلاقة بناء، وليست علاقة عبودية بمعنى أن أحدهما ملكا للآخر.
وأضاف، أن الزواج هو عون في الطريق إلى الله في العمل والعبادة والتعمير، فالعلاقة بين الزوجين هي علاقة رحمة، فكان النبي يلاعب زوجاته ويلاطفهن فإذا ما أقيمت الصلاة خرج كأنه لا يعرف منهن أحدا.
وأشار إلى أن النبي في علاقته مع زوجاته كان يشاروهن، فأخذ برأي السيدة سلمة في صلح الحديبية حينما أشارت على النبي بحلق رأسه حتى يحلق الصحابة رؤسهم.
وذكر أن النبي كان في بيت السيدة عائشة في ليلتها، فطلب منها الإذن في التعبد إلى الله، فأذنت له السيدة عائشة.
وأكد أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة قائمة على المودة والرحمة، وينبغي ألا تكون هذه العلاقة قائمة على الاستعلاء، لأن النبي قال في الحديث الشريف (استوصوا بالنساء خيرا) وقال أيضا (رفقا بالقوارير).