أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، أن "دـ م رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لن يذهب هباء".
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قوله إن "استشهاد هنية في طهران سيقوي ويعمق الصلة الوثيقة بين طهران وفلسطين والمقاومة".
وأعلنت حركة حماس، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي في طهران.
إسماعيل هنية
وقالت الحركة في بيان إن هنية "قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".
وأفاد الحرس الثوري الإيراني في بيان: "ندرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقا".
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أيضا أن "التحقيق جار في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وسيتم الإعلان عن النتائج قريبا".
من جانبها، قالت شيماء المرسي، مديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، "كانت عملية الاغتيال من أكثر الضربات المباغتة ألمًا لحركة حماس ومحور المقاومة، ليس لأنها عملية غير متوقعة وإنما لحيثيات تنفيذها في قلب العاصمة طهران الأب الروحي لمحور المقاومة. ولا شك أن العملية هى تهديد مباشر بقطع رأس الحركة والقضاء عليها. وبالتأكيد هذه العملية ستُعطل من سيرورة مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وآخرها المحادثات الرباعية الجارية في روما، علاوة على أن عملية الاغتيال جددت من شرعية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو واستمراره هو وحكومته في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
اضافت "المرسي" في تصريحات لـ صدى البلد، أن الانتهاك الإسرائيلي للأراضي الإيرانية سيتسبب في زيادة حدة التصعيد في المنطقة، لاسيما وأن عملية اغتيال إسماعيل هنية ليست كعملية الهجوم الصاروخي على القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق في أبريل الماضي. وبلا شك، سيكون هناك رد إيراني لحفظ ماء الوجه بعدما انكشف الخلل الأمني الذي تعانيه إيران، وضعف المنظومة الدفاعية الجوية لصدّ الهجوم الصاروخي الإسرائيلي. وأتوقع أن توجه إيران ضربات للمفاعل النووي الإسرائيلي ديمونة، بالإضافة إلى دفع أذرعها كحزب الله وجماعة الحوثي لتأجيج نار الصراع وتوجيه ضربات صاروخية تستهدف ثكنات عسكرية للجيش الإسرائيلي قد تسفر عن اغتيال لبعض القيادات الإسرائيلية.
وأكدت أنه في حالة التدخل الأمريكي للدفاع عن حليفتها إسرائيل، فنحن سنرى تدخل للحشد الشعبي العراقي وسلسلة استهدافات للقواعد الأمريكية. أي أن الرد الإيراني حتمي ولا مفر منه. ومع ذلك، سيكون ردًا دقيقًا وحذرًا لأن إيران لن تورط نفسها في حرب مباشرة مع إسرائيل في الوقت الراهن، لأنها ببساطة لا تتحمل تكلفة الحرب.
ونشرت وكالة تسنيم الإيرانية، التفاصيل الأولى لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، وذكرت الوكالة أن الشهيد هنية الذي زار إيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني كان يتواجد في أحد المباني الخاصة شمالي طهران عندما استشهد بمقذوف من الجو.
ووفقا للوكالة نُفذت عملية اغتيال إسماعيل هنية حوالي الساعة 2 فجرا.وما زالت التحقيقات جارية وسيتم الإعلان عن التفاصيل الدقيقة قريبًا.
وأعلن الحرس الثوري، الأربعاء، استشهاد اسماعيل هنية في طهران.وأعرب في بيان له، عن تعازيه للشعب الفلسطيني البطل والأمة الإسلامية ومناضلي محور المقاومة والشعب الإيراني الشريف، وقالت، استهدف صباح اليوم مقر إقامة الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في طهران، وعلى أثر هذا الحادث استشهد هو وأحد حراسه.
وأضاف البيان، يجري التحقيق في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقا.
استشهاد هنية
من جانبه عزى المرشد الأعلى آية الله علي الخامنئي، في بيان، الأمة الإسلامية وجبهة المقاومة والشعب الفلسطيني ، باستشهاد هنية، و وأكد أن "الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي مهد لنفسه بهذا العمل الأرضية لعقاب قاس ونعتبر من واجبنا الثأر لدمائه حيث استشهد في أراضي الجمهورية الاسلامية الإيرانية".
كما علق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على اغتيال إسماعيل هنية، قائلا: سنجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على هذا العمل الجبان.
وفى بيان له قال بزشكيان، تنعى إيران شريكها في الأحزان والأفراح، رفيق درب المقاومة الدائم والمشرف، قائد المقاومة الفلسطينية الشجاع، شهيد القدس الحاج إسماعيل هنية.
وأضاف، بالأمس رفعت يده المنتصرة واليوم علي أن أشيعه على كتفي. الشهادة هي عمل رجال الله، الأواصر بين شعبي إيران وفلسطين الشامخين ستكون أقوى من أي وقت مضى، وسيتم متابعة طريق المقاومة والدفاع عن المظلومين بشكل أقوى من أي وقت مضى.
وتابع، ستدافع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن سيادة أراضيها وعزتها وشرفها، وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان.
ونددت الخارجية الإيرانية بالحادث، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إن دماء الشهيد إسماعيل هنية الطاهرة، الذي قضي حياته في النضال المشرف ضد الكيان الصهيوني الغاصب وفي طريق تحرير القدس الشريف، لن تذهب هدراً أبداً.
وقدم ناصر كنعاني التهنئة والتعزية إلى الشعب الفلسطيني العظيم، وحركة حماس، وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، وكافة حركات وتیارات المقاومة والشعوب والدول الداعمة للمثل الفلسطينية.
وأشار إلى أن المؤسسات المعنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواصل التحقيق في أبعاد وتفاصيل هذا الحادث وقال: لا شك أن الدماء الطاهرة لهذا المجاهد الدؤوب الذي قضى عمره في المجاهدة والنضال المشرف ضد الكيان الصهيوني الغاصب وفي طريق تحرير القدس الشريف وتحرير الشعب الفلسطيني المظلوم من براثن الاحتلال الصهيوني لن تذهب هدرا.
وأكد أن استشهاد شقيق المجاهد إسماعيل هنية في طهران سيعزز الروابط العميقة والمتينة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفلسطين العزيزة والمقاومة.